ميزانية تصل إلى مليار سنتيم للمسجلين في غرفة الصناعات التقليدية
كشف مدير السياحة والصناعة التقليدية لولاية الجزائر، رشيد غدوشي، خلال مسابقة الطبخ والحلويات التي نظمها المنتدى الوطني لخبراء الحلويات مؤخرا، عن تنظيم لقاء يجمع الجمعيات التي تهتم بالسياحة والصناعات التقليدية، لمناقشة انشغال الحرفيين للقضاء على العراقيل التي تؤثر على نشاطهم، من أجل المساهمة في الاقتصاد الوطني.
وقد عبر مدير السياحة عن إعجابه بمهارة الحرفيين المشاركين في مسابقة المنتدى الوطني لخبراء الحلويات والطهي، من خلال الأطباق المتنوعة التي تعبر عن المنطقة التي ينتمون إليها ومختلف أنواع الحلويات التقليدية، حيث أغلبيتهم نساء ماكثات في البيت وأخريات هاويات، أما البقية، فقد أسسن مؤسسات مصغرة استطعن من خلالها توظيف المئات من البطالين نساء ورجالا.
وقال إن المسابقة المنظمة من طرف المنتدى، التي شارك فيها حرفيون من بعض الولايات، على غرار العاصمة، قسنطينة، ميلة، البليدة، بسكرة، الشلف، بجاية، البويرة، جاءت نتيجة نشاط جمعيات في الميدان، مبديا استعداده لمرافقة هذه الأخيرة ودعمها للنهوض بالقطاع، مشيرا إلى أن الهدف من المسابقة اكتشاف المواهب المخزنة في البيوت، التي ستفيد الشخص المعني والمجتمع والجزائر باستقطاب عدد كبير من السياح.
26 حرفيا مسجلا بالعاصمة تسعى الولاية لدعمهم
وأكد مدير السياحة والصناعة التقليدية لولاية الجزائر، أن الهدف من المديريات الولائية وغرف الصناعات التقليدية، مرافقة الحرفيات الماكثات في البيت خاصة ومساعدتهن لإثبات أنفسهن على المستوى المحلي والوطني، مع العمل على تحسيسهن بالإمكانيات التي ستوفرها المديريات لهن في حال حصولهن على بطاقة حرفي، حيث توفر لهن الدولة إمكانيات مادية من خلال شركائها “أونساج لونجام، كناك وكاسنوس”.
وتفاجأ مدير السياحة عندما تحدث مع الحرفيات والحرفيين المشاركين في المسابقة أنهم يجهلون حقوقهم وليس لديهم وعي والمعرض من أهدافه إحصاء الحرفيين، موضحا أن ولاية الجزائر تضم أكثر من 26 حرفيا، وفي حال إجراء إحصاء حقيقي سيزيد العدد بثلاثة إلى أربعة أضعاف، لهذا، دعا مدير السياحة الجمعيات إلى تنظيم الكثير من المعارض والمسابقات لتوعية الحرفيين الذين ما زالوا ينشطون في الظل، لإخراج إبداعاتهم وإظهارها للسياح، بالإضافة إلى أن الجزائر غنية. النقطة الثالثة، أن هذه الحرفية، أخرجها من البيت وأعد لها الحقوق التي تمنحها لها الدولة الجزائرية من أموال ومحلات إلى آخره. والهدف الرابع، خلق المرأة الماكثة في البيت مناصب شغل، حيث باستطاعتها تكوين شابات، مشيرا إلى وجود حرفية من ولاية البويرة وظفت 260 شخص، ومن خلال نشاط الحرفيات قد نقضي على البطالة نهائيا.
وكشف عن وجود حرفيات كن يعملن في الإدارة العمومية، استقلن من مناصبهن، وانتقلن إلى ممارسة هواياتهن التي حولنها إلى حرفة، وذلك لأنهن وجدن في هذه الأخيرة مدخولا أكثر من الراتب.
وأضاف مدير السياحة أن مجال السياحة واسع جدا من الناحية الثقافية والاجتماعية والدينية وغيرها، وعندما نضيف إليه لمسة الصناعات التقليدية، سوف تدعم بذلك السياحة، من خلال جلب عدد أكبر من السياح، الذين يشاركون في تطور الصناعة السياحية.
منتدى للجمعيات قريبا للنهوض بالسياحة
كما أشار إلى ضرورة تقريب الإدارة من المواطن، من خلال تنظيم معارض ومسابقات، وعلى هذا الأساس، كشف مدير السياحة عن إجراء عملية إحصاء الجمعيات، التي تنشط في المجال السياحي، ليتم بعدها تنظيم منتدى الجمعيات، يتم من خلاله عرض كل جمعية برنامجها، وبذلك، يتم تسطير برنامج مشترك، للنهوض بالسياحة على مستوى ولاية الجزائر. ومن جهة أخرى، تطوير نشاطهم عن طريق تنظيم معارض لهم على مستوى جميع مقاطعات العاصمة وكذا البلديات، مع استدعاء الحرفيين من جميع ولايات الوطن للتعرف على تقاليدها وأطباقها وتراثها.
وكشف المتحدث عن وجود مشاريع استثمارية تستلم بصفة شهرية وأخرى في طور الإنجاز، حيث بلغ عدد المؤسسات السياحية التابعة للمديرية من الوكالات السياحية وفنادق 1400 مؤسسة منها 300 فندق، موضحا أن والي الجزائر يجتمع أسبوعيا بجميع المديرين لعرض مشاريعهم ومحاولة التخلص من المشاكل التي تعرقل عملية إنجازها، وقد أمر الوالي بمنح رخص استغلال استثنائية للمؤسسات المنجزة لتبدأ نشاطها في انتظار تحضير الملف الإداري وإيداعه على مستوى المصلحة المختصة لتسليمهم الرخص.
وأضاف المدير أن المديرية أعدت خارطة طريق خلال السداسي الثاني مع الوالي، حيث بدأت في برنامج عمل مع الوكالات السياحية والمؤسسات الفندقية، الذي يتم تقييمه بصفة شهرية، محاولين قدر المستطاع القضاء على العراقيل.
وبخصوص بطاقة الحرفي، أوضح مدير السياحة أنه يتم منحها لصاحب الملف في نفس اليوم الذي أودعه فيه، هذا الأخير يحتوي على وثائق شخصية، مبلغ 5000 دج وصورتين شمسيتين، إلى جانب شهادة التأهيل التي تسلم للحرفي بعد اجتيازه امتحانا بسيطا، من طرف غرفة الصناعات التقليدية لولاية الجزائر.
وقال المدير إنه، من خلال هذه البطاقة، يستطيع الحرفي الحصول على دعم من الدولة، حيث يمنح له “لونجام” قرضا بقيمة 10 ملايين سنتيم، دون فائدة، إلى 100 مليون سنتيم، بحسب المشروع المقترح.. ويصل الدعم إلى غاية مليار سنتيم بالنسبة إلى أصحاب المشاريع الكبرى، كالتعاونيات، كما أن بطاقة الحرفي تضمن لهم التأمين، مثلا، عجوز تعمل في منزلها، وتبيع الأكلات التقليدية، بعد دفعها اشتراكاتها لدى صندوق الضمان الاجتماعي لغير الأجراء “كاسنوس”، تستطيع صرف تقاعدها بعد 15 سنة، حين يمنحها الصندوق من مليونين إلى 3 ملايين سنتيم، تكفيها لشراء أدويتها وإعالة نفسها، دون اللجوء إلى أبنائها، خاصة إذا كانوا من ذوي الدخل الزهيد.
وفي سياق متصل، صرح مدير غرفة الصناعات التقليدية لولاية الجزائر، مراد سعيداني، لـ”الشروق”، خلال حضوره مسابقة الطبخ والحلويات التي نظمها المنتدى الوطني لخبراء الحلويات والطهي بقاعة الحفلات “دار لحباب” بالعاشور، بأن مثل هذه المسابقات تساعد في إحصاء الحرفيات الماكثات في البيت، حتى تتمكن الغرفة من تسجيلهن في سجل الصناعات التقليدية، حتى يستفدن من مزايا بطاقة الحرفي، التي تجهلها معظم الحرفيات خاصة اللاتي شاركن في المسابقة، في مقدمتها التغطية الاجتماعية، التي بفضلها تستطيع الإدارة محاربة العمل الموازي، وبالتالي، يقول مدير الغرفة: “تسمح بطاقة الحرفي للماكثات في البيت بأن ينشطن بشكل رسمي، ويكون لديهن آفاق لكسب اسم تجاري وتسويق بضاعتهن”.
ويرى المسؤول بأن من الأهداف الرئيسية من المسابقة الاحتكاك في ما بين الحرفيات وتبادل الخبرات والتشجيع على المنافسة لتطوير منتجاتها للأحسن، وكشف عن تنظيم مسابقات وطنية أخرى في المستقبل على مستوى مقاطعات وبلديات ولاية الجزائر.