مَن البطل؟ لوائح “الفاف” غامضة!

ترك الاتحاد الجزائري لكرة القدم والرابطة التي تشرف على تنظيم بطولة القسم الوطني الأول، الغموض يلفّ معايير تحديد صاحب اللقب.
نشرت الهيئتان في تاريخ سابق لوائح منافسة البطولة الوطنية لِموسم 2024-2025، لكن بِالقفز فوق المعايير التي تضبط بِدقّة النادي المتوّج بِاللقب.
واكتفت الهيئتان بِتذكير مَن يهمّهم الأمر بِأن الفوز يُكْسِبُ الفريقَ المنتصرَ ثلاث نقاط، نظير نقطتَين للتعادل، ولا شيء للخسارة. وهي معلومات لا تُسمن ولا تغني من جوع، يعلمها حتى ذلك الذي لا يُفرّق بين كرتَي القدم والرّيغبي!
ثم راحت “الفاف” تُمعن في الغموض، وكتبت: “يُمنح لقب بطل الجزائر على أساس الترتيب الرياضي للموسم الحالي”!
كان من الأجدر على الهيئتَين، تحديد المقاييس المعمول بها، في حال تعادل فريقَين من ناحية رصيد النقاط، والتبس أمر اسم المتوّج بِاللقب أو النازل إلى القسم الثاني.
ماذا لو انهزمت مولودية الجزائر في الجولة الـ 30 والأخيرة، وفاز شباب بلوزداد؟ ولِمَن يُمنح حينها لقب البطولة؟ علما أن المولودية تملك 57 نقطة في الصدارة، ويحوز الشباب 54 نقطة في المركز الثاني.
ومَن يُرافق اتحاد بسكرة إلى القسم الثاني؟ في حال تعادل نجم مقرة وخسارة ترجي مستغانم عند اختتام فعّاليات الجولة الـ 30؟ علما أن النجم يملك 30 نقطة في المركز الـ 15 وقبل الأخير، ويحوز الترجي 31 نقطة في الرتبة الـ 14.
هل يلجأ اتحاد الكرة والرابطة في مثل هذا النوع من الحالات إلى مقياس فارق الأهداف؟ أم المقابلات وجها لِوجه؟ أم أحسن هجوم؟ أم معيار آخر؟
في الدوريات الكبرى و”البريمرليغ” نموذجا ممتازا، تُضبط اللوائح بِدقّة قبيل انطلاق الموسم، ولا يُترك الغموض والتأويلات والتخمينات والتكهّنات والأهواء والأمزجة الرّديئة تُحدّد معايير المنافسة.
من السخافة طرح أسئلة لا طعم ولا لون ولا رائحة لها من فصيلة: “وهل تنهزم المولودية بِميدانها أمام نجم مقرة؟”، لأن الأصل يقول إن اللوائح تُسنّ قبيل انطلاق المنافسة تبديدا للغموض.
بِشأن المقياس الأوّل، تملك المولودية فارق أهداف (+20)، نظير (+23) للشباب، و(-10) للترجي، و(-12) للنجم.
وبِخصوص المعيار الأوّل: شباب بلوزداد فاز خارج القواعد ذهابا على مولودية الجزائر (1-3)، وتعادل بِميدانه إيّابا (1-1). أمّا نجم مقرة، فقد فاز بميدانه ذهابا على ترجي مستغانم (1-0)، وانهزم خارج القواعد إيّابا (1-2)…وهكذا دواليك.
في بطولة أمم أوروبا لِكرة القدم صيف 1996 بِإنجلترا، وعند نهاية مقابلتَي الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات عن الفوج الثالث (لُعبتا في توقيت واحد)، بِتعادل إيطاليا سلبا مع ألمانيا، وتعادل التشيك أيضا مع روسيا لكن بـ (3-3). قال معلّق التلفزيون العمومي الجزائري مساءً، إن إيطاليا (4 نقاط) ستُرافق ألمانيا (7 نقاط) إلى ربع النهائي! ثم عاد في السهرة (هو أو زميل له) وفي برنامج آخر (الحقيبة أو النشرة الرياضية أو شيء من هذا القبيل) واستدرك، وقال إن التشيك (4 نقاط) هي مَن ستُرافق ألمانيا إلى ربع النهائي، نظير إقصاء إيطاليا، وأيضا روسيا (1ن).
لا لوم على التلفزيون، لأن الاعتقاد السائد آنذاك (عالميا)، كان فحواه الاعتماد على مقياس فارق الأهداف: لا شيء لإيطاليا و-1 للتشيك. ولكن الاتحاد الأوروبي خالف “الفيفا” وضبط معيارا آخر فحواه الاعتماد بِالدرجة الأولى على مقياس المقابلات وجها لِوجه، وهنا خسرت إيطاليا (1-2) أمام التشيك في الجولة الثانية (الصورة المُدرجة أدناه).
وما زال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم منذ تلك الفترة يُصرّ على مخالفة “الفيفا”، ليس في هذا الموضوع فحسب، بل في عدّة قرارات، بِخلاف “الكاف”!