-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مَن يكون هذا البلد؟

مَن يكون هذا البلد؟

بَلَغ عدد القتلى بسلاح ناري في هذا البلد سنة 2021 ما يُساوي 20958 قتيل، وبلغ عدد المُنتحرين بسلاح ناري 26328.

وفي سنة 2022 بلغ عدد القتلى بنفس السلاح 20200، والمنتحرين والجرحى 38550، من بينهم 955 طفل دون الـ11 من العمر بين قتيل وجريح و5157 مراهق (12ـ17 سنة) بين قتيل وجريح. وبلغ عدد عمليات القتل الجماعي 647…

وإلى غاية اليوم، منذ بداية سنة 2023، بلغ عدد القتلى بسلاح ناري بهذا البلد، 14945 والمنتحرين بذات السلاح 8515 والجرحى 11910 وعمليات إطلاق نار الجماعية (تجاه أكثر من 4 أشخاص) 208 عملية، والقتل الجماعي 21 عملية. وكانت الحصيلة بالنسبة للأطفال (من 0 إلى 11 سنة) 21 قتيلا و217 جريح، وبالنسبة للمراهقين (ما بين 12ـ17 سنة) 532 قتيل و1296 جريح…

(الإحصائيات لـGun violence archive وSmall arms SurveyوPew research)

في هذا البلد تتعرض امرأة من كل 5 نساء للاغتصاب، ورجل من كل 71 رجلا للاغتصاب أيضا، غالبيتهم (أكثر من 83 بالمائة) تتراوح أعمارهم ما بين 12 و34 عاما (rape statistics موقع wisevoter) بمعدل اغتصاب في كل 3.8 دقيقة..

في هذا البلد تحدُث عملية سطو على منزل كل 25 ثانية.. ربُعها في وضح النهار، وبلغت قيمة الممتلكات المسروقة عشرات البلايين الدولارات، لذلك ينفق سكان هذا البلد 20 بليون دولار سنويا على أمْن مساكنهم… (Forbes.com).

في هذا البلد يعتبرون أنفسهم الأكثر تحضُّرا، والأكثر علما، والأكثر قوة…

يريدون أن يقتدي بهم كل العالم، ومَن لا يفعل يُؤَّدَب بالقوة أو يُعاقَب..

يَعتبرون نظامهم السياسي والأمني هو أفضل نظام بل وأكثر الأنظمة تطورا في تاريخ البشرية..

تَمكّنوا من جعل الكثيرين مِنّا، لا يَرون إلا صورة القوة في هذا البلد.. لذلك لا حُلم لهم إلا أن يعيشوا فيه..

أفهمونا أن الحياة الرَّغدة والكريمة هناك، وكل العالم عليه أن يتطلع للعيش هناك..

وبِتنا لا نر سوى الوجه الجميل من الصورة لديهم، والوجه القبيح من الصورة لدينا.. وبدا لنا الواقع الذي نعيشه ميؤوسا منه، وبدا لنا، أنَّ الأمل كل الأمل إنما هو هناك.. وتَمَّت قَوْلبة فَهمِنا للحياة، والنجاح، والسعادة والحرية، بذلك الشكل الذي صوّرته لنا وسائل إعلامهم وشبكات التواصل لديهم.

ونسينا حالنا وحال بلداننا، وفقدنا الأمل في أننا يمكن في يوم من الأيام أن نبلغ درجة عليا من التطور وأن نتفوق على مثل هذه البلدان عبر الجمع بين العلم والأخلاق.

وحذف بعضنا من قاموسه كل كلمة لها علاقة بالمُمكن، واستبدلها بكل الكلمات المرتبِطة بالمستحيل.

مستحيل أن نتقدم، مستحيل أن نبني نظاما سياسيا عادلا، مستحيل أن نمتلك التكنولوجيا، مستحيل أن نصل إلى ما وصلوا إليه، مستحيل أن نكون…

ونسينا بأنهم ذات يوم لم يكونوا شيئا، عندما كُنّا رِيَّاسا للبحر، وكانوا يدفعون أموالا باهظة لنضمن أمنهم، وأمن مواطنيهم، ولنعترف برايتهم، وبوجودهم…

فكيف لا نستعيد الهِمَّة، والإرادة والعزيمة، لننهض، ونتقدم، ونُعيد بناء قوتنا، ونستعيد هيبتنا بين الأمم؟

هل حالنا اليوم أسوأ مما كانوا عليه يوم كانوا رعاة للبقر، بل هل حالنا أسوأ مما هم عليه الآن وقد عمّت الجريمة والقتل والاغتصاب مواطن عيشهم؟

متى نتوقف عن ضرب المثال بالغرب والأمريكان وننسى عناصر الأمل لدينا؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!