مِن ملعقة بانينكا إلى النّطّاط محيوس مرورا بِالواثق من نفسه سقراط

لا يُحاول اللاعب الدولي الجزائري أيمن محيوس لفت الانتباه، بِنطّه قبيل تنفيذ ركلات الجزاء.
ولو سجّل مهاجم اتحاد العاصمة هدفه ضد السنيغال في نهائي بطولة إفريقيا للاعبين المحلّيين، ما كان يتعرّض لِسّيل جارف من الانتقادات اللاذعة. ذلك أن محيوس نفّذ ركلة الجزاء بِالطريقة ذاتها ونجح، في مقابلتَي ليبيا (الافتتاحية) وكوت ديفوار (ربع النهائي)، وبعد ذلك على مستوى الأندية مع اتحاد العاصمة في مواجهة أمل الأربعاء.
في تاريخ كرة القدم، تفنّن لاعبون في تنفيذ ركلات الجزاء بِطرق شتّى، فمثلا التشيكوسلوفاكي أنطونين بانينكا خلّد اسمه بِأسلوب مُميّز، لمّا نفّذ الكرة بِطريقة استثنائية في مرمى ألمانيا الغربية خلال نهائي بطولة أمم أوروبا نسخة يوغسلافيا 1976، سُمّيت فيما بعد بـ “ركلة جزاء الملعقة”، ذلك أنّه نفّذ الكرة وكأنّه يغمس الملعقة في الطبق. وقلّده الإيطالي فرانتشيسكو توتي ضد الحارس الهولندي إيدوين فان دير سار في نصف نهائي “أورو” 2000، وآخرون.
واشتهر البرازيلي الرّاحل سقراط (سكراتاس) بِامتلاكه شخصية “الواثق من نفسه”، وتميّز بِتنفيذه ركلات الترجيح بِنوع من الكبرياء، لمّا يُفضّل عدم الابتعاد كثيرا عن الكرة. وقد سار على دربه الإيطالي جوسيبي سينيوري والجزائري رياض بودبوز.
أمّا طريقة النّطّ على طريقة “الكنغر سكيبي” (سلسلة تلفزيونية أسترالية شهيرة)، فقد اختصّ بها الإيطالي جورجينيو في بطولة أمم أوروبا صيف 2021، قبل أن يُقلّده أيمن محيوس.
ويُفضّل صنف من اللاعبين التسديد بِقوّة، وبعض آخر يختار جهة مُعيّنة ويُنفّذ كرته، بينما يلجأ زملاء لهم إلى التسديد في منطقة الوسط على اعتبار أن الحارس يرتمي على أقصى جهة من المرمى. في حين يُفضّل لاعبون آخرون الكرات العالية خاصّة إذا كان الحارس قصير القامة، أو الكرات الأرضية الزّاحفة لِهزّ شباك الحارس صاحب الطول الفارع.
هاجس منتخب إنجلترا
ويبقى منتخب إنجلترا أسوأ الفرق الوطنية العريقة والقوية لمّا يتعلّق الأمر بِركلات الترجيح، ذلك أنه خرج من السّباق في كبرى التظاهرات من هذا الباب، على غرار ما حدث له في كأس العالم: نصف نهائي 1990، وثمن نهائي 1998، وربع نهائي 2006. وبطولة أمم أوروبا: نصف نهائي 1996، وربع نهائي 2004 و2012، ونهائي 2021. وطوال هذه الفترة، حالف الحظُّ الإنجليز مرّة وحيدة، وكان ذلك في ركلات الترجيح ضد كولومبيا، لِحساب ثمن نهائي مونديال 2018.
“رقص” مُستفزّ!
خلال سلسلة ركلات الترجيح لِنهائي رابطة أبطال أوروبا عام 2005، لفت الحارس البولوني يِرزي دوداك حامي عرين فريق ليفربول الإنجليزي الأنظار، بِقيامه بِحركات تُشبه الرّقص، لِاستفزاز لاعبي المُنافس ميلان آسي الإيطالي. ونجحت خطّته بِالتصدّي لِثلاث ركلات ترجيح (سيرجينيو وأندريا بيرلو وأندري شفتشينكو)، سمحت لِناديه الإنجليزي بِإحراز الكأس القارّية.
وكرّر دوداك سيناريو زميله الحارس السّابق لِفريق ليفربول حامي العرين الزيمبابوي بروس غروبيلار، الذي كان بِدوره “يرقص” لِاستفزاز لاعبي نادي روما الإيطالي في نهائي رابطة الأبطال (النّسخة القديمة) عام 1984. ونجح في التصدّي لِركلتَي ترجيح، والمساهمة في تتويج ليفربول بِالكأس الأوروبية.
أتعس من باليرمو!
في منافسة كأس أمريكا الجنوبية طبعة الباراغواي 1999، وفي مباراة بِرسم دور المجموعات، أهدر المهاجم الأرجنتيني مارتين باليرمو ثلاث ركلات جزاء، أمام الحارس الكولومبي خوسيه سيفايوس.
واستفاد باليرمو من ركلات الجزاء الثلاث في الدقائق الـ 5 والـ 76 والـ 90، في مباراة انتهت بِخسارة منتخبه الأرجنتيني بِثلاثية نظيفة.