نتائج مقبولة في الاختبارات.. والتلاميذ بحاجة إلى مخطط استثنائي للدعم

أبانت العملية التقييمية الأولية لاختبارات الفصل الدراسي الثاني، عن تسجيل تراجع نوعا ما في النتائج بالأطوار التعليمية الثلاثة، بسبب مواجهة التلاميذ لصعوبة في التركيز، جراء تغير الروتين في شهر رمضان الفضيل، ورغم ذلك فقد تمكن المرشحون لاجتياز “السانكيام الجديد” من تحقيق نتائج جيدة في مادة اللغة العربية، في حين تمكن مترشحو “البيام” من افتكاك علامات ممتازة في مادة العلوم الفيزيائية، وإلى جانب ذلك فقد استطاع التلاميذ المرشحون لاجتياز امتحان شهادة “البكالوريا” في شعبة “اللغات الأجنبية” من صناعة الفارق في المواد الأساسية، بتحصلهم على معدلات جيدة.
وإلى ذلك، فقد اقترحت مراكز التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني، أهميّة وضع مخطط استثنائي للاستدراك خلال الثلاثي الثالث من السنة الدراسية الجارية، لأجل منح فرصة للمرشحين لاجتياز الامتحانات المدرسية الرسمية من تجاوز ثغراتهم خلال الفصل الدراسي الثاني.
وفي قراءة أولية لاختبارات الثلاثي الثاني من السنة الدراسية الجارية، أنجزها مستشارون بمراكز التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني، فقد تم تسجيل تراجع في نتائج التلاميذ بالأطوار التعليمية الثلاثة، حيث أرجع مختصون الأسباب إلى تغير جذري في الروتين خلال الشهر الفضيل، على اعتبار أن الغالبية يسهرون ليلا لساعات طويلة ويقضون وقتا طويلا أمام شاشات الهواتف النقالة، الأمر الذي أثر بالسلب على تركيزهم في الاختبارات.
تراجع في نتائج مترشحي “السانيكام”.. والعربية تحفظ ماء الوجه
وبالنسبة لمرحلة التعليم الابتدائي، أفادت مصادر “الشروق” أن مادة اللغة العربية قد حفظت ماء وجه الاختبارات، حيث تمكن تلاميذ أقسام الخامسة، المقبلون على اجتياز امتحان تقييم مكتسبات مرحلة التعليم الابتدائي، من افتكاك معدلات من حسنة إلى حسنة جدا، تراوحت بين 8 و9 من 10، في حين تحصلت أقلية منهم على معدلات أقل من 5 من 10.
وفي مقابل ذلك، فقد جاءت نتائج التلاميذ في مادة الرياضيات دون الوسط، حيث تحصل الغالبية على معدلات تراوحت بين 4 و6 من 10، كما أن معدلاتهم في مادة اللغة الفرنسية قد وردت متباينة ومتفاوتة، فمنهم من افتك معدل 7 من 10 ومنهم من حاز على معدل 4 من 10، في حين تم تسجيل تراجع للنتائج في مادة اللغة الانجليزية، مقارنة بالفصل الدراسي الأول، ورغم ذلك فقد تحصل الغالبية منهم على معدلات لا تقل عن 7 من 10.
قفزة نوعية في الفيزياء لمترشحي “البيام”
وفيما يتعلق بمرحلة التعليم المتوسط، فقد سجلت مراكز التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني، تحسنا ملحوظا في مادة العلوم الفيزيائية، لتلاميذ أقسام الرابعة المقبلين على اجتياز امتحان شهادة التعليم المتوسط “البيام”، حيث تحصل أغلبهم على علامات ممتازة تراوحت بين 18 و19 من 20، بسبب التعديلات التي طرأت على طريقة بناء المواضيع. وإلى ذلك، لفتت مصادرنا إلى أن مترشحي “البيام” قد تحصلوا على نتائج متوسطة في مادة الرياضيات، الأمر الذي يستدعي تدخل أهل الاختصاص لبرمجة دروس للدعم والتقوية لفائدتهم، لأجل تجاوز الثغرات وتجاوز النقائص المسجلة، والتحضير جيدا للفصل الدراسي الثالث والأخير من الموسم الدراسي الحالي، فيما أشارت إلى أنه رغم أن التقييمات لم تكن في المستوى المطلوب، إلا أن هناك تلاميذ قد تمكنوا من افتكاك معدلات تراوحت بين الجيدة والممتازة. أما بشأن مواد اللغة العربية والتاريخ والجغرافيا والتربية الإسلامية، فقد أفادت ذات المصادر بأن مراكز التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني، قد وقفت من خلال عملية التقييم الأولية على تراجع في النتائج من ممتازة “الفصل الدراسي الأول” إلى جيدة، حيث تراوحت المعدلات بين 15 و16 من 20.
مترشحو “البكالوريا” شعبة لغات يصنعون الفارق
وعن مرحلة التعليم الثانوي، أبرزت المصادر نفسها بأن تلاميذ أقسام الثالثة ثانوي المرشحون لاجتياز امتحان شهادة “البكالوريا” في شعبة “لغات أجنبية”، قد تمكنوا من “صنع الفارق”، بافتكاكهم لنتائج جيدة في المواد الأساسية على غرار اللغة الانجليزية، الفرنسية، الألمانية، الإيطالية، تراوحت بين 15 و16 من 20، في حين تمكن المترشحون في شعبة العلوم التجريبية، من التحصل على نتائج مقبولة، رغم أنها تظل غير كافية مقارنة بمستواهم الجيد، على اعتبار أنهم يعدون من أحسن التلاميذ، فيما تم اقتراح أهمية تخصيص حصص للدعم والتقوية لرفع تركيزهم في الثلاثي الأخير.
أما عن المترشحين الأدبيين والتقنيين، فأشارت مصادرنا إلى أنّ هاتين الشعبتين قد تذيلتا الترتيب، مقارنة بباقي الشعب، بسبب النتائج الضعيفة ودون الوسط التي سجلت في جل المواد التعليمية، خاصة الأساسية منها.
وأوضحت مصادرنا بأن أغلب المؤسسات التربوية في الأطوار التعليمية الثلاثة، قد لجأت بشكل عام إلى “تكييف” المواضيع مع رمضان، حيث وردت الأسئلة في العموم بسيطة وغير معقدة، واعتمدت بشكل كبير على الاسترجاع.
وتأكيدا لما سبق، فقد اقترح مستشارو التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني، أهمية وضع مخطط استثنائي خاص بالفصل الدراسي الثالث، لأجل تجاوز نقائص الثلاثي الثاني ورفع التحصيل الدراسي للتلاميذ، على اعتبار أن عملية فتح المؤسسات التربوية خلال عطلة الربيع لبرمجة حصص الدعم والتقوية غير ممكنة بسبب تزامنها مع أواخر الشهر الفضيل واقتراب موعد عيد الفطر المبارك، حيث يفضل الأساتذة قضاء هذه الشعيرة مع الأهل والأقارب.