نتفهم‮ ‬ولكن‮..‬

علي‮ ‬فضيل
أبرزت المحنة الكبيرة التي طالت جريدة “الشروق اليومي” – ومن خلالها الصحافة الجزائرية – مدى تعلق الجزائريين بمبادئ الحرية وبالروح الوطنية الجيّاشة، انطلاقا من رصيدهم التاريخي للذّود عن حياض الوطن وعن وحدته الترابية والوطنية، ولذلك كانت حركة التضامن واسعة وكبيرة‮ ‬من‮ ‬المواطنين‮ ‬ومن‮ ‬فعاليات‮ ‬المجتمع‮ ‬المدني‮.‬وبقدر‮ ‬ما‮ ‬أثلجت‮ ‬صدورنا‮ ‬الحركة‮ ‬التضامنية‮ ‬الصادقة،‮ ‬أثارت‮ ‬استياءنا‮ ‬بعض‮ ‬المواقف‮ ‬ ‬التي‮ ‬تريد‮ ‬الاصطياد‮ ‬في‮ ‬المياه‮ ‬العكرة‮ ‬وتصفية‮ ‬حساباتها‮ ‮ ‬على‭ ‬حساب‮ ‬قضية‮ ‬الشروق‮ ‬العادلة‮.‬صحيح أنه لأول مرة يرفع رئيس دولة شقيقة دعوى قضائية ضد جريدة جزائرية، وإنه لشرف كبير للعدالة الجزائرية أن يلجأ إليها رئيس دولة أجنبي (شقيق) للتقاضي وطلب القصاص فيما يراه ويعتقده هو إجحافا بحقه أو ضررا لحق به ونراه نحن حقا مقدسا، وواجبا مهنيا ووطنيا علينا تأديته‮ ‬مهما‮ ‬كلفنا‮ ‬من‮ ‬ثمن،‮ ‬وللمحكمة‮ ‬أن‮ ‬تقدر‮ ‬الأمر‮ ‬وتحكم‮ ‬وقد‮ ‬قدرت‮ ‬وحكمت‮…‬

نعم لقد كان الحكم مفاجئا وتمنينا ألا تكون الجريدة ضحية اعتبارات وحسابات سياسية ودبلوماسية، لكننا كجزائريين نتفهم أمورنا وأوضاعنا، ومهما كانت قساوة الحكم وعمق الجرح، فإن ثقتنا في عدالتنا كبيرة وعميقة، وعدالة يلجأ إليها الرؤساء والأشقاء جديرة بالتقدير والتنويه،‮ ‬رغم‮ ‬الهنّات‮ ‬والثغرات‮.‬

يبقى‭ ‬فقط‮ ‬أن‮ ‬تجريم‮ “‬الدفاع‮ ‬عن‮ ‬الوطن‮” ‬وتأثيم‮ ‬الروح‮ ‬الوطنية‮ ‬سابقتان‮ ‬لهما‮ ‬تأثيرات‮ ‬عميقة‮ ‬على‭ ‬الأجيال‮.. ‬نتمنى‭ ‬أن‮ ‬يتوقف‮ ‬هذا‮ “‬التجريم‮ ‬والتأثيم‮” ‬عند‮ ‬جريدة‮ “‬الشروق‮” ‬فقط‮ ‬ولا‮ ‬يطال‮ ‬ميادين‮ ‬وقطاعات‮ ‬أخرى‮..‬