-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الممثل ناصر سوداني لمجلة الشروق العربي

نجاح مسلسل رباعة هو نجاح جماعي وسعيد جدا بردود المشاهد

طارق معوش
  • 377
  • 0
نجاح مسلسل رباعة هو نجاح جماعي وسعيد جدا بردود المشاهد

لا يمكن أن يكون الفنان فناناً، إلاّ إذا كان لديه حسّ إنساني عالٍ جدّا”.. بهذه الكلمات، يصف ناصر سوداني نفسه كإنسان وفنان في شخصية واحدة، لا يمكن الفصل بينهما. وإن ترعرع في بيئة فنية، إلاّ أنه صقل موهبته بالعِلم، وأثبت حضوره من خلال أعماله المميزة، إذ يعد من بين الوجوه القوية في التمثيل، سواء على الشاشة أم على خشبة المسرح. مشاركته، هذا العام، في مسلسل “رباعة”، جعلته محل إطراء العديد من المتتبعين، من خلال الكاريزما القوية والأداء المتميز في الدور الذي تقمصه.

عن مسلسل رباعة، وحالة الدراما الجزائرية، كان للشروق العربي هذا اللقاء الخاص، مع الفنان ناصر سوداني.

مسلسل بابور اللوح أعتبره التحول الإيجابي بالنسبة إلي

الشروق: نادراً ما نراك في لقاء عبر مختلف الوسائل الإعلامية، لم أنت مقلّ بظهورك الإعلامي؟

-من الضروري للفنان، أن يظهر في الإعلام عندما يكون للأمر داعٍ، أما الظهور المجاني، فيشبه الثرثرة، وأعتقد أن الظهور في التوقيت الصحيح والحديث عن أمر مهم وحقيقي، أفضل من كثرة الكلام.

الشروق: هل تعوض ذلك بمواقع التواصل الاجتماعي؟

-لا أبداً.. فوجودي عبر هذه المواقع ليس لطرح أفكار أو منشورات، للتعبير عن وجهة نظر سياسية أو اجتماعية معينة، بل هو مجرد حالات تتعلق ببعض الصور، حول عمل ما أقوم بتصويره. وهذا، ما يظهر للجميع عبر حسابي بالأنستغرام أو الفيس بوك.

الشروق: ظهورك الأخير في مسلسل رباعة، ربما يراه الكثير نقطة تحول إيجابي في مسيرتك الفنية.. ما الذي شجّعك على تقديم هذا العمل؟

– لو نتحدث عن التحول الإيجابي بالنسبة إلي، فهو يرجع إلى مسلسل بابور اللوح، الذي أعتبره انطلاقة حقيقية لطالما انتظرتها. والأكيد، أن الفضل يرجع إلى طاقم العمل، من المخرج نصر الدين السهيلي، وكل من أسهم في نجاح المسلسل.

الشروق: حقّقت نجاحا في مسلسل «رباعة»، ما سر هذا النجاح، وما معايير النجاح في تقمص الشخصيات التي تعرض عليك؟

ـ من غير شك، كنت سعيدا جدا بهذه التجربة الجميلة، من كل جوانبها، مع فريق يقدر قيمة الفنان ومع ممثليين سعدت بالتعاون معهم، مثل نبيل عسلي وعادل الشيخ، وباقي طاقم العمل، من إخراج وإنتاج..

أما في ما يخص سر النجاح، فمن غير شك، أن الصدق في أداء الدور وفي التعامل مع الشخصية، عاملان مهمان في النجاح في تقمص الشخصية، وجعل المشاهد يتفاعل معها. أن تكون صادقا في عملك وفي تقمص شخصيتك، ستنجح لا محالة في أداء دورك. أضف إلى ذلك، الموهبة. فمن دونها، لا يتمكن الممثل من التعايش مع الدور، والوصول إلى الجمهور، وكذا التكوين، الذي يحتاجه الفنان طوال مسيرته الفنية. فبالرغم من دراستي التمثيل المسرحي أو السينمائي، إلا أنني لم أكتف بما تحصلت عليه، وأحرص، منذ بدأت التمثيل من خلال مسلسل «جحا»، على تطوير موهبتي، إذ أعتبر التكوين نقطة أساسية ومحورية، لأن الموهبة وحدها لا تكفي، ويجب أن تصقل بالعلم، وهذه نقطة الضعف التي أراها في الجيل الحالي.

نجاح مسلسل رباعة هو نجاح جماعي وسعيد جدا بردود المشاهد

الشروق: أكنت تتوقع هذا النجاح؟.. وكيف استقبلت ردود محبيك بالشارع وعبر السوشيل ميديا؟

– هذا النجاح، أعتبره نجاحا جماعيا، من إخراج وإنتاج، مرورا بالممثليين والمكياج والسكريب، وغيرهم.. من دون استثناء. أضف إلى هذا، فأنا لا أتوقع نهائيا ردود فعل الجمهور قبل العرض، ولا أحب أن أضع توقعات، فأنا أقدم ما علي، والنجاح والتوفيق من الله. لذلك، سعدت كثيرا بأصداء المسلسل، خاصة بالحي الذي أسكن فيه. فأنا منهم، وهم مني، وفرحتهم بنجاحي هي فرحتي، وجميع التعليقات التي تصلني ومدى متابعته داخل وخارج الوطن، وبالتأكيد تجربة أحب أن أكررها..

الشروق: ھل یفضل ناصر سوداني تقمص الأدوار التي عادة ما تتقاطع مع شخصیته الحقیقیة؟

-لا، أنا أفضل الشخصیات الجدیدة وھي الحال بالنسبة إلى شخصیتي في رباعة وأحوال الناس، مثلا. أحب أن أكون ذلك الآخر، الذي لا تربطني به تفاصیل في الحقیقة، لأعایش بعض المواقف وردود الفعل التي قد لا تحدث معي في الواقع، والإحساس بما یعانیه الآخر، كالمعاق أو المجنون، وغیرھما من الشخصیات.

الشروق: بصراحة، ما تقییمك للأعمال الفنیة الجزائریة التي تنتج حالیا؟

– إذا تحدثنا عن الدراما، یتعذر علینا التقییم في ظل شح الإنتاج، إن لم نقل انعدامه بالنسبة إلي. كل ما یعرضھو تجاري، فقد طغى الجانب التجاري، وبغزارة، على الأعمال التلفزیونیة التي تنتج، ما أدى إلى غیاب الإتقان والجدیة في الأعمال، التي أصبحت كجسد دون روح، كما أن لغیاب الاھتمام والتشجیع من المحیط تأثیرا في تكریس الوضع القائم.

أغلب ما یقدم الیوم من أعمال كوميدية دون المستوى ویغلب عليھ التھریج

الشروق: برأيك، ما النقائص التي یجب معالجتھا في الأعمال الجزائرية، خاصة الدرامية، التي ھي محل سخط الجمھور؟

-المشكل المطروح، بحسب رأیي، ھو ضعف الحوار، وغیاب التناسق في المشاھد وبین الممثلین، وعدم القدرة على الإقناع وشد الانتباه، وھي نقاط یجب التركیز علیھا كثیرا، خاصة أننا أمام جمھور متطلب وواع، والأھم، علینا الاھتمام أكثر بكتابة السیناریوھات.

الشروق: صرحت بأنك تحب تقديم الكوميديا، ولكن ليس في الوقت الحالي.. سؤالي هنا، كيف ھي حال الكومیدیا، وھل یوجد فرق بین كومیدیا أمس والیوم خاصة؟

ـ نعم ھناك فرق واضح، كومیدیا الیوم تفتقر إلى الروح، ویغلب علیھا التكلف، فالكثیر من الممثلین الیوم تجدھم متصنعین في أدوارھم الكومیدیة، لكن، دون أن أعمم، فھناك ممثلون ممتازون لھم القدرة على إضحاك المشاھد بتلقائیتھم. الكومیدیا في الماضي، كانت تلقائیة وعفویة وھذا أھم سبب لنجاحھا.

الشروق: ھل تتفق مع من یصف الأعمال الكومیدیة الیوم بأنھا مجرد تھریج، خالیة من المضمون والرسائل؟

ـ لا یمكن تعمیم ھذا الحكم على الجمیع، لكن، للأسف، أغلب ما یقدم الیوم من أعمال یغلب علیھ التھریج، وھو دون مغزى في الغالب، وحتى الجمھور أصبح ینفر منھ، ولا یكاد یتذكرھ، عكس ما كان یقدم في الماضي من أعمال لا تزال راسخة إلى حد الیوم في الأذھان، ویتذكرھا الجمھور، رغم مضي سنوات طویلة جدا على بثھا، كأعصاب وأوتار، وسلسلة بلا حدود، وغيرها من الأعمال الناجحة.

حياتي الشخصية خط أحمر وممنوع الاقتراب منها

أسماء تتكرر بالتظاهرات الفنية في الوقت الذي يتم تغييبي أنا وغيري من الفنانين

الشروق: نرى حضورك المتميز على الشاشة، وفي نفس الوقت، غيابك الدائم في أغلب التظاهرات الفنية، السينمائية والمسرحية.. ما السبب؟

– بكل بساطة، ويؤسفني، أن أطلب منك تصحيح السؤال، فهو تغييب وليس غيابا. وما أراه من هذا الغياب مقصود، ولا أعرف السبب.. ودائما ما أسأل نفسي: ما السبب.. ربما حضوري يغطي على البعض.. يضحك طويلا.. أو تكاليف إقامتي ليست كباقي الفنانين، في الوقت الذي يتم استضافة فنانين خارج وداخل الوطن، بمبالغ خيالية.. والغريب في الأمر، أنها نفس الأسماء تتكرر.. وهذا ما نعيشه حتى في أغلب الأعمال الدرامية.. كلامي واضح جدا.

الشروق: أفهم أن غيابك سببه الأجر مثلا.. يقاطع ليرد..

– لا إطلاقا.. ولا مرة طلبت من محافظة مهرجان مبلغا ماليا مقابل حضوري. ولكن، أظن أن هناك كواليس تسعى لتغيبي عن مثل هذه التظاهرات، وليست معي فقط، بل مع الكثير من الفنانين.. الجواب عندهم، وليس عندي.

الشروق: كيف تصف نفسك، ناصر سوداني؟

– أحب أن أحلم، وأجتهد للوصول إلى تحقيق أحلامي، وأنظر دائماً إلى الجانب الإيجابي في حياتي، وأسير على مبدإ «انظر إلى نصف الكوب الملآن»، وهذا يعطيني دفعة إلى الأمام، ويجعلني أسعى إلى الأفضل. وأعتقد أن هذا أكثر ما يميز شخصيتي.

الشروق: في رأيك، هل للشهرة مساوئ؟

– لكل شيء مميزات وعيوب.. ويجب أن نتعامل معه في مجمله. لذلك، لا أجد عيوباً ضخمة للشهرة، لكن، هناك بعض الأشياء، منها مثلاً الانتقاد أو الهجوم من بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي والسوشال ميديا، عن دور معين أو عمل فني ما، لم ينل إعجابهم، ويجب التعامل في مثل تلك الأمور بطريقة متوازنة، وعدم الشعور بالانفعال أو الغضب. الأمر نفسه، بالنسبة إلى الشائعات، التي أصبح كل إنسان معرضاً لها، مع تطور التكنولوجيا والإنترنت، وعدم وجود رقابة على أي شيء من خلالها.

الشروق: هل هناك خطوط حمراء في حياتك؟

– تعلمت من الدنيا، أن حياتي الشخصية خط أحمر، والاقتراب منها ممنوع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!