نحو تغيير تركيبة جماهير الكرة الجزائرية في مباراتي وهران

سيكون المشهد العام للمدرجات، في مباراتي غينيا ونيجيريا اللتين ستلعبان في مدينة وهران في ملعبها الجديد هدفي ميلود، مختلفا بالكامل، فمدينة وهران مازالت لحد الآن تعيش ذكريات ألعاب البحر المتوسط، وملعبها الجديد شهد الكثير من الأحداث الرياضية وأهمها التتويجات المهمة في ألعاب القوى، وكان دائما مكانا لتواجد العائلات، وهو ما يجعل المدرجات خلال وديتي غينيا ونيجيريا تلعبان أمام جمهور مختلف قد يكون بنسبة 80 بالمئة، عباراة عن عائلات تتوجه إلى الملعب لمتابعة مباراة ودية لا عصبية فيها ولا وجع رأس، وما يدعم هذا التصوّر هو أن أقل سعر للتذكرة لا يقل عن 800 دج، مما سيبعد التذاكر عن الأطفال الذين يدخلون باستمرار ملاعب الكرة ويشكلون في بعض المباريات نسبة تزيد عن نصف جماهير الكرة في العاصمة وقسنطينة وغيرهما من المدن.
كما أن طريقة البيع عبر المنصات الرقمية وليس عبر الاكشاك هو الذي يشجع النساء والبنات على التفكير في الحضور لأجل مشاهدة أشبال جمال بلماضي، وكلنا نعلم بأن مدينة وهران ظلت بعيدة عن مباريات الخضر، وهي التي شهت مباراة واحدة من تصفيات مونديال 1982، عندما استقبلت منتخب سيراليون في الدور الأول، وفاز حينها الخضر بثلاثية نظيفة، وكانوا قد تعادلوا بهدفين لمثلهما في لقاء الذهاب في فريتاون وحققوا التأهل للدور الثاني، وأكمل الخضر المهمة عبر ملعب قسنطينة إلى غاية التأهل لأول مرة إلى المونديال، مع الإشارة إلى أن ملعب 19 جوان سابقا في وهران تأهل عبره الخضر إلى كأس أمم إفريقيا 1982 في ليبيا عبر مدينة وهران.
قد يؤسس ملعب وهران لجمهور كرة جديد في الجزائر، بعيدا عن جماهير الفوضى والشوفينية المبالغ فيها، والتي جعلت ملاعبنا أشبه بأوكار الجريمة، فالجميع يعلم بأن بعض الجماهيير تتجه إلى الملعب لتعاطي المخدرات، وهي التي تسب والدة حراس المرمى، وللأسف فإن الموسم الكروي الحالي لم يختلف من هذا الجانب عن المواسم السابقة، في غياب الردع الكروي أو ثورة رؤساء الأندية على الجماهير التي تطلق السباب جهارا ضد حارس المنافس ولاعبيه وأيضا ضد الحكام بسبب قراراتهم.
هناك مبارة واحدة في تاريخ الكرة الجزائرية لعبت في أجواء مختلطة بسبب التواجد القوي جدا للإناث، وهي مباراة الخضر أمام زامبيا في ملعب الخامس من جويلية ضمن الدور التصفوي قبل النهائي لكأس العالم 1986 في المكسيك، حيث فاز الخضر بهدفين من تسجيل بن ساولة وماجر، وتزامنت تلك المباراة مع احتضان الجزائر العاصمة لملتقيات ومهرجانات شبابية كان فيها الجنس اللطيف القادم من ولايات الجزائر 31 وتم نقلهم إلى الملعب فظهر مركب الخامس من جويلية لأول ولآخر مرة تحت هيمنة الجنس اللطيف وهذا خلال نصف قرن من تواجده في المشهد الكروي، وستتكرر المشاهد في وهران ولكن من أجل أن تدوم في كل المباريات التي تلعب في هذا الملعب التحفة.