نحو منظومة دفاعية جديدة للمنتخب الجزائري

منذ اعتزال مجيد بوقرة، وبدرجة أقل رفيق حليش والمنتخب الوطني الجزائري، يبحث عن دفاع وسط قوي، يمنح الأمان للفريق وللأنصار، فقد كانت قوة الخضر في زمن رابح سعدان في دفاعه، وحتى في مونديال 2010 الذي خرج فيه الخضر من الدور الأول، لم تستقبل شباكه سوى هدفين في ثلاث مباريات، أحدهما بهفوة من الحارس شاوشي والثاني من هجوم معاكس، كما عجزت في نفس المونديال إنجلترا بنجومها روني وكراوش وجيرار من تهديد دفاع الخضر، ولكن بعد انسحاب مجيد بوقرة ورفيق حليش أي منذ عشر سنوات، والخضر يبحثون عن دفاع قوي مع استثناء وحيد، ولكن لفترة قصيرة جدا، عندما تمكن جمال بلماضي من تقديم ثنائي قوي يتمثل في عيسى ماندي وجمال بلعمري، تمكنا في كأس أمم إفريقيا في مصر، من منع المنافسين عن التسجيل، وتلقى مبولحي في سبع مباريات هدفين فقط، أحدهما من ضربة جزاء.
وما عدا ذلك، فإن الخضر كانوا دائما خارج الإطار، ونقطة ضعفهم الدفاع، ويبدو أن الحال في الوقت الراهن أكثر صعوبة لأن الفريق السابق كان يمتلك حارس الأمان وهو رايس مبولحي، أما الآن فلا يوجد حارس ولا دفاع يمنحان الأمان.
خلال هذا الأسبوع، لاحظنا المدافع حجام يتم توظيفه على اليمين في فريقه السويسري يونغ بويز، ويقدم عرضا قويا سواء دفاعيا أو هجوميا مكّن ناديه من الفوز، بالرغم من أن فريقه في وسط الترتيب في الدوري السويسري المتواضع، ولكن هناك اتفاق على أن حجام مكانه في فريق كبير وفي دوري كبير.
وحجام الذي تألق في الجناح الدفاعي الأيسر وفي الجناح الدفاعي الأيمن بإمكانه أن يلعب في وسط الدفاع، معتمدا على صلابته وطوله وفنياته وحتى صغر سنه، حيث يبلغ من العمر 21 سنة فقط، كما أطل علينا آيت نوري في المباراة الأخيرة أول أمس أمام فولهام بفنيات تبعده خطوات عن مراكز الدفاع وتقربه من الوسط وربما من الجناح الأيسر الذي هو ملك لعمورة وغويري وحتى بلايلي وبن رحمة، والورشة التي فتحها بلماضي سابقا عن منظومة دفاعية للخضر، سيباشر العمل فيها بيتكوفيتش ليس في المباراتين القادمتين وإنما تحسبا لكأس أمم إفريقيا في بلاد مراكش، لأن المنتخبات المتوجة هي دائما من تمتلك خط دفاع قوي جدا.
لا يحتاج الخضر لصلابة استثنائية لدفاعاتهم، في مباراتي شهر مارس في رمضان، فسيلعبون أمام منتخبين محدودي الإمكانيات الهجومية من خلال لاعبين من المستوى المتوسط وأقل من ذلك، فهم في حاجة إلى خط وسط وهجوم ورسم تكتيكي يحقق الفوز المريح بأقل جهد في بوتسوانة، وأمام موزمبيق الذي فاز عليه الخضر في ملعبه بثنائية نظيفة، لا يمكن سوى الفوز خاصة أن المباراة ستلعب في تيزي وزو، وسيضع الخضر بنتيجتها ونتيجة بوتسوانة قدما في مونديال القارة الأمريكية.