ندوات فكرية متنوعة تثري البرنامج المسطر

من أجل إثراء برنامج المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي، في دورته الخامسة عشرة، سطرت المحافظة برنامجا ثريا ومتنوعا، على هامش العروض المنافسة، على غرار الندوات الفكرية والأكاديمية، من تنشيط فاعلين في هذا المجال. وهذا، من أجل الوقوف على العديد من النقاط، التي تلامس المسرح وغيرها من الأفكار التي لها صلة بشعار الدورة “مائة سنة من المسرح”.
ونشط الكاتب الصحفي والأكاديمي، عمار يزلي، اليوم، بدار الثقافة حسن الحسني، ضمن ركن “في ضيافة حسن الحسني”، مداخلة تحت عنوان “السخرية والمقاومة الثقافية للاحتلال”، وكذا تجربته في والكتابة الساخرة”، ضمن فعاليات الدورة 15من المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي بمدينة المدية، تحدث خلالها عن أهم محطات مسيرته الأدبية، استعرض خلال هذه المساحة، الزمنية النكتة وتأثيرها في الحياة الاجتماعية، كما نقل خلالها بعض النماذج من أهم المحطات في
مسيرته، استطاع الحضور خلالها، أن يقف معه على العديد من الأمثلة في هذا الأدب ككاتب صحفي ودكتور في الجامعة، كما شرح بنوع من التفصيل، بعض الأمثلة عن السخرية في المجتمعات، معتبرا أنه كلما كان الضيق أكثر في المجتمعات، كانت النكتة حاضرة مع الفكاهة، وأن النكتة تبقى بالنسبة إليه نوعا من أنواع الترفيه والتنفيس عن الروح والنفس. كما اعتبر أن الأدب الساخر، من بين الوسائل في النقد ونقل الواقع بطريقة مختصرة وفكاهية، تعبر عن أشياء يمكن لها أن تكون تعيسة، لكنها بطريقة فكاهية تترجم حالة اجتماعية موجودة. كما ركز في بعض النماذج على بعض القصائد الساخرة، خلال الاحتلال، التي تعبر بصدق عن واقع تلك الفترة، داعيا في نفس الوقت، إلى ضرورة العمل في مجال الأدب الساخر، بنوع من الذكاء، لكي لا يقع الشخص في الخطإ، ويتحول إلى القذف الذي يعاقب عليه القانون، مذكرا بأنه، بعد تجربة تفوق ثلاثين سنة في مجال الأدب الساخر، لم يتعرض يوما للتضييق أو المساءلة، لأنه يعرف حدود الأدب الساخر.
حسان الحسني… الفكاهي المقاوم
كما كانت المناسبة كذلك، لمداخلة أخرى نشطها الدكتور بوزيان بن عاشور تحت عنوان “حسان الحسني شاهد على عصره”، تحدث فيها بنوع من التفصيل عن أهم المراحل التي مرت بها المسرحية، بدءا من المسرحية التي تعالج الثورة وتجميدها وأهم المؤسسين لها، ثم التحول إلى مجالات أخرى، وأهم ما ميز تلك المراحل من تاريخ المسرح في الجزائر، مذكرا بأنه لا توجد هناك أزمنة نص مسرحي كما يعتقد البعض، بل واقع يفرض نفسه وتعيشه كل البلدان وليس الجزائر فحسب. وبالعودة إلى عنوان المداخلة المتعلقة بالفنان الفكاهي حسان الحسني، فقد عرض على الحضور نبذة تاريخية عن حياته الشخصية والنضالية والفنية، معتبرا أنه لم يتجنب ماضيه أو الحديث عن واقع مجتمعه أو ميلاده، وطريقة عمله خلال مشواره الفني، على غرار الترجمة من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية، بشكل أفضل، وإحداث الفوارق الموجودة بين شعبيه والرعية الفرنسية، واللجوء إلى الخطب الرنانة على حد تعبيره. كما مر خلال هذه المداخلة بالخطوات الأولى في عالم الركح، الذي ولج إليه في سن مبكرة. ولم يكن مصطنعا أبدا خلال كل أعماله التي قدمها، سواء في المسرح أم في الأعمال الأخرى على حد تعبيره، كما تعرض إلى التضييق والمراقبة ومتابعته من طرف البوليس بسبب ما يقدمه، الذي اعتبرته السلطات الفرنسية تخريبيا، وتعرض للإساءة من
أجل ترك الركح، وحكم عليه بتهمة التحريض السياسي وسجن سنة كاملة عقوبة، على ما يقدمه من محتوى خلال تلك الفترة، لأنه في نظر البوليس استفزازي ومقاوم. هي أهم المحطات التي وقف عندها الدكتور بوزيان، خلال هذه المداخلة، التي لخص فيها مسيرة الفكاهي المقاوم حسن الحسني.