-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الجمعيات تدعوهن إلى المشاركة المكثفة في المسيرات

نساء الجزائر ينقلن احتفالات عيد المرأة إلى الشارع

زهيرة مجراب / كريمة خلاص
  • 2364
  • 0
نساء الجزائر ينقلن احتفالات عيد المرأة إلى الشارع
ح.م

تتزامن احتفالات عيد المرأة هذا العام مع حالة من الاحتقان والحراك الشعبي الذي تعيشه البلاد هذه الأيام، ما تسبب في خلط أوراق الجمعيات النسوية والأحزاب المعتادة على تنظيم احتفاليات كبيرة، فهذه الظروف الخاصة والاستثنائية دفعت ببعض الجمعيات إلى إلغاء برنامجها المعتاد الذي كان يمتد في السابق لأيام، في الوقت الذي تمسكت فيه أخرى بتنظيم طقسها السنوي في الشارع تضامنا مع الحراك الجماهيري الرافض للعهدة الخامسة.
كشف عدد كبير من الجمعيات النسوية عن مشاركتهن في مسيرات يوم الجمعة التي تزامنت مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة كأفراد وتنظيمات، باعتبارهن مواطنات جزائريات يقاسمن المجتمع انشغالاته ومطالبه، وهو ما يغلّب الطابع النضالي هذا العام على الاحتفالات غير أنّ الإطار القانوني المنظم لعمل هذه الجمعيات يمنعها من مزاولة العمل السياسي الذي لا يظهر ضمن مبادئ عملها وأهدافها.
وحسب بعض الجمعيات والهيئات التي استطلعنا آراءها فإن النساء سيكن في الصفوف الأمامية للمسيرات وسوف يطلّقن هذا العام قاعات “الشطيح والرديح” التي لطالما ظلّت وصمة عار في جبين المرأة في مثل هذه المناسبة.

“سناباب” تدعو النساء إلى المشاركة بقوة في مسيرات الجمعة

وفي هذا السياق دعت اللجنة الوطنية للمرأة العاملة سناباب المنضوية تحت لواء الكنفدرالية العامة المستقلة للعمال في الجزائر “كل النساء الجزائريات إلى الخروج وبقوة في مسيرة الكرامة يوم الجمعة 8 مارس في الساعة الثانية بعد الزوال لتقول لا للعهدة الخامسة لا للعنف الممارس عليها اقتصاديا واجتماعيا ومهنيا وسياسيا من طرف هذا النظام” حسب ما ورد في بيان استلمت “الشروق اليومي” نسخة منه.
ولفت البيان إلى أنّ “اليوم العالمي للمرأة المصادف للثامن مارس تزامن هذا العام مع أحداث تاريخية في الجزائر تجسدت في حراك شعبي عبر كامل التراب الوطني مطالبا لا للعهدة الخامسة لا لقمع الحريات نعم لرحيل النظام.. والمرأة الجزائرية، كما هو مثبت تاريخيا، كانت ولا تزال تشارك في كل حراك تحرري..

شائعة جعفري: سنكون في الصفوف الأمامية وحفصي مخطئة

من جانبها، أوضحت شائعة جعفري رئيسة المرصد الجزائري للمرأة أنّ جلّ النساء المنضويات تحت لواء المرصد الجزائري للمرأة سيكنّ في الصفوف الأمامية للمسيرة إيمانا منهن بأن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد قدّم ما عليه وهو الآن في حاجة إلى الراحة.
وانتقدت المتحدثة تصريحات نورية حفصي رئيسة الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات التي وصفت فيها النساء المتظاهرات بأنهن “كمشة” لا يمثلن كل الجزائريات وقالت شائعة إن الاتحاد الذي تتحدث عنه حفصي وكمشة المتطرفات اللواتي ينتمين إليه لا يمثل الجزائريات الحرائر سليلات فاطمة نسومر المتشبعات بالقيم والدين.
وكشفت شائعة جعفري أنها لن تحضر الاحتفال الرسمي هذا العام الذي ينظم سنويا على شرف النساء الجزائريات من قبل رئاسة الجمهورية.

نفيسة لحرش: نحن مع المسيرة وسننقل وقائعها عبر إذاعتنا

أمّا نفيسة لحرش رئيسة جمعية المرأة في اتصال فأبدت تأييدها المطلق للمسيرات ولمطالب الشعب مؤكدة أنه واقع صحي للتغيير وأثنت في الأخير على سلمية الحراك وعدم انزلاقه أو انفلاته، وقالت إن جمعيتها من الأصل تقاطع مظاهر الاحتفال الماجن والتافه إلا ما تعلّق بملتقى علمي أو مؤتمر تكويني تستفيد منه المرأة أو حراك شعبي لمصلحة المجتمع..
وصرّحت لحرش بأنّ الجمعية لا يمكنها التأكيد على المشاركة في الحراك باسم كافة أعضائها، غير أنّها ستكون موجودة بقوة لنقل الحدث عبر إذاعتها الإلكترونية وكذا من خلال الأعضاء المنتمين إليها.
واستطردت المتحدثة: “جمعيتنا تضم أطيافا سياسية مختلفة ولا يمكن لأحد توجيه الآخر فنحن نحترم إرادة بعضنا ولكل ما أراد”.

الحراك الشعبي يخلط أوراق الجمعيات النسائية

أخلطت المسيرات التي تشهدها العاصمة ومختلف ولايات الوطن أوراق الجمعيات النسوية المعتادة على إحياء العيد العالمي للمرأة في أجواء احتفالية طوال شهر مارس، حيث فضلت بعض الجمعيات تجميد نشاطاتها وإلغاء احتفالاتها لهذه السنة أو العمل على إيجاد خطة بديلة بنقلها إلى إحدى الولايات، ويبقى هذا الحل هو الآخر مجرد احتمال لاسيما أن المشاهد ذاتها تتكرر في جميع ربوع الوطن.

وفي هذا الصدد، تقول رئيسة جمعية “حورية”، عتيقة حريشان، لقد وضعنا برنامجا ثريا للاحتفال بعيد المرأة هذا العام ومنذ 20 يوما وهم يسعون للحصول على ترخيص لإقامته في إحدى القاعات التابعة للبلديات بالعاصمة لكن دون جدوى، فقد كانت حجتهم في السابق تخصيص القاعات للحملة الانتخابية، أما حاليا فرؤساء البلديات يرفضون بسبب المظاهرات ويخشون تنظيم أي تجمع في هذه الظروف، وتواصل محدثتنا أنهم تواصلوا مع 5 بلديات جميعها رفضت الترخيص لهم في ظل الظروف الحالية التي تعيشها البلاد، وهو ما جعلهم يفكرون في نقل الاحتفال يوم السبت 16 مارس المقبل إلى ولاية مستغانم أو تلمسان.
وكشفت حريشان عن برنامجهم الثري الذي خصصوه لهذا اليوم وحالت الأوضاع دون تطبيقه، حيث كان سيحمل احتفال هذه السنة شعار “المرأة الواعية أساس استقرار المجتمع وتطوره”، وكانوا يخططون لاستقبال شخصيات فاعلة في المجتمع المدني مع تكريم محاميات، ممثلات وبرلمانيات لكن الأوضاع حالت دون ذلك.

عتيقة حريشان: سنشارك في المسيرات وهمّنا هو همّ المجتمع

أمّا حريشان عتيقة رئيسة جمعية حورية المرأة فقد صب رأيها في نفس السياق موضحة أن جل إطارات وأعضاء الجمعية سينزلون إلى الشارع للمشاركة في المسيرات باعتبارهن مواطنات جزائريات همهن هو هم المجتمع غير أن الموقف لا يعبر عن رأي الجمعية ويبقى خاصا بالأفراد.
وأردفت تقول: “من حق الشعب الحفاظ على الوطن كمكسب ومن حقهم أيضا المطالبة بالتغيير في أطر سلمية وهادئة دون أي انزلاق”.

نادية دريدي: أنا ضد احتفالات 8 مارس ومع المسيرات السلمية

في حين، تمسكت رئيسة الجمعية الوطنية لترقية وحماية المرأة والشباب، نادية دريدي، بموقفها الدائم والرافض لإقامة احتفالات 8 مارس مثل كل سنة، معتبرة أن المرأة والشباب على حد سواء في حاجة إلى يد العون التي تساعدهم على تجاوز ظروفهم الصعبة وتأمين لقمة عيشهم، وليسوا في حاجة إلى احتفالات في قاعات فاخرة وهدايا لا تسمن ولا تغني من جوع، لذا تسعى دوما لمد يد العون لهم بالعثور على مناصب شغل وهذا بمساعدة أرباب العمل وبنك “بدر” وفقا لمواهبهم وخبراتهم العلمية، وهو ما نجحت فيه إلى حد بعيد فقد ساهمت في تمكين بعض السيدات من إنشاء مشروعهن الخاص المتمثل في ورشات خياطة يؤمنّ من خلاله مصروفهن اليومي، وأكدت المتحدثة أنها مع الحراك الشعبي وتسانده بقوة وتدعو النساء إلى المشاركة بقوة في مسيرات الجمعة..

نورية حفصي: سنحتفل بعيد المرأة في فندق الأوراسي ككل عام

من جهة أخرى، أعلنت رئيسة الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات، نورية حفصي، إقامتهم للاحتفالات الخاصة بعيد المرأة هذه السنة بشكل عادي في جميع الولايات مثلما تعودوا عليه كل عام. كما سيقام الاحتفال الخاص بالمرأة الذي تعود رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إقامته كل سنة في فندق الأوراسي بشكل عادي وستحضره الشخصيات المعتادة.
وكانت وزارة التضامن والأسرة قد أقامت أول أمس، حفلا بحضور الأمين العام للوزارة ومديرية النشاط الاجتماعي حيث تم توزيع قرابة 50 جهازا، متمثلا في ماكينات خياطة وآلات طبخ على النساء المعوزات والأرامل والمعوقات، وذلك حتى يتمكنّ من مزاولة حرفة يقتتن بها ويحسن مستواهن المعيشي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!