نساء العام 2025.. الفرنسية جيزيل بيليكو ضمن قائمة “تايم” الأميركية لهذا السبب!

اختارت مجلة “تايم” الأميركية، السيدة الفرنسية جيزيل بيليكو، لتكون ضمن مجموعة “نساء العام 2025” اللواتي تسلط الضوء عليهن في عدد 10 مارس المقبل.
ونجحت بيليكو في أن تكون رمزًا نسويًا بسبب القضية التي عُرفت باسم “اغتصابات مازان” التي أثارت ضجة عالمية، حيث اختارت أن تكون محاكمة زوجها علنية من أجل كل النساء اللواتي يتعرضن للعنف الجنسي.
وكان دومينيك بيليكو يقوم بتخدير زوجته جيزيل ويدعو عشرات الرجال عن طريق الانترنت لاغتصابها في منزلهما في مازان بين عامي 2011 و2020.
وقال محاموها إنها أصرت على أن تكون المحاكمة، علنية لتسليط الضوء على قضايا الاعتداء الجنسي وما تسببه المخدرات من فقدان للوعي.
واختارت مجلة “تايم” جيزيل بيليكو من بين 12 امرأة أخرى، هن الممثلة نيكول كيدمان، ورياضيتان بارزتان هما بطلة الجمباز جوردان تشايلز ولاعبة كرة السلة أجا ويلسون، اللواتي تصدّرن غلافها.
إضافة إلى أماندا زورافسكي، وهي امرأة تعرضت لإجهاض تلقائي وكانت ضحية عدم توافر الرعاية لها في تكساس، إحدى الولايات الأمريكية التي يندر فيها إسقاط الجنين.
واعتبرت أن “خيار جيزيل بيليكو” الذي تمثّل في تخليها عن حقها القانوني في إبقاء اسمها طي الكتمان” من خلال رفضها إجراء محاكمة مغلقة غير علنية، جعلها بطلة في كل أنحاء العالم، في وقت كانت تدعو إلى التغيير في فرنسا وخارجها”.
ووصفتها “تايم” بأنها “امرأة عادية، تصرفت بطريقة غير عادية حيال مأساة شخصية”.
وخلال تسع سنوات، أرسل بيليكوت عددًا لا يحصى من الرسائل إلى رجال من مختلف الأعمار والمهن، يدعوهم فيها للاعتداء على زوجته المخدرة.
كانت هذه الرسائل جزءًا من خطة محكمة استمرت على مدار سنوات، حيث قام بيليكوت بتصوير وتوثيق كل اعتداء بدقة، لكن الأمر لم يتوقف عند الرسائل؛ فقد وثق هذه الجرائم البشعة وجمع أكثر من 20,000 صورة.
وبحسب التلغراف البريطانية فإن الزوجة “لا تتذكر” أنها تعرضت للهجوم، وكانت تصف شريكها بأنه أب وجد “لطيف ومهتم”، ولكنها أعربت عن استيائها الشديد بالقول للقاضية: “إنه يثير اشمئزازي. أشعر بالدنس والدناءة والخيانة. إنه مثل تسونامي، لقد صدمني قطار فائق السرعة”.
يذكر أن القضية خرجت إلى النور عندما ضبط أحد حراس الأمن دومينيك بيليكوت وهو يصور من تحت تنانير النساء في مركز للتسوق في سبتمبر 2020.
وخلال التحقيق في القضية، عثرت الشرطة على آلاف الصور ومقاطع الفيديو لجيزيل وهي فاقدة للوعي وتتعرض للاغتصاب في منزل الزوجين في مازان، وهي قرية صغيرة في بروفانس، بحسب ممثلي الادعاء.
كما عثر المحققون على محادثات في المنتدى الذي استخدمه بيليكوت لتجنيد عشرات الرجال للمشاركة في الاعتداء، بالإضافة إلى رسائل اعترف فيها بإعطاء زوجته مهدئات قوية لإغمائها قبل وقوع الاعتداء.
وكانت المرأة السبعينية قد قالت في الجلسة الافتتاحية للمحاكمة في الخريف الفائت: “أردتُ أن تقول كل النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب لأنفسهن: السيدة بيليكو فعلتها، ونحن قادرات على فعلها. لا أريد أن يشعرن بالخجل بعد الآن. فلسنا نحن من يجب أن يخجل، بل هم”، في إشارة إلى المغتصبين ومرتكبي الاعتداءات الجنسية.
وأضافت: “أريد أن تكون حالتي عبرة للأخريات”.
وبعد محاكمة دامت أكثر من ثلاثة أشهر، حُكم على دومينيك بيليكو بالسجن لمدة 20 عامًا، مع عدم إمكانية تخفيف العقوبة خلال ثلثي فترة العقوبة (حوالي 14 عامًا). ولم يستأنف بيليكو هذا القرار.
كذلك، أدين المتهمون الخمسون الآخرون في القضية، الذين تتراوح أعمارهم بين 27 و74 عامًا، وصدرت في حقهم أحكام مختلفة بالسجن لفترات تراوح بين ثلاث سنوات (مع وقف التنفيذ لاثنين منهم) وخمس عشرة سنة (لرجل اغتصب جيزيل بيليكو ست مرات).
وتُعقد في خريف 2025 في مدينة نيم محاكمة جديدة، ولكن هذه المرة أمام هيئة محلفين شعبية، للرجال الثلاثة عشر الذين طعنوا استئنافًا بالأحكام الصادرة بحقهم.