-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وجهات نظر

نساء مبدعات ومكافحات

وجيدة حافي
  • 1189
  • 1
نساء مبدعات ومكافحات
ح.م

المرأة.. ذاك المخلوق الرقيق والجميل الذي أكرمه الله عز وجل، لا تختلف كثيرا عن الرجل في الطموح وتحقيق الأهداف.. في حب الوطن وحمايته من الأعداء، ولنا في التاريخ أسماء لنساء ضحين بأنفسهن من أجل نصرة اسلامهن وبلدهن، كأم حكيم بنت الحارث بن هشام، من صحابيات النبي صلى الله عليه وسلم، شاركت في معركة اليرموك أمام الروم، كانت وقتها تسقي الجنود وتداويهم، لما مات زوجها عكرمة بن جهل أعادت الزواج بخالد بن الوليد بن العاص الذي خرج للقتال وقُتل يوم عرسه.. لم تصبر وأخذت عمود الخيمة التي شهدت على عرسها ودخلت المعركة حتى قتلت سبعة من جنود الروم، وكذا أم حرام بنت ملحان الصحابية التي ما تركت غزوة بعد إسلامها إلا وحضرتها..

 أما في جزائرنا الحبيبة فنجد أسماء كثيرة حُفرت بأدرع من ذهب، فجميلة بوحيرد وحسيبة بن بوعلي، زيزة مسيكة، وفضيلة مريم سعدان، وغيرهن من بنات الجزائر “الفحلات” اللواتي فضلن البلد على مصلحتهن الشخصية وحياتهن العادية.. كنّ ينتمين إلى عدة مناطق وولايات، ولكنهن في الأخير اتفقن على حبه وكافحن من أجل رؤية رايته ترفرف عاليا في سمائه الزرقاء، بعدها واصلت المرأة الجزائرية كفاحها مع أخيها الرجل، ساهمت منذ الاستقلال حتى الآن في تطور وازدهار بلد المليون والنصف مليون شهيد في مجالات عدة  كالطب والهندسة، والتعليم بمختلف أطواره، أما تلك التي لم يكتب لها القدر إكمال مسارها التعليمي لأسباب وأخرى، فقد ناضلت ومازالت بطريقتها وأسلوبها، ويكفينا شرفا أننا تخرجنا من مدارس تشرف عليهن نسوة مثقفات ثقافة الحياة، بأسلوب وحياة بسيطة استطعن تخريج فتيات هن الآن أمهات مربيات..

كذلك في الضفة الأخرى من الوطن العربي الكبير نجد أمثال هؤلاء، وربما أبلغ مثال هو نساء فلسطين والقدس الشريف، فهناك المرأة رغم المعاناة الجسدية والنفسية إلا أنها صامدة وقوية بمئة رجل كما يُقال.. هن نواة الأسرة وكل شيء فيها، لأنه بواسطتهن تستمر قافلة الحياة وتواصل دربها رغما عن المنعرجات والصعوبات، أبدعن في رسم صورة فلسطين وإيصال صوتها للعالم الآخر، بأشعار وكتابات خالدة في التاريخ والأدب العربي، ففدوى طوقان كانت أول شاعرة قاتلت بكلماتها وقصائدها من أجل قضية وطنها فلسطين، ظن أهلها أنداك أن التعليم أمرغير مقبول للمرأة فمنعوها، لكنها عاندتهم وعلمت نفسها بمساعدة أخيها الشاعر إبراهيم طوقان، ومي زيادة التي سلبت قلوب الجماهير بصوتها وكلماتها، فاُعتبرت أول خطيبة عربية، وكانت مقالاتها وكتبها كسلاح في وجه العدو الغاشم..

وتواصلت مسيرتهن أخواتنا في فلسطين عن طريق أخريات اخترن الغناء كريم بنا والتمثيل كهيام عباس للتنديد بجرائم اسرائيل وتعجرفها، كذلك نجد خالتي فاطمة وأم كمال، وكثيرا من أمهاتنا الفلسطينيات يعانين ويتعذبن في سبيل حماية فلسطين، فالأم التي تُربي وتُعلم، وفي نهاية المطاف تُرسل فلذة كبدها جاهزا، وتُعطيه لسلاح العدو، شُجاعة وقوية على كل المستويات، فليس سهلا أن تحملي تسعة أشهر وتتعودي عليه، وفي الأخير ترضين بالعذاب وفقدانه من أجل نُصرة قضيتك، فكم أنتن شجاعات في فرحكن وخوفكن، صبركن، في تشيع أبنائكن وأزواجكن، ترضى الواحدة منكن بالترمل وهي صغيرة شابة من أجل رؤية حبيبها شهيدا وعريسا في الجنة، ولا ترضى بعده بعلا لملاقته ومجاورته في الفردوس الأعلى ودار الخلود..

وعلى فكرة كل نساء العالم مكافحات مناضلات بما فيهم الغربيات مثل وينفري أوبرا، ألينور روزفلت وغيرهن، فالمرأة امرأة في كل العالم عربي أو غربي، في أمريكا أو فرنسا، الامارات، تونس، الجزائر.. الخ، فهن وإن اختلفن في اللقب والشهادة الا أنهن يبقين الأمل، ويُعبرن عن التحدي والطموح في زمن مليء بالحروب والمشاكل، يتقبلن كل شيء من أجل عائلتهن، وعلى حد تعبير شاعرنا نزار قباني فكل العواصم نساء، دمشق وبيروت وطرابلس، فنحن الوطن والحضن الدافئ، الأمل والمستقبل الزاهر، فشكرا لكن أخواتي جميعا من أعلى القمة إلى أسفلها، في الماضي والحاضر وإلى مزيد من الكفاح والإبداع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • فقيه في اتمنشير

    # الجزائر منبت الرقة والعظمة والبطلات والأبطال # مقال رائع وكان سيكون أكثر روعة لو أكتفيت بعظيمات الجزائر وكان إسم الملكة داهية أو الملكة فاطمة ثازقاغث بدلا من أم حارث كونها تهم أبناء وطنها دون سواه , بالنسبة لي كجزائري أنت ومثيلاتك أفضل منها ألف مرة ومع ذلك تشكر ولك كل التقدير على الأفكار والقيم والأسلوب والأهم الروح الوطنية والإنسانية ,