نصائح لمرضى القولون العصبي في رمضان

يعتبر القولون العصبي من أكثر الأمراض شيوعا بين الجزائريين. ورغم أن الدراسات أثبتت أن الصيام المتقطع مفيد لمرضى القولون، لأن الامتناع عن الأكل والشرب لساعات طويلة يساعد على التحكم في الأعراض، إلا أن ذلك قد لا يكون مفيدا، إذا لم يلتزم المريض بضوابط الوقاية، المتعلقة بنمط الأكل والشرب والنوم وإدارة ضغوطات الحياة.
كيف يحسّن الصيام أعراض القولون؟
إن الصيام المتقطع الذي يتم فيه التناوب بين تناول الطعام والامتناع عنه، لما يقارب ثماني ساعات أو أكثر يوميا، يساعد مرضى القولون العصبي على التحكم في الأعراض. وهذا، عن طريق تحفيز نمط مثالي من نشاط العضلات الملساء في الجهاز الهضمي، على اعتبار أنها تسهم في الحفاظ على توازن نسبة البكتيريا النافعة، التي تقلل من أعراض القولون العصبي. وهو ذات الأثر، الذي يحققه التباعد بين الوجبات بشكل منتظم في رمضان، إذ إنه يمنح الجسم والأمعاء فرصة للراحة. لهذا، يجمِع أطباء الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي على أن أغلبية المصابين بالقولون العصبي يمكنهم صيام شهر رمضان المبارك. ولكن، شريطة الالتزام بمجموعة من الضوابط، حتى لا تزداد حدة الأعراض المزعجة، كآلام البطن، الغثيان، الانتفاخ، الإسهال، الإمساك، الآلام الحادة التي تسببها التشنجات إلخ.
هكذا تصوم رمضان
مرضى القولون العصبي ملزمون باتباع نمط حياة صحي، خلال شهر رمضان المبارك. وهذا، حتى يحققوا أقصى استفادة من حكمة الصيام. وللسيطرة على الأعراض كذلك. وذلك باتباع الإرشادات التالية:
-تقسيم وجبتي الإفطار والسحور على عدة حصص، تجنبا لحدوث تلبكات معوية. وعدم شرب الماء في أثناء الأكل لكي لا يعيق الهضم.
-كل مريض أدرى بالأطعمة التي تحرض أعراض القولون العصبي لديه. وبالتالي، عليه تجنبها. ولكن، على العموم، يجب الابتعاد عن تناول الفلفل والبهارات والمواد الحريفة، والمقليات والزيوت والمواد الدسمة، الثوم والبصل النيئ، الكرنب والملفوف والقرنبيط، البقوليات ومنتجات الألبان الحيوانية.
-الإكثار من شرب الماء ما بين الفطور والسحور، بما لا يقل عن 4 إلى 5 أكواب يوميا، لأن الجفاف يقلل ويعيق حركة الأمعاء.
-تجنب الحلويات الرمضانية تماما، لأنها تحتوي على نسبة معتبرة من السكريات والدهون المشبعة.
-تفادي شرب المشروبات الغازية، لمساعدتها على تفاقم أعراض القولون العصبي، لاحتوائها على سكر الفركتوز المسبب للانتفاخ.
-الحرص على تناول الأطعمة الغنية بالألياف.
-ضرورة إدراج البروبيوتيك أو البكتيريا النافعة في النظام الغذائي الرمضاني، لأنها تساعد على إحداث التوازن بين البكتيريا المفيدة والضارة بالجهاز الهضمي. ويتواجد البروبيوتيك في اللبن والزبادي وبعض أنواع الجبن والكثير من الأغذية الأخرى. كما يمكن استهلاكه على شكل مكملات غذائية.
-عدم النوم مباشرة بعد الأكل، بل انتظار من 2 إلى 3 ساعات حتى لا تتوقف حركة الأمعاء.
-الالتزام بقدر كاف من النوم، يتراوح ما بين 6 إلى 10 ساعات، وعلى أكثر تقدير 12 ساعة، لأن النوم لفترات طويلة يزيد من الإجهاد النفسي. وقد يؤشر على الإصابة بالاكتئاب.
-بعض الوصفات الشعبية المتوارثة تفيد في تهدئة تهيج القولون العصبي، مثل مغلى الكراوية والكمون والشمر، الزنجبيل، الينسون والنعناع والبابونج.
-الحرص على ممارسة الرياضة. ولكن، دون إجهاد الجسد الصائم. فهي تضبط إيقاع القولون وتحسن تدفق الدم المحمل بالأكسجين للجهاز الهضمي. فحاول على الأقل المشي لمدة نصف ساعة يوميا.
-تقليل التوتر وإدارة الضغط النفسي. وهذا، بدمج تقنيات الاسترخاء في الروتين اليومي. ومنها، التنفس البطني وإرخاء العضلات التدريجي.