“نطالب بإشراكنا في الحوار”

دخل الحراك الطلابي الثلاثاء شهره الخامس ليصل عدد المسيرات الخاصة بـ “شريان الانتفاضة الشعبية”، حيث احتشدوا كالعادة منذ الساعة الأولى من صبيحة أمس بساحة الشهداء بالعاصمة للمشاركة في مسيرة تطالب بضرورة التعجيل في حل الأزمة والاستجابة لمطالب الشعب، مجندين لمواصلة النضال لغاية تغيير النظام السابق ورحيل رئيس الدولة المؤقت، عبد القادر بن صالح، وحكومة الوزير الأول نور الدين بدوي، ومواصلة محاسبة رؤوس الفساد مع استرجاع الأموال المنهوبة.

بأعداد أقل مقارنة بالمسيرات الماضية بسبب العطلة وحرارة الجو التي تعرفها العاصمة، تجمع صبيحة الثلاثاء العشرات من الطلبة بساحة الشهداء استعدادا للانطلاق في مسيرتهم المعتادة، وسط طوق أمني مشدد وحواجز مكثفة فرضتها قوات مكافحة الشغب التي حصرت مسار المظاهرات، إذ في حدود الساعة العاشرة والنصف سار المتظاهرون من شارع باب عزون، ثم الشارع المحاذي لمحكمة عبان رمضان، مرورا بساحة الأمير عبد القادر وصولا إلى ساحة البريد المركزي والجامعة المركزية.

وردد الطلبة بصوت واحد الشعارات المعتادة على شاكلة “جزائر حرة ديمقراطية”، “طلبة في الصيف حاضرون ” و”سنسير حتى يحدث التغيير”، “جيش شعب خاوة خاوة”، كما دعوا إلى رحيل رموز النظام “البوتفليقي” واقتلاع كل جذور “ورثة السلطة” مرددين بصوت واحد “سيستام ديقاج”، “حرروا الجزائر” و”جزائر حرة ديمقراطية”، وطالبوا من خلال الشعارات المرفوعة بتنظيم انتخابات رئاسية نزيهة على غرار تلك اللافتات التي كتب عليها ” نريد هيئة مستقلة لتنظيم ومرافقة الانتخابات بعيدا كل البعد عن حكومة بدوي”، و”الثقة فيك معدومة استقيلي يا حكومة”، وكذا “اسحبوا أسماءكم وانصرفوا”.

كما طفت في مسيرة الثلاثاء شعارات جديدة مثل ” كل جزائري معني.. نحن من نشكل المجتمع المدني.. فلنعمل معا لتحرير وبناء الوطن”، “لا قمع للحريات”، “مطالبنا سياسية والهوية فصل فيها بيان أول نوفمبر”.

الطلبة يطالبون بمواصلة اجتثاث رؤوس الفساد

إلى ذلك، تميزت المسيرة الـ21 للطلبة بمطالب جديدة تضاف إلى المطالب التي خرجوا من أجلها منذ بداية حراكهم في فيفري المنصرم، وتتمثل في مطالبتهم بإشراكهم في الحوار بالنظر إلى دورها الفعال في الوصول إلى أي حل سياسي، خاصة بعد التهميش والإقصاء الذي طال شباب الحراك بالرغم من اعتبارهم على حد قولهم “النواة الصلبة” لمستقبل الجزائر، في أكثر من مناسبة، مؤكدين أن انطفاء شعلة الحراك الذي يشهده الشارع الجزائري منذ أكثر من 5 أشهر، مستحيل وأن الجزائريين لن يتراجعوا عن حراكهم بل سيستمرون في النضال من أجل تحقيق مطالبهم.

وأكد الطلبة بأن فصل الصيف سيكون فرصة ثمينة من أجل تقييم ما أنجزه الحراك خلال الأسابيع الماضية وما عليه أن يحققه خلال الأيام القادمة، بل سيكون فرصة لتبادل الآراء حول مقترحات كل أطياف المناضلين الجزائريين من النقابيين والسياسيين من أجل للوصول إلى مخارج للازمة على حد تعبيرهم، وبالمقابل بارك الطلبة كل الخطوات التي تقوم بها العدالة، حيث كانت المحاكمة الشعبية لرموز الفساد حاضرة على طول الشارع الرابط بين ساحة الشهداء مرورا البريد المركزي وصولا إلى ساحة أول ماي من خلال الشعارات والهتافات مثل” العصابة تحت المراقبة.. والعدالة مطالبة بتسليط أقصى عقوبة”، و شمعوا العقارات واسترجعوا المليارات”، إلى جانب “صامدون صامدون للنظام رافضون.. للعصابة محاسبون”.