نمت في ملعب وفي لقاء مصر قطعت مسافة طويلة عبر شاطئ البحر

يؤكد الفنان المعروف الصادق جمعاوي الذي قدم الكثير للأغنية الرياضية في الجزائر على ضرورة توعية الأنصار وتحضيرهم بشكل الايجابي حتى يعطوا صورة إيجابية في الملاعب، مشيرا أن العنف المنتشر في البطولة الوطنية لا يشرف الكرة الجزائرية، ما يتطلب حسب قوله تدخل وتجند مختلف الجهات حتى تساهم في تحضير المناصر وتوعيته لتفادي السلوكات السلبية والحرص على مناصرة فريقه وفق أخلاقيات الروح الرياضية.
يجب توعية الأنصار وهذا سر شهرة أغنية “جيبوها يا لولاد”
يعد الصادق جمعاوي من أبرز الوجوه الفنية التي قدمت الكثير للأغنية الجزائرية بشكل عام والأغنية الرياضية على وجه الخصوص، وهذا بناء على الرصيد النوعي الذي ميز مسيرته في هذا الجانب، وهو الذي غنى للمنتخب الوطني وكبار الأندية التي سطع نجمها محليا وقاريا مثل مولودية الجزائر وشبيبة القبائل ووفاق سطيف وشباب بلوزداد واتحاد الجزائر وترجي قالمة ونصر حسين داي وغيرها من الأندية، حيث بدأت شهرته بأغنية “جيبوها يا لولاد” التي خصصها للمنتخب الوطني عام 1981 تزامنا مع تأهله لأول مرة إلى نهائيات كأس العالم (مونديال اسبانيا 82)، ليواصل مسيرة خدمة الكرة الجزائرية من بوابة الأغنية الرياضية. وخلال نزوله ضيفا على قناة الشروق نيوز، في برنامج أوفسايد الذي يقدمه الزميل ياسين معلومي أكد الصادق جمعاوي بان هدفه هو تكريس ثقافة حب الناس، وهو الأمر الذي جعله يهتم كثيرا بالأغنية الرياضية، وهذا انطلاقا من عدة عوامل ومعطيات من بينها حبه لكرة القدم، بحكم أنه مناصر وفي لشباب بلوزداد منذ صغره، وكذلك وفاءه للمنتخب الوطني الذي يتابع مبارياته على الأعصاب، مستدلا بما حدث في ملحمة أم درمان أمام المنتخب المصري عام 2009، حين اضطر إلى قطع مسافة طويلة مشيا عبر شاطئ البحر حتى يخفف من حدة الضغط الذي عانى منه في تلك المباراة الصعبة والمصيرية. كما يسرد الصادق جمعاوي واحدة من الطرائف التي عاشها في شبابه، وهو أنه يضطر إلى التنقل من عين طاية لمشاهدة مباريات فريقه شباب بلكور في ملعب 20 أوت بالعاصمة، ما يجعله يضطر في بعض الحالات إلى النوم بجانب الملعب بعد انتهاء اللقاء، بسبب غياب وسائل النقل في الفترة المسائية، ما يجعله ينتظر حلول الصباح حتى يركب في أول حافلة تقله إلى مقر سكناه بعين طاية.
أنا أكبر مناصر للمنتخب الوطني لكن أتعذب في صمت
وبخصوص قصته مع الأغنية الرياضية، فقد أكد الصادق جمعاوي لقناة “الشروق نيوز” بأنها تعود إلى عام 1968، بناسبة مباراة تونس التي خسرها المنتخب الوطني بعدما كان متقدما في النتيجة، حينها لاحظ تصرفات سلبية من بعض الأنصار، ما جعله يفكر في انجاز أغنية تبعث الحماس وتحفز المناصر على مناصرة منتخبه وفق أخلاقيات الروح الرياضية، ليجسد هذا المسعى بعد مضي أكثر من 13 سنة، وبالضبط في عام 1981 تزامنا مع تألق المنتخب الوطني بعد تأهله إلى مونديال إسبانيا 82، مشيدا في هذا الجانب بالنجوم الكروية التي ساهمت في هذا الانجاز، مثلما عبر عن فرحته بنجاح الأغنية الأولى التي تم انجازها لهذا الغرض وهي “جيبوها يا لولاد ان شاء الله يا لولاد”، مؤكدا انه فضل ان تكون دون أسماء أو أحداث مرتبطة بفترة معينة حتى تبقى تلك الأغنية سارية المفعول والاستعمال في كل زمان، لأنه حسب جمعاوي فإن ربط الأغنية بتاريخ أو حدث أو اسمها يجعل عمرها قصير وتموت بسرعة، مضيفا أنه كانت له أغنية أخرى للمنتخب الوطني في العام 1990 التي توج فيها أبناء كرمالي باللقب القاري، إلا أن شهرة “جيبوها يا لولاد” غطت عليها نسيا، مثلما اجتهد في تسليط الضوء على كبار الأندية الجزائرية بأغاني تمجد تاريخها وإنجازاتها، عل غرار مولودية الجزائر واتحاد الجزائر وشبيبة القبائل ووفاق سطيف وشباب بلوزداد ونصر حسين داي وترجي قالمة وشباب قسنطينة وغيرها من الأندية، وهذتا في إطار تكريس ثقافة العرفان والإشادة بتاريخ الأندية والمنتخبات والكرة الجزائرية، وكذلك الدعوة إلى سياسة حكيمة تساهم في توعية وتحضير المناصر على مساندة فريقه بطرق ايجابية في المدرجات بعيدا عن أساليب الشتم والعنف، لأنه حسب قوله فإنه يجب قبول منطق كرة القدم المبني على وجود فوز أو خسارة.
أنا مناصر لبلوزداد وعلاقتي جيدة مع نجوم الكرة الجزائرية
ويؤكد الصادق جمعاوي أن أكبر مكسب ربحه في مساره مع الأغنية الرياضية هو كسب محبة الناس، ما جعله محل احترام جميع الفئات، ناهيك عن علاقته الطيبة مع مختلف النجوم الكروية التي سطع نجمها على مر السنين، مثل لالماس وكالام وسالمي ولخضر بلومي وعويس وجمال منادي وماجر والقائمة طويلة، مؤكدا أن الرياضة تعارف وأخوة وتقديم صورة حضارية، ما يتطلب تكريس هذه الجوانب انطلاقا من مدرجات الملاعب، مع محاربة كل السلوكات التي تؤدي إلى العنف، مشيدا بجميع الفنانين الذين خدموا الكرة الجزائرية أو ساهموا في التأسيس لها، على غرار الحاج مريزق في الأربعينيات، ورابح درياسة الذي كانت له أغنية حول المنتخب الوطني بعد الاستقلال على هامش ودية لقاء ألمانيا.
الحاج مريزق ورابح درياسة ساهما في التأسيس للأغنية الرياضية
وعيدا عن الأغنية الرياضية التي اشتهر فيها الصادق جمعاوي منذ ثمانينيات القرن الماضي تحت لواء فرقة البحارة، فقد خاص مؤخرا غمار الكتابة والتأليف، حيث صدر له كتاب يقوم فيه بتشريح الوضع الذي يمر فيه العالم الذي تحكمه المصالح ويطغى فيه الظلم وكثرة الجرائم، على غرار ما يحدث في غزة، إضافة إلى الأوضاع الصعبة التي عانى منها الجزائريون على مر السنين، خاصة في فترة الاستدمار الفرنسي بسبب سياسة النفي والتهجير والتعذيب وغيرها من الممارسات التي لم تمنعهم من الحفاظ على وطنهم والدفاع عنه حتى ينال حريته واستقلاله.