-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

نواب ووزراء لا يدخلون الجنة!

جمال لعلامي
  • 1472
  • 1
نواب ووزراء لا يدخلون الجنة!

معهد باستور مطالب اليوم قبل الغد، بالبحث عن مصدر “الكوليرا” التي تجتاح النواب وتنقل الوباء بينهم كلما عاد موسم افتتاح الدورة البرلمانية، ولا فرق هنا بين الخريفية والربيعية، وحتى الشتوية والصيفية، في حال استحداثهما، لأن بالمختصر المفيد، لم يعد “ممثلو الشعب” يصنعون الحدث داخل برّ-لمان ولا خارجه لعدّة أسباب واعتبارات!

هل النائب الذي “هجر” ولايته وهرب من جيرانه وأصدقائه وربما حتى عائلته، وحط الرحال بالعاصمة منذ تم انتخابه في التشريعيات السابقة، باستطاعته صناعة الحدث؟.. هل بإمكانه لفت الانتباه وافتكاك التضامن عندما يراه ناخبوه صدفة عبر شاشة التلفزيون؟

هناك الكثير من النواب “خانوا” ثقة من منحهم صوتهم، بعد ما وزعوا عليهم خلال الحملة وقبلها، الكلام المعسول والوعود الوردية التي وصلت أحيانا في بعض مناطق الجزائر العميقة إلى حدّ الوعد بإدخال الناس الجنة(..)، وهذه وحدها تكفي لتقطع شعرة معاوية بين نواب وناخبين لم يكرهوا فقط ممثليهم، وإنما كرهوا الانتخابات بسبب هؤلاء المنتخبين المخادعين!

هذا لا يعني أن كلّ النواب “ما يصلحوش”، فهناك البعض منهم، من ظل وفيا لحزبه، والمواطنين الذين اختاروه من مئات المترشحين، رغم أنهم في بعض الحالات لا يدينون بالولاء للتشكيلة السياسية التي ينتمي إليها!

من الطبيعي أن يكون افتتاح الدورة الجديدة للهيئة التشريعية، مجرّد “حدث سياسي” لا يسمع به سوى أهل السياسة وقادة الأحزاب، وإدارة غرفتي البرلمان، والخوف، كلّ الخوف، أن يكون بعض النواب “المزيّفين” ليسوا على علم أصلا بتاريخ افتتاح دورتهم، لأنهم منشغلون بأمور أهم!

حتى بعض الوزراء، حاصرهم الفشل، ولم يعودوا قادرين هم أيضا على صناعة الحدث في البرلمان، سواء خلال الافتتاحات أو أثناء مناقشة مشاريع القوانين، فقد غرقوا في مضغ نفس “العلكة”، وتكرار وتكرير نفس الأرقام والتصريحات والتهديدات والوعود، فانفضّ حتى “بقايا” الصحافيين من حولهم، لأنهم لم يعودوا مصدرا لمادة إعلامية يريدها القارئ والمشاهد!

الثابت المثبت، في البرلمان، هو التصاق بعض النواب ببعض الوزراء، وعمليات مطاردة وكرّ وفرّ، علّهم يستفيدون ويفيدون، ويقضون مصالح لا علاقة لها بالمواطن، وهذه الظاهرة ساهمت هي الأخرى بنصيب واسع في تكسير مهمة تمثيل الشعب وتحويلها إلى تمثيل على الشعب!

قال لي أحد المواطنين، أن نائبا سابقا في دشرته، لم يجد مع من يشرب فنجان قهوة، بعد ما أحيل على التقاعد، وهو نفس المصير الذي ينهش وزيرا أنهيت مهامه قبل سنوات، ينزل شخصيا إلى السوق، دون أن يسبقه أحد إلى “صباح الخير”.. لأن لا أحد أصبح يعرفه!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • الطيب

    لو كانوا حقا نوابا لشعبهم لنزلوا كلهم إلى بوفاريك منذ اليوم الأول من اعلان الوباء و لكن لم تتحرك شعرة من رؤوسهم في حين تحركوا بغضب بسبب رفع الحصانة عن عضو واحد منهم ..!!