-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
جانب آخر خطير ينبغي على المدربين مراعاته

هاريس بلقبلة ومواقع “التدمير” الإجتماعي

علي بهلولي
  • 1896
  • 0
هاريس بلقبلة ومواقع “التدمير” الإجتماعي
أرشيف

 اقتحم وافدٌ جديدٌ الحقلَ الكرويَّ مُمثّلٌ في الإنفجار التكنولوجي الرّهيب، وصار يُحسب له ألف حساب لدى مدربي الأندية والمنتخبات الوطنية.

وجاءت الفضيحة المُدوّية التي زلزلت بيت المنتخب الوطني الجزائري، عشية خوض نهائيات كأس أمم إفريقيا نسخة مصر، المُرادفة لِتورّط متوسط الميدان هاريس بلقبلة في فضيحة أخلاقية، لِتُلوّث بيئة “الخضر”، وتضرب تحضيرات أشبال الناخب الوطني جمال بلماضي في الصّميم، إن لم تكن تمهيدا لِمهزلة أخرى في البطولة الكروية القارية.

ومعلوم أن فضيحة هاريس بلقبلة مرّت عبر قناة ألعاب الفيديو، التي يلجأ إليها متوسط ميدان فريق بريست الفرنسي، رفقة زميله في المنتخب الوطني ألكسندر أوكيجة حارس مرمى فريق ماتز الفرنسي، تبديدا للملل وتمضية للوقت وكسرا لـ “الروتين”.

ويقول هاريس بلقبلة (25 سنة) إنه ينتمي إلى “المدرسة القديمة”، وفسّر كلامه بِأنه لم يكن يُبحر  كثيرا في مواقع التواصل الإجتماعي، بِاستثناء فتحه حسابا في “الفيسبوك”، يُدوّن أو يعرض فيه قليلا من المنشورات بِاحتشام.

ويُضيف اللاعب – الذي وُلد وتربّى بِبلدية أوبرفليي بِالشمال الفرنسي، من أسرة جزائرية مُهاجرة ومُقيمة بِهذا البلد الأوروبي (فضّلنا عدم ذكر إسم الولاية دفنا لِفتنة الجهوية) – أن نظرته تغيّرت، بعد أن نصحه أصدقاء له بِاللجوء إلى مواقع التواصل الإجتماعي، والشبكة العنكبوتية عموما، إبرازا لِصورته وتلميعا لها. وهو ما قام به في الفترة الأخيرة لمّا فتح حسابا في موقع “أنستغرام”. كما جاء في أحدث مقابلة صحفية أدلى بها هاريس بلقبلة لِمجلة “أونز مونديال” الفرنسية.

ولا يُذاع سرّ أن مواقع التواصل الإجتماعي (الفيسبوك، تويتر، أنستغرام…) وألعاب الفيديو، بِقدر ما جلبت منافع للبشرية، حملت في جوفها أيضا بذور الخراب، على غرار تفشّي الرّياء والنّفاق وتصفية الحسابات والجهر بِالمعاصي والمجون والإنحراف، وغيرها من الموبقات.

ويوجد مؤشّر آخر لعب دوره كذلك في ضبط معالم شخصية هاريس بلقبلة، وهو تركه لِأسرته وانتقاله “مُراهقا” إلى فريق بولوني سور مير الفرنسي، عند بداية مشواره الكروي، حيث يقول الدولي الجزائري إنه وجد صعوبات جمّة في التكيّف مع الوسط الجديد، ونمط الحياة الذي لم يعتدْ عليه. وأشار إلى أنه كان يُرافق بعض زملائه إلى أماكن اللّهو في أوقات الفراغ.

فضلا عن هذا، يُتداول في الشبكة العنكبوتية وموقع “تويتر” تحديدا، شريط فيديو للاعبي المنتخب الوطني بِالعاصمة القطرية الدوحة، حيث يظهر هاريس بلقبلة في هيئة المغنّي، ويحمل بِيده قارورة ماء معدنيٍّ، تُعطي الإنطباع أنها زجاجة خمر (ماء وليس خمرا)، مع ترديده أغنية “راب” وهو يترنّح.

وينحدر مُغنّو “الرّاب” في فرنسا – عادة – من أسر مهاجرة ومُهمّشة، وكثيرا ما يغرقون في وحل الإنحراف، بعد أن تبدأ المغامرة بِالتنفيس وطرح المشاكل بِأسلوب فنّي ناقم.

إن ما حدث في بيت “الخضر”، يُبيّن أن مهمّة الناخب الوطني لم تعد تقتصر على التدريب البدني، والتكتيكي، والنفسي، ودراسة المُنافس، ومعاينة أرضية الميدان، ومركز التدريب، ومقرّ الإقامة، ونوعية الطعام، ومراعاة أحوال الطقس، والإرتفاع على مستوى سطح البحر (إثيوبيا أو بوليفيا، مثلا. حيث صعوبة التنفّس)…بل يتعدّى ذلك إلى إجادة التحكّم في 23 لاعبا يُقيمون مع بعضهم البعض بعيدا عن أسرهم، وتحت ضغوطات منافسة كروية عالية، وجمهور ملحاح. مع ما يتخلّل ذلك من سلوكات سلبية قد تنسف بِمشاركة المنتخب في التظاهرة الكروية المُقبل عليها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!