-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ها.. حي على الفلاح!

عمار يزلي
  • 1615
  • 0
ها.. حي على الفلاح!
ح.م

عندما تحدث قبل سنوات، سلال، الذي يقبع الآن في إحدى قيادات أركان الحراش، عن منطق بداية الدخول وتأسيس الجمهورية الثانية، التي تشدقت بها العصابة ولا تزال، ومن وراء العصابة فرنسا الأم، فلم يكن بالتأكيد ينطلق من فراغ.. قاتل، بل من باب “قتل الفراغ”، لأن الجمهورية الجديدة ستقام أحب من كره وأبى من أحب، بحكم التطور التاريخي، وبحكم انقضاء مدة عهدة جيلين من جيل الثورة! لكن ليس بما تهواه أنفسهم. فبحدود 2030، سنكون على أهبة الدخول في حقبة تاريخية أخرى، لا نعلم نظام حكمها: جمهورية ثانية، ثالثة، أولى..! كما أن حديث النظام السابق، عن الفلاحة وتطويرها “والثورة الزراعية”، بقدر ما كان يفرح، يضحك! فالاستثمار في الفلاحة هو الضامن الأكبر لاستقرار البلاد أمنيا وغذائيا، وإن الفلاحة هي بوابة الصناعة! وليس العكس، كما فعلنا مع “مخطط ديبرنيس” التنموي في السبعينيات، الذي بدأ بالعمل على تطوير الصناعات الثقيلة، من أجل الاستثمار في ما بعد في الزراعة، فوجدنا أنفسنا بلا صناعة ولا زراعة! حديث حكومة العصابات، إلى الفلاحين في الجنوب، مهمّ، ويمكن أن ينجح، وأن يكون عملا “مفلحا”، لكن، ليس فقط من خلال خطاب الحبر على الورق! فنحن نعلم علم اليقين أنه، وإلى اليوم، لا يزال الفلاح يعاني حتى من شراء ونقل شكارة سماد! لأنه يعد مخططا لعمل إرهابي! واليوم، يفضل الفلاح أن ينقل الزطلة على أن ينقل السماد إلى أرضه! وكأننا نعمل على تدمير الفلاحة بدعوى الظروف الأمنية!

نمت على هذا القلق، لأجد نفسي مديرا سابقا للفلاحة في ولايتي لمدة 20 سنة، ثم تركت المنصب الذي ورثه لابني، فيما صرت أنا من أرباب العمل، متخصصا في استيراد البطاطا والحبوب! خلال 20 سنة، لم يبق من الأراضي الفلاحية ولا قطعة واحدة: الكل أكله البناء والنهب الاقتصادي بلا اقتصاد! وأنا ومن معي كنا وراء هذا الزحف على الأراضي الفلاحية! لأن انعدام الفلاحة، يعني في المحصلة تطور “الاستوراد”! وما يهمني أنا، من فلاح يحرث أرضه ويجني عشاء يومه؟ ما يهمني هو أن تدفع الندرة إلى الاستيراد! هكذا قضينا على الإنتاج الفلاحي المحلي بغية “الاستوراد” وعممنا هذه التجربة في عدة ولايات بالتعاون مع الولاة المتعددين الذين مروا على الديار وتعاونوا معي على “البر والتقوى” في شكل إثم وعدوان! تعاملت مع كثير ممن في أيديهم الأمن والأمان! مع بعض الدركيين والمواطير، لمنع كل شكارة سماد تهرب في سيارة نفعية أو فلاحية أو سياحية! باراجات ومطاردات للفلاحين، الذين أصروا على البقاء فلاحين، يفلحون قطعا هامشية في الرابي والزوابي! والتهمة كانت جاهزة: مساندة الإرهاب!!

تمكنت بفضل السياسة الأمنية من تطوير ترسانتي المالية على حساب الفلاحة المحلية، وما زال ابني على خطى أبيه، فابن البط.. عوام! بعد أن بات يشرف على كل الولايات الجهوية لتطوير الفلاحة باتهام الفلاح بالتآمر والتعاون مع الإرهاب! حتى المؤذنون منعناهم من الأذان في ولايتنا بدعوى أنهم يبكون وينوحون على الفلاح، خاصة لما خرج علينا يوما مؤذن فلاح راح يؤذن ويقول مشددا على آلام الفلاح: ها.. ااحي على الفلاح!!.. هذا دخلناه للتخشيبة ثم.. إنه اليوم من بين المفقودين الـ10 آلاف!

وأفيق والأذان يقول: لا إله إلا الله!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!