هذا ما ننتظره من الموسم الكروي القادم

انتهى الموسم الكروي بتتويج فريق مولودية الجزائر باللقب، للموسم الثاني على التوالي، بعد أن سيطر على البطولة منذ جولاتها الأولى، وأظهر للجميع أنه يملك فريقا متكاملا، خاصة مع تراجع مستوى أندية عديدة، لم تستطع التألق بسبب السياسة التي انتهجها أشباه المسيِّرين الذين بذّروا أموالا طائلة من دون تحقيق المبتغى.
الفرق التي تمكّنت من ضمان مشاركة قارية أنقذت موسمها، على غرار شباب بلوزداد وشبيبة القبائل واتحاد العاصمة، بينما يتعيّن على فرق أخرى كوفاق سطيف ومولودية وهران وشباب قسنطينة وأندية أخرى، مراجعة حساباتها السنة المقبلة وقبل فوات الأوان، وذلك بتدعيمات نوعية بعيدة عن المحاباة والاختيار العشوائي للأطقم الفنية، والحرص على جلب لاعبين يقدِّمون الإضافة المنتظرة منهم.. مع ترشيد النفقات وفق قانون تسقيف الأجور الذي سنَّه الاتحاد الجزائري لكرة القدم، الذي أجبر كل الأندية على تطبيقه.. إذ حدد مبلغ 50 مليار سنتيم ميزانية كل ناد، طوال الموسم الكروي القادم.
ونحن نتابع هذه الأيام كأس العالم للأندية الجارية بالولايات المتحدة الأمريكية، علينا أن نتساءل: هل بإمكان الأندية الجزائرية الفوز برابطة الأبطال الإفريقية والمشاركة في العرس العالمي مثلما سبق لوفاق سطيف، النادي الوحيد الذي شارك في هذه المنافسة سنة 2014؟ ورغم نقص الموارد المالية يومها، إلا أنه حفظ ماء وجه الكرة الجزائرية بتلك المشاركة التي أدخلت النادي العالمية، ولم يستطع أي فريق جزائري آخر أن يحذو حذو نسور الهضاب الذين، حتى وإن تراجع مستواهم في السنوات الأخيرة، إلا أنه بإمكانهم العودة إلى مصافِّ الكبار، لكن بإرجاع بعض الكفاءات المهمَّشة التي تملك الخبرة محليا وقاريا، مع إبعاد كل الانتهازيين والأنانيين الذين لا يخدمون إلا مصالحهم الخاصة.
ورغم أن البطولة هذا الموسم عرفت تحسُّنا كبيرا خاصة بتقنية “الفار”، وهذا رغم بعض النقائص المسجَّلة، لاسيما من بعض الحكام الذين كانوا بعيدين كل البعد عن مستواهم الحقيقي، وأثّروا حتى على نتائج بعض المباريات.. زد على ذلك ما حدث في اللقاء الأخير بين المولودية ونجم مقرة، إثر الحادث الأليم الذي راح ضحيته أربعة مناصرين- رحمة الله عليهم- وبعض المصابين- شفاهم الله-… مشاهد نتمنى ألا نراها في ملاعبنا مستقبلا، خاصة وأنها أثّرت كثيرا على الموسم الكروي الطويل والشاق، الذي نضعه في طي النسيان.
الموسم القادم المقرّر منتصف أوت، نتمنى ألا يكون نسخة طبق أصل للموسم الفارط، لاسيما من الناحية التنظيمية، إذ سنّت “الفاف” بعض القوانين للحفاظ على نزاهة البطولة، وفي مقدّمتها اشتراط شهادة سلبية كشف المنشطات والمخدرات، في خطوة أراد من خلالها الاتحاد الجزائري القضاء على مثل هذه الآفات التي لا تشرِّف كرة القدم الجزائرية، وستكون هناك لجان تفتيش تتنقل إلى مراكز تدريب الأندية، ليس مرّة واحدة أو ثلاثة.. بل قد تصل الزيارات إلى أكثر من عشر مرات، ناهيك عن إجراءات أخرى للحدّ من التجاوزات التي حدثت سابقا، ولو أن ذلك لن يكون إلا بتضافر الجهود.