-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هذا ما ينتظر أبناء المهاجرين.. تحديات دينية وأخلاقية وأكاديمية

نسيبة علال
  • 1133
  • 0
هذا ما ينتظر أبناء المهاجرين.. تحديات دينية وأخلاقية وأكاديمية

يطمح آلاف الجزائريين، في الفترة الأخيرة، إلى الهجرة، وتغيير واقعهم نحو الأفضل، خاصة أرباب الأسر، الذين يسعون إلى جودة حياة وتعليم ورعاية صحية لأبنائهم، تفوق ما يتحصلون عليه في أرض الوطن. وتعد أوروبا وأمريكا وكندا والخليج العربي، وجهات الجزائريين المفضلة، في السنوات الأخيرة، غير أن أغلب بلدانها في الواقع، ليست لأبنائهم، كما يحلمون، إذ يمكن أن تسرق منهم أكثر مما تقدمه لهم، بينما تتركهم راضين سعداء.

تأخذ الغربة في بلدان المهجر من أبناء المحتمين بها، ربما أكثر مما تقدمه لهم. وبغض النظر عن كون أغلب وجهات الجزائريين للهجرة لا توفر لأبنائهم المساجد التي تلقنهم تعاليم الدين ولا العائلة والمحيط الذي يسقيهم بالهوية، فإنها تحاول بقوانينها واستراتيجياتها أن تسرق منهم ما تبقى من ذلك، وتخرجهم من طوع أي كان، حتى ولو كانوا آباءهم، الذي تركوا الأوطان من أجل مستقبل أفضل لهم، لا هدف لها من ذلك أكبر من أن تنتفع منهم بقدر ما تنفعهم بجامعاتها وخدماتها الصحية، وتأخذ منهم مقابل الحياة المريحة المتكاملة التي تمنحهم.

تمييز عنصري.. مسلمون في الغرب، أفارقة فقراء في الخليج

عند التفكير في الهجرة، فإن المرء يسعى بديهيا إلى الانتقال إلى مناخ اقتصادي اجتماعي أفضل من الذي يؤويه. وهذا، أمر إيجابي طبعا. ولكن، له سلبياته التي وإن لم يتم الإفصاح عنها علنا، إلا أن المهاجرين يعيشونها ضمن يومياتهم. فأولائك الموجودون في أوروبا والذين يكافحون للحفاظ على إسلامهم، من خلال هندامهم وسلوكهم، يواجهون عنصرية قوية ونبذا من بعض المجتمعات الغربية، لأنهم لا يشاركون بقية أقرانهم عاداتهم السيئة ولبسهم المشين، فلا يتناولون الخمر في المقاهي والحانات، ولا يحضرون الحفلات المختلطة.. ما يضعهم في تصنيف الجبناء والمعقدين أغلب الوقت، بخاصة الفئات الشبانية والمراهقين. أما في الخليج، فارتفاع المتطلبات إلى كل ما هو باهظ وأصلي، والعيش بوتيرة مريحة، أجواء الرخاء والبذخ التي لم يعتد عليها أبناء المهاجرين في أوطانهم وليسوا قادرين

على مواكبتها، تصنفهم ضمن الفئات الهشة، ويتم وصفهم هناك بـ”الأفارقة” أو “الكادحين” أو”toiling “، دون الالتفات إلى كل ما تقدمه الكفاءات هناك.

معاول تحصد القيم الدينية والأخلاقية

كثرة المغريات، والانحلال الأخلاقي الذي يغزو دول الغرب بحكم ثقافاتها وتعدد الجنسيات هناك، هو الآخر يعد من أعظم الأخطار التي تحوم حول أطفال المهاجرين، فالحصول على التعليم الممتاز في هذه الدول مجانا أو بدفع مبالغ طائلة، له ضريبة غير معلنة، يعرف عنها المسلمون ويجاهدون لتحاشيها. ففي بلدان، مثل كندا مثلا، سيكون على الطفل ذي ست سنوات اختيار هويته الجنسية، بطلب من إدارة المدرسة، بحيث يمكن للفتى أن يصرّح برغبته في أن يكون فتاة، والعكس.. دون أن يتمكن الأولياء من التدخل في ذلك أو تصحيحه، وإلا تم اعتبار الأمر عنفا وتضييقا على الطفل، ويسحب من والديه بقوة القانون، الأمر سيان في بلدان، مثل فرنسا وألمانيا.. أين لا يملك الأبوان التدخل في الهوية الجنسية التي يختارها ابنهم، وفي حال قام بشكايتهما، يتم سحبه وتقديمه إلى الميتم أو إلى عائلة حاضنة، يمكن أن تكون علمانية أو بديانة أخرى.

أما اللباس والعلاقات والسلوك النابع عن اتباع نمط حياة متحرر، فهو أساسيات كانت ترتبط بقيم الفرد في المجتمعات المحافظة فقط، وقد يجدها الأولياء المهاجرون خارج صلاحيتهم وقدرتهم على التحكم، إلا إذا كانوا قد قدموا أسسا إسلامية وأخلاقية قوية جدا ومتجذرة في قناعات أطفالهم، تمنعهم من الميل في اتجاه زوابع المغريات القوية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!