هذا ما ينتظر صادي

مباشرة، بعد انتخابه رئيسا لـ”الفاف”، شهر سبتمبر 2023، لتكملة عهدة الرئيسين السابقين، عمارة وزفيزف، تمكّن وليد صادي، في ظرف قصير، من إعادة الهدوء إلى بيت الرياضة الأكثر شعبية، وإيجاد حلول كثيرة لمشاكل عديدة، سواء محليا وحتى قاريا ودوليا، ليعاد انتخابه الثلاثاء من طرف أعضاء الجمعية العامة لعهدة أولمبية قادمة، وبوجوه جديدة بإمكانها مساعدته في مهمته الصعبة ونسيان الأزمات التي عاشتها كرتنا مباشرة بعد التتويج بكأس إفريقيا 2019 بالقاهرة، خاصة عدم التأهل لكأس العالم بقطر 2022، والخروج مرّتين متتاليتين من الدور الأول من نهائيات كأس إفريقيا للأمم، وهو ما أضرّ بسمعة كرتنا التي تراجعت إلى الوراء، لكنها عادت ولو مؤقَّتا إلى الواجهة بقيادة المنتخب الوطني الذي عرف كيف يتخلص من الشك الذي راوده مع المدرِّب بيتكوفيتش، الذي يملك تجربة ونظرة مستقبلية تشبه بكثير تلك التي حققها مع المنتخب السويسري لسنوات.
وليد صادي، وبقبّعتين (وزير للرياضة ورئيس للاتحاد الجزائري لكرة القدم)، تمكن من مطابقة القوانين الجزائرية مع قوانين “الفيفا” في جمعية عامة استثنائية، عُقدت مؤخرا، وهو ما يسهّل له مستقبلا تسيير كرتنا بعيدا عن كل المشاكل والشوائب، من خلال إلزام الأندية والرابطات وكل الهيئات على العمل وفق قوانين وأسس صحيحة، خاصة وأنَّه يلقى التدعيم من جميع الدوائر، بحكم أنه ضمن منصبا في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وهذا يساعد بلدنا على التواجد في محيط صناع القرار، بعد غياب دام أكثر من ثماني سنوات، أي منذ خروج الرئيس الأسبق محمد روراوة، الذي عرفت كرتنا في عهده تطوُّرا كبيرا، بدليل التواجد مرّتين متتاليتين في نهائيات كأس العالم 2010 و2014.
صادي، وهو يعرض برنامجه على أعضاء الجمعية العامة للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، أكد أن “مهمته الأولى هي العمل على تجاوز كل المشاكل والصعاب التي واجهها في مرحلة سابقة، كما سيعمل على تعديل نظام المنافسة على المدى المتوسط، وإدخال تقسيم جديد للرابطات الجهوية، بعد إنشاء ولايات جديدة في جميع أنحاء البلاد، مع إنشاء الأكاديميات الرياضية كجزء من سياسة مناسِبة لتوفير تكوين عالي الجودة للمواهب الشابة التي تشكل خزان كرة القدم الوطني”، الرئيس صادي ألحّ على رؤية جديدة لتكوين المدربين والحكام، مع وضع استراتيجية حقيقية للاتصال والتسويق، بالإضافة إلى البحث عن موارد جديدة وعدم الاعتماد فقط على إعانات الدولة.
ما قاله صادي أمام أعضاء الجمعية العامة وبحضور ممثلين عن “الفيفا” و”الكاف” لا نتمنى أن يبقى حبرا على ورق، بل عليه السَّهر كذلك على تطبيق القوانين بحذافيرها، وهي التي جرى الدوس عليها سابقا، وكادت أن تُدخلنا في نفق مظلم لولا حنكة من يحبُّون الجزائر ويعملون كل ما في وسعهم للوقوف أمام الخطر الخارجي الذي أصبح يهدِّد الجزائر من طرف بعض المتربصين ببلدنا. وهي فرصة مهمة لإعادة الهيبة لكرتنا على الصعيدين المحلي والقاري، بالشكل الذي يسمح بتجاوز مرحلة الترقيع وغياب الاستقرار التي أثرت كثيرا في مستوى كرتنا وسمعتها وهيبتها.