هذه أبرز محطاتي كلاعب مع “الخضر” وباتنة والموك والأبيار والبليدة

لم يخف شيخ المدربين رابح سعدان استياءه من الوضع الذي يعيشه المشهد الكروي سواء من الناحية الميدانية أم من الجانب الإعلامي، خاصة ما يتعلق، بحسب قوله، بمضامين بلاتوهات التلفزيون، التي بدلا من أن تحرص على التحاليل الفنية الموضوعية، أصبحت تخوض في أمور أخرى غير مقبولة، في وقت كان بالمقدور أن يتم تمرير رسائل كثيرة مهمة عبر التلفزيون، كما كشف الكثير من الجوانب الخفية وغير المعروفة كثيرا حول مسيرته الكروية على صعيد الأندية والمنتخبات، وفي مقدمة ذلك مساره كلاعب مع المنتخبات الوطنية وعدة أندية معروفة مثل مولودية باتنة ومولودية قسنطينة وشبيبة الأبيار واتحاد البليدة.
حملت ألوان أكابر مولودية باتنة وأنا مازلت في صنف الأواسط
تألقي مع المنتخب العسكري والجامعي أوصلني إلى المنتخب الأول
نجوم الآفلان أفادونا وهكذا واجه منتخب الأواسط زملاء مارادونا في 79
تأهلنا لمونديال 82 لم يكن صدفة والاستقرار أساس النجاح
نزل شيخ المدربين الجزائريين، رابح سعدان، ضيفا على قناة الشروق نيوز، في برنامج “أوفسايد” الذي يعده ويقدمه الزميل ياسين معلومي، الذي خصصه الجزء الأول منه حول مسار رابح سعدان اللاعب، وهو الجانب الذي يجهل تفاصيله الكثير من الجماهير والمتتبعين والمهتمين، حيث أكد رابح سعدان أن مشواره الكروي بدأ مع فريق مولودية باتنة الذي فسح له مجال البروز في صنف الأكابر، رغم أنه كان لا يزال في صنف الأواسط، مشيرا إلى أنه ولد في منزل مجاور لملعب الشهيد سفوحي، ما جعله يتابع بسهولة مباريات الجمعية الرياضية (لاياسبي) التي كانت تنشط خلال الفترة الاستدمارية، كما أن أبواب ملعب سفوحي كانت مفتوحة، وهو الأمر الذي مكنه من التدرب مع أقرانه، مع التمرن على بعض التقنيات، وفي مقدمة ذلك التسديد والتمريرات الدقيقة، وغيرها من الجوانب التي أفادته في ما بعد خلال مشواره الكروي.
لعبت مع بليدي وملاخسو في أكابر مولودية باتنة وأنا في الأواسط
وبالعودة إلى مشواره الكروي كلاعب، فقد أكد رابح سعدان أن كان له شرف حمل ألوان أكابر فريق مولودية باتنة، وهو لا يزال في صنف الأواسط، وهذا بعدما قام المدرب الراحل شريف بليدي بترقيته رفقة زميله عبد الحفيظ زندر، وهو الأمر الذي مكنه من البروز في حضرة لاعبين كبار من الناحية المستوى والسمعة مثل الدولي السابق حمة ملاخسو وشريف بليدي الذي كان لاعبا ومدربا في نفس الوقت، وغيرهم من اللاعبين المتميزين الذين كانت تمتلكهم مولودية باتنة في تلك الفترة، مشيدا بذلك الجيل الذي تمكن من لعب أول بطولة وطنية في قسمها الأول، مثلما أشاد بجانبه التربوية، بحكم أنه استفاد كثيرا من نصائح وتوجيهات لاعبين ومسيرين يكبرونه سنا ولم يبخلوا عليه في كل شيء، بحكم أنه كان لاعبا وتلميذا في نفس الوقت، كما حقق ذلك الجيل مسارا مميزا بألوان مولودية باتنة ضد فرق قوية ومعروفة في تلك الفترة، مضيفا أنه بعد سنتين مع مولودية باتنة حول الوجهة نحو قسنطينة بقرار من والده حتى يمنح الأهمية اللازمة للدراسة، بغية نل شهادة البكالوريا، ما جعله يمضي لفريق مولودية قسنطينة موازاة مع دراسته وإقامته في النظام الداخلي بثانوية حيحي المكي، واصفا “الموك” في ذلك الوقت بالفريق الكبير بقيادة اللاعب زفزاف وسفيان وعبد النوري وغيرهم، متذكرا الفوز العريض الذي حققه مع الموك ضد شباب بلكور بقيادة لالماس على وقع رباعية سجلها مناصفة مع زفزاف (هدفان لكل واحد مهما)، لينتقل إلى العاصمة مباشرة بعد حصوله على شهادة البكالوريا، حيث حمل ألوان شبيبة الأبيار لمدة 3 سنوات تحت قيادة المدرب واليكان، وتواجد المهاجم عبد الرحمان سوكان، والتحاق المدرب الراحل كمال لموي، في ما بعد، وهذا موازاة مع دراسته لمدة 4 سنوات في معهد الرياضة ببن عكنون، مؤكدا أنه ضيع مع شبيبة الأبيار فرصة تحقيق الصعود إلى القسم الأول. وبعد ذلك حمل ذلك ألوان فريق إتحاد البليدة المشكل من لاعبين بارزين مثل نصر الدين آكلي وبن تركي والبقية، خاصة وأن لديه 7 زملاء في هذا الفريق كانوا ينشطون معه في المنتخب الوطني الجامعي.
بروزي مع المنتخب العسكري والجامعي أوصلني إلى المنتخب الأول
ويؤكد المدرب الوطني السابق رابح سعدان في حصة “أوفسايد” على قناة “الشروق نيوز” أنه حين كلاعب لاعبا نشط في عدة مناصب، والبداية كانت في الشق الهجومي بحكم سرعته وتمريراته الدقيقة، حيث كانت البداية في نصب ظهير أيمن، سواء مع مولودية باتنة أو مولودية قسنطينة، لكن حين انتقل إلى شبيبة الأبيار أصبح يلعب في وسط الميدان، وكذلك الحال مع اتحاد البليدة، وبين كل هذا وذلك فقد حمل رابح سعدان ألوان المنتخبات الوطنية لفترة محترمة، مثل منتخب الأواسط والمنتخب العسكري والمنتخب الجامعي، وصولا إلى المنتخب الوطني الأول تحت إشراف المرحوم إسماعيل خباطو، حيث أتيحت له فرصة لعب مباراة رسمية في موسكو ضد الاتحاد السوفييتي، مشيرا أنه استفاد كثيرا من تجربته مع المنتخب العسكري مع مخلوفي وسكان وكذلك المنتخب الجامعي الذي حقق معه البطولة العربية في العراق. وأكد رابح سعدان أن تجربته كلاعب مع الأندية والمنتخبات الوطنية قد أفادته كثيرا من الناحية الميدانية، وهذا تزامنا مع تكوينه الجامعي وكذلك تدريسه في معهد الرياضة واشتغاله في المديرية الفنية، ما جعله يخوض مباشرة غمار التدريب مع شبان المنتخب الوطني ومساعدا للمدرب والكيان في هندسة البناء وبعد ذلك مدربا لشبيبة الأبيار.
استفدت من نجوم الآفلان وهكذا واجهنا مارادونا في مونديال 79
وبخصوص مساره مع التدريب فقد كان سلسا حسب رابح سعدان، بحكم أنه استفاد كثيرا من خبرة وتجربة لاعبي ونجوم فريق الآفلان الذين خاضوا تجارب احترافية كبيرة في الخارج، على غرار رشيد مخلوفي وعبد الحميد كرمالي ومحمد معوش وسعيد عمارة وسوكان والبقية، مؤكدا أنه سبق له أن واجه بعض هذه الوجوه في الميدان كلاعب، مثل سعيد عمارة في سعيدة، فيما لعب رفقة سوكان، وأشرف عليه مخلوفي في المنتخب الجامعي رفقة سوكان. مضيفا أن أول فريق اشرف عليه كان فريق أصاغر المنتخب الوطني بمناسبة دورة كروية في أوروبا، أما أول نادي جزائري فكان فريق شبيبة الأبيار الذي حمل ألوانه كلاعب ثم أشرف عليه كمدرب، ناهيك عن تجربته المهمة في المديرية الفنية تحت إشراف رشيد مخلوفي الذي عينه كمسؤول على المديرية الفنية منطقة الوسط، وبعد ذلك قاد المنتخب الوطني للأواسط إلى مونديال اليابان عام 1979، مشيرا أن الفضل في تأسيس وبروز هذا المنتخب كان للمدرب الراحل عبد الحميد كرمالي، لكن سوء تفاهم مع الوزارة عجل برحيله رفقة رشيد مخلوفي، ما حتم عليه تولي المهمة، بحكم انه كان مدربا للمنتخب الثاني أواسط. وقد كانت الفرصة للقيام بتربصات مغلقة في سويسرا والصين تحسبا لهذا العرس العالمي، مؤكدا أن هذه المنافسة محت لأواسط المنتخب الوطني تقديم وجه مشرف في الدور الأول، ما سمح بمواجهة منتخب الأرجنتين بقيادة مارادونا وتحت إشراف المدرب مينوتي، مؤكدا أن مواجهة مارادونا كانت مكسبا في حد ذاته لشبان المنتخب الوطني، ما جعله يقف على سر نجاح المنتخب الأرجنتيني الذي كان مبنيا على الاستقرار والاستمرار، بدليل أن جيل مارادونا نال كأس العالم عام 1986. كما أكد أنه كان يتوقع مسبقا تألق مارادونا في المستوى العالي وهو لا يزال في الأواسط، خاصة وأنه كان يحظى باهتمام جميع الجهات الساهرة على المنتخب الأرجنتين.
تأهلنا لمونديال 82 لم يكن صدفة والمحترفون أفادوا المنتخب الوطني
وبالعودة إلى ثنائية الاستقرار والاستمرارية، فقد أكد رابح سعدان بأن التأهل الذي حققه المنتخب الوطني لأول مرة إلى مونديال 82 بإسبانيا لم يكن صدفة، بل كان وليد عمل كبير تم على مستوى الأندية والمديرية الفنية في تلك الفترة، ما فسح المجال لبروز مواهب كروية عالية المستوى، ناهيك عن الحرص على التربصات الدائمة، ما جعل اللاعب يستفيد على صعيد فريقه والمنتخب الوطني، كما أن بروز منتخب الأواسط في مونديال 79 باليابان جعل العلم يقف على مستوى الكرة الجزائرية، ليتجسد ذلك أكثر في مونديال 82، وهو الأمر الذي فسح المجال لاحتراف عدة لاعبين مثل ماجر وعصاد والبقية، مؤكدا أن تحديد سن 28 سنة للاحتراف كان ظلما في حق اللاعب الذي من حقه الاحتراف في مقتبل العمر، معتبرا أن الذين احترفوا قد أفادوا كثيرا المنتخب الوطني والكرة الجزائرية بشكل عام.