-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
دراسة ميدانية للباحثة وداد بن عافية تكشف

هذه أسباب تردي مستوى المقروئية في الوسط الطلابي الجامعي

صالح سعودي
  • 2786
  • 2
هذه أسباب تردي مستوى المقروئية في الوسط الطلابي الجامعي
الأرشيف

أكدت الدكتورة وداد بن عافية من جامعة باتنة، بأن تردي نسبة المقروئية في الوسط الطلابي الجامعي يعكس الوضع الثقافي العام المتدني في البلاد، وتكريس سياسة التهميش للعقل العربي بإحالته على وضع كموني مزمن، مشيرة إلى أن الجامعة يجب أن تبقى النواة المركزية للإشعاع العلمي وزرع روح القراءة والثقافة لدى الطالب، ما يتطلب، حسبها، توافر رؤيا استشرافية موحّدة تهفو إلى صناعة جيل جديد تترسخ فيه ثقافة حبّ المطالعة والكتاب.

في دراسة ميدانية قامت بها الدكتورة وداد بن عافية من قسم اللغة والأدب العربي لجامعة باتنة 1، حاولت معالجة إشكالية تتعلق بكيفية استثمار المناهج التعليمية والبيداغوجية لإخراج ذهن الطالب من حالة كمون إلى حالة حركة، من خلال تفعيل آليات المقروئية وتطوير المهارات القرائية، وبالمرة تقليص الهوة الفاصلة بين الطالب والكتاب، حيث طبّقت دراستها الميدانية على عينة 4 أفواج يدرسون مادة سرديات عربية معاصرة، سنة ثالثة ليسانس، وذلك على مدار 3 أشهر (الحجم الساعي للحصة ساعة ونصف ساعة أسبوعيا)، حيث فضلت الابتعاد قدر الإمكان عن أسلوب التهديد والعقاب، مع خلق مناخ يشتمل على الدعم والتحفيز، وتوجيه الطلبة إلى عناوين معينة نظرا لأهمية المضمون المعرفي في تفعيل القراءة في الوسط الطلابي. وأفرز الحصاد خلال الثلاثي أرقاما متباينة في الأفواج الأربعة التي يتراوح فيها عدد الطلبة بين 28 و37 طالبا في كل فوج، حيث كشفت النسب الإجمالية بأن 41 من المائة لم يقرؤوا أي كتاب، و27 من المائة قرؤوا كتابا واحدا فقط، فيما بلغت نسبة الذين طالعوا كتابين 14 من المائة، و10 من المائة من الطلبة حققوا 3 قراءات، مقابل 6 من المائة لطلبة حققوا أكثر من 3 قراءات.
وتساءلت الباحثة وداد بن عافية عن أسباب تفاوت الاستجابة من فوج إلى آخر، خاصة في ظل قلة الطلبة الراغبين في التكوين والتحصيل المعرفي، وهم الذين يشكّلون النسب الضئيلة التي قرأت أكثر من ثلاثة كتب: (2.77 بالمئة، 5.4 بالمئة، 5.71 بالمئة، 10.71 بالمئة)، مؤكدة بأن هذه النسب المتدنية من القراءة كان يمكن أن تكون أدنى لولا عامل التحفيز والتشجيع، ما يؤكد الحقيقة المرّة بأن الأغلبية لا تقرأ، ما يقودنا حسب محدثتنا لإعادة النظر في بعض النقاط المتعلقة بالجانبين التربوي والبيداغوجي، معترفة بصعوبة تطبيق النظريات التعليمية المعتمدة في التحفيز على المردودية القرائية، والمتركزة على مبدأ التحفيز والعامل النفسي والمادة المعرفية.
وللإشارة فإن الدكتورة وداد بن عافية صدر لها مؤخرا كتاب نقدي بعنوان “أسرار النص.. دراسات في الشعر العربي المعاصر”، والذي يضاف إلى الكتابين السابقين “الشعر النسوي الجزائري.. سياق التكوين، البنية وإبدالاتها”، و”التشكيل البصري للشعر العربي المعاصر.. دراسة في فضاء القصيدة عند سعدي يوسف”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • ناجي

    إجراء مثل هذه الدراسات إنما ينطلق من وسط طلابي متجانس المستوى متناسق الفهم، إذ لا يمكن الخلوص إلى نتائج واقتراحات في ظل انعدام سياسة إعلامية صريحة تحث على ضرورة الرفع من مستوى الإدراك المعرفي بواسطة التعوّد على القراءة ثم الانتقال تدرجيا عبر مستويات فهم ما نقرأ وتلخيص ما قرأناه وترتيب عناصر المفهومية في قاموس الصناعة الفكرية لمثل هؤلاء.
    من أجل ذلك لا بمكن الوصول إلى مثل هذه النتائج في ظل العدد الهائل للطلبة الموجهين إلى الأدب العربي بمعدل 10 لا يملك معظمهم القدرة على التعبير 63454و الكتابة

  • بدون اسم

    جربت نقرا كتب عربية قديمة والله العظيم مستوى صفر واسفاف
    ما يستحق القراءة هو الكتب العلمية وكلما كانت اجدد افضل
    احمدوا الله ان الطلبة لا يقرؤون والا كفرو بالتعليم جملة وتفصيلا