هذه أكبر تحديات صادي لمواصلة ترقية الكرة الجزائرية محليا وقاريا

تنتظر رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وليد صادي الكثير من التحديات لمواصلة النهوض بالكرة الجزائرية وترقيتها نحو الأفضل، وهذا بمناسبة إعادة انتخابه رئيسا جديدا للفاف رفقة مكتبه الفيدرالي، وهي تحديات كبيرة تفرض نفسها على الصعيد المحلي أو القاري والدولي، خاصة في ظل الرهانات الكبيرة التي تنتظر المنتخب الوطني والأندية التي تمثلنا قاريا وإقليميا، أو من خلال تحديات أخرى تتعلق بالتكوين والتسويق والتنظيم والاستثمار في الكفاءات القادرة على منح الإضافة بالشكل الذي ينعكس إيجابا على سمعة ومكانة الكرة الجزائرية فنيا وإداريا وترويجيا وماديا.
يوجد وليد صادي في موقع جيد لمواصلة إعادة هيبة وسمعة الكرة الجزائرية على الصعيدين المحلي والقاري، وهذا من خلال الإستراتيجية التي رسمها وفق ما تضمنه برنامجه الانتخابي المبني على عدة محاور يراهن على تجسيدها ميدانيا، بالاعتماد على أعضاء مكتبه ومختلف الكفاءات التي يعول على خبرتها وإمكاناتها لمنح الدفع اللازم من الناحية الفنية والتسييرية، وهذا بغية إعطاء الوجه الحقيقي للكرة الجزائرية في المحافل الدولية، وكذلك ضمان تواجد ممثلين فاعلين يحافظون على مصلحة ممثلي الكرة الجزائرية في مختلف الهيئات الدولية، وفي مقدمة ذلك “الكاف” و”الفيفا“، وهو الجانب الذي ركز عليه صادي كثيرا في الأشهر الأخيرة، ما مكنه من استعادة هيبة الجزائر في هذا الجانب، ووضع حدا للكثير من التجاوزات التي تعرض لها المنتخب الوطني ومختلف ممثلينا في المنافسات القارية، سواء من الناحية الإدارية أو التحكيمية، وذلك منذ النسخة السابقة من “الكان” التي جرت في كوت ديفوار، ناهيك عن قضية لقاء اتحاد الجزائر ضد فريق نهضة بركان المغربي، وما خلفتها من ردود الأفعال جعلت الكاف في حرج كبير، بسبب خلط نظام المخزن الكرة في السياسة، في الوقت الذي لم تتوان الجزائر في وضع النقاط على الحروف في هذا الجانب، بعد التحركات التي قامت بها إدارة اتحاد الجزائر بدعم مباشر من الفاف ومختلف الهيئات المعنية.
ويعول الرجل الأول في الفاف على مواصلة رسم إستراتيجية مبنية أساسا على الحضور النوعي في الهيئات الدولية (الكاف والفيفا)، وبالمرة وضع حد للفراغ الذي حصل لمدة سنوات لأسباب مختلفة، والحرص على توظيف كفاءات جزائرية في مختلف هذه الهيئات، مع العمل على الترويج بما تمتلكه الجزائر من إمكانات بغية التأكيد للجميع على قدرة الجزائر في احتضان مختلف المنافسات الدولية. وفي السياق ذاته، يعول وليد صادي على تفعيل الجانب الترويجي والتسويقي بالشكل الذي يعطي صورة ايجابية للكرة الجزائرية على مختلف الأصعدة، وهو الأمر الذي يتطلب التعامل الإيجابي مع مختلف وسائل الإعلام وكذلك تفعيل آليات خلية الإعلام والاتصال على مستوى الاتحادية الجزائرية ومختلف الهيئات والرابطات التابعة لها، مع إعطاء الأهمية للجانب الاستثماري، من خلال ضمان مداخيل إضافية وبديلة موازاة مع التقليل من المصاريف وفق سياسة رشيدة، وكذلك توسيع ممتلكات الاتحادية وفق مشاريع تتم على الصعيد المركزي وكذلك على صعيد الرابطات الجهوية والولائية. والحرص في الوقت نفسه على احترام أخلاقيات الكرة والروح الرياضية، من خلال التخلي بالنزاهة ومحاربة الفساد بمختلف أنواعه ومنح الفرصة للكفاءات القادرة على صنع التميز ومنح الإضافة، وهذا يتطلب وضع حد للبيروقراطية ومختلف أشكال الإقصاء.
وإذا، رهان صادي كبير لرد الاعتبار للكرة الجزائرية قاريا ودوليا، فإن رهانه أكبر لمواصلة علاج أمراض الكرة الجزائرية محليا، خاصة ما يتعلق بملف التحكيم الذي كثيرا ما يصنع الجدل، ناهيك عن الممارسات الخفية والمكشوفة بأمور تتعلق بالرشوة وترتيب المباريات وكذلك انتشار الآفات الاجتماعية التي يتطلب محاربتها في الوسط الرياضي بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية ومختلف الجهات المعنية، إضافة إلى إجماع الكثير بضرورة الاستثمار في الرياضة المدرسية والجامعية التي تملك خزانا كبيرا من المواهب في كرة القدم ومختلف الرياضات، وإعادة النظر في سياسة التكوين على صعيد الأندية ومدارس كرة القدم تحت إشراف مختلف الرابطات الجهوية والولائية، وكذلك الاعتماد على خبراء وفنيين بمقدورهم انتقاء أفضل المواهب القادرة على البروز على صعيد المنتخبات الجهوية والوطنية الشبانية، وصولا إلى صنف الأكابر وفق مبدأ الكفاءة الذي يبقى الخيار الأساسي الذي من شأنه إعادة الكرة الجزائرية إلى الواجهة.