-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الطبيب الذي عالجه يروي قصة الشلل النفسي لـ "الشروق":

هذه حقيقة الطفل “عبد القادر” الذي وقف على رجلية مجددا بغرداية

توفيق كريمي
  • 2016
  • 1
هذه حقيقة الطفل “عبد القادر” الذي وقف على رجلية مجددا بغرداية
ح.م

استعاد، في الآونة الأخيرة، الطفل عبد القادر، البالغ من العمر 9 سنوات، بغرداية، المشي بعد رحلة طويلة من العلاج، وهو الطفل الذي كان يعيش حياته بشكل عادي إلى غاية شهر أكتوبر من عام 2019.

فقد الطفل التوازن وأصبح مقعدا لا يقوى على الوقوف، لتجد العائلة نفسها في رحلة علاج يومية استمرت أربعة أشهر كاملة من مختص إلى آخر، عبر إقليم تراب الولاية وخارجها، لكن المؤلم أن العائلة فقدت خيط “الأمل” بين عشرات التحاليل والأشعة.

واللأسف، حالة الطفل زادت تعقيدا، وبقي مقعد الفراش، لتشاء الأقدار بعدها أن تتصل إحدى الجمعيات بالمختص النفسي، “آيت اودية مزيان”، الذي يقطن بعاصمة الولاية لمساعدة العائلة التي دخلت في حالة نفسية “صعبة”، غير أن المختص وجد نفسه أمام حالة تستدعي تجربة “العلاج النفسي”، ليكتشف أن الطفل مصاب بـ”الشلل النفسي”.

وهي حالة نادرة الحدوث يصاب بها الطفل بسبب الخوف، وبعد جلسات متتالية بتقنيات نفسية، تخلص الطفل من بعض الأعراض تدريجيا، وبدأت حالته تتحسن شيئا فشيئا إلى أن استعاد التوازن، بعدها تمكن من الوقوف لتكتمل فرحة العائلة بعدما استطاع الطفل المشي وسط أفراح لا توصف وبدموع امتزج فيها الحزن بكأس الفرحة وسط عائلته وأقربائه.

“الشروق”، نزلت ضيفا بعيادة الطبيب المتواجدة بمحاذاة مقر سكناه بأحد أحياء غرداية لمعرفة القصة الكاملة ومشوار العلاج النفسي للطفل الذي قهر العلاج الطبي لحالته وأجرت حوارا مع المختص النفسي حول مراحل العلاج المتبعة.

بداية، كيف كانت حالة الطفل مع البداية وكيف كان التشخيص..؟

في الحقيقة، تقدم الطفل عبد القادر رفقة والديه إلى العيادة بملف طبي، وهو يعاني من عدم قدرته على المشي أو الوقوف، غير أن الملفت أن نتائج التحاليل الطبية والكشوفات الخاصة بالأشعة، كانت توحي بسلامته عضويا والواقع في نفس الوقت يكذب ذلك، فالطفل أصيب بشلل لا يستطيع معه ولا يقوى على المشي أو حتى الوقوف.

وهو ما جعل الأسرة يظهر عليها نوع من اليأس والإحباط، أنا صنفت الحالة، يضيف المختص النفسي، في خانة الاضطرابات النفسية، وبعد جمع المعلومات من طرف والديه والجدة والطفل والاختبارات النفسية، تبين حقا أن الطفل يعاني من اضطراب نفسي، حيث كان من التشخيصات الحساسة.

ما هي الطرق المتعبة في العلاج وهل كان هناك تجاوب من طرف العائلة؟

بعد تشخيصي للحالة على أنها تعاني من الشلل النفسي، وهي نادرة الحدوث، اعتمدت في المتابعة النفسية على بروتوكول علاجي، ما يسمى بالعلاج السلوكي المعرفي، وكل ما في الأمر، أن تجاوبت عائلته مع الطريقة، التي باشرت بها، ووجدتها متعاونة، حيث كانت تخضع دوما لجميع التدابير والتمارين، التي تطلب إنجازها مع الطفل بالبيت. هذا، بالإضافة إلى حرصها التام على متابعتها للجلسات التي كنت قد باشرتها معه كمرحلة أولية.

كيف ظهرت بوادر نجاح العلاج..؟

ظهرت بوادر نجاح العلاج وأنا في اتصال مستمر مع العائلة، أتذكر اليوم الذي أبلغني والده أن عبد القادر توقف عن البكاء، لأنه كان يبكي كثيرا قبل النوم وأيضا بعدما كان يجد صعوبة في النوم أصبح يستسلم للنوم بسهولة.

بعدها أصبح يلح على الأب بضرورة مواصلة متابعته والإصرار على المشي، فتيقنت من كون بوادر العلاج بانت للعيان، فبعد حصص أخرى متتالية، سرعان ما تخطى الطفل المرحلة، ومشى مسرعا، لكن لم يستطع تكرار المشي، وعاد إلى حالته. بعد ذلك غيرت خطة العلاج، وأرشدت الأب إلى ضرورة متابعة بعض التدريبات الجماعية في المنزل، وفي إحدى ليالي رمضان المنصرم اتصل بي والده ليبشرني بوقوف ومشي عبد القادر،كنت علي يقين من شفاء الطفل بعد إذن الله تعالى.

كيف كان شعورك حين رؤيتك للطفل وهو يمشي..؟

أكيد، شعوري كأي مختص وفقه الله في العلاج، وإعادة الأمل والبسمة للطفل والأسرة، فرحتي لا تقدر بثمن لأني أضفت شيئا لعلم النفس بغرداية.

يقال العلاج النفسي ينتصر أحيانا على العلاج الطبي، ما رأيك… وما هي رسالتك.؟

العلاج الطبي دائم يكون مرافقا للعلاج النفسي، هناك عدة أمراض منشؤها نفسي ولها أعراض عضوية لذلك لا يمكن أن نتجاهل أو نتخلى عن الجانب النفسي، وحالتنا هذه دليل واضح، وهي دورة تكوينية في حياتنا اليومية.

نصيحة إلى من لا يؤمن بالعلاج..

أقول لهؤلاء إن علم النفس العيادي مجاله واسع، وسيشهد تطورا كبيرا، حيث ساهم في علاج العديد من الحالات في الغرب، ما يجب علينا أن نهتم به في الجزائر وعلينا أن نراجع نفوسنا جيدا تجاه هذا العلم المكمل للطب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • dzair

    الحمدلله على السلامه و شكرا للطببيب النبه