هذه ملفات التفاوض الطاقوي بين الجزائر وأوروبا

تعقد الجزائر والاتحاد الأوروبي، الخميس المقبل، جولة جديدة من حوار الطاقة رفيع المستوى بين الطرفين، سيتطرق للتعاون والشراكة بين الجانبين وسبل تعزيزها أكثر، خصوصا في مجال الطاقات الجديدة والمتجدّدة والربط الكهربائي البيني.
وأفادت مصادر مطلعة على الملف لـ”الشروق”، أن جولة الحوار الخامس بين الجزائر والاتحاد الأوروبي ستعقد بالعاصمة البلجيكية بروكسل يوم 5 أكتوبر الجاري، ويترأسها عن الجانب الجزائري وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، وعن الجانب الأوروبي مفوضة شؤون الطاقة، كادري سيمسون.
وترغب الجزائر، وفق مصادرنا، في وضع جملة من الملفات على طاولة الحوار رفيع المستوى مع الجانب الأوروبي، وأن يكون حوارا في “إطار شامل” وليس حكرا على الغاز فقط أو مورد آخر.
جولة جديدة من منتدى حوار الطاقة بين الجانبين الخميس في بروكسل
وتؤكد نفس المصادر، أن الجزائر تريد الاستمرار في التعاون مع بروكسل والشراكة في مجال الغاز الطبيعي، باعتبارها “شريكا موثوقا” بذل الكثير من الجهود والاستثمارات في هذا المجال، وبالمقابل، ضمان حصة الجزائر في السوق الأوروبية ولم لا تعزيزها أكثر.
كما سيكون ملف الطاقات الجديدة والمتجدّدة مطروحا على الطاولة أيضا، وفق المصادر التي تحدثت إليها “الشروق”، سواء ما تعلق بالهيدروجين أو الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح وغيرها.
وفي هذا المجال، ترغب الجزائر في مزيد من التعاون مع أوروبا، خصوصا ما يتعلق بتكوين الإطارات والكفاءات الجزائرية ونقل التكنولوجيا من جهة، وأيضا ضخ أموال واستثمارات في مشاريع ملموسة، خصوصا أن عائد معظم المشاريع سيكون نحو أوروبا التي ستستفيد من إمدادات طاقة مضمونة وموثوقة ونظيفة في نفس الوقت.
وكانت الجزائر قد وجّهت رسائل واضحة خلال المنتدى السنوي الرابع للحوار الطاقوي الجزائري – الأوروبي المنعقد شهر أكتوبر 2022 بالجزائر العاصمة، بشأن تصورها للتعاون مع الاتحاد الأوروبي، والذي يجب أن يكون شاملا ومفيدا للطرفين، وأن لا ينحصر دور الجزائر في كونها المموّن الرئيس والتقليدي للأسواق الأوروبية بالطاقة، بل يجب أن يتعداه إلى جميع الجوانب الأخرى المتعلقة بالطاقة كالربط الكهربائي، وتطوير الهيدروجين والطاقات الجديدة والمتجدّدة وكفاءة الطاقة، بالإضافة إلى نقل التكنولوجيا والمعرفة.
ومن بين الملفات التي ستطرح على طاولة الحوار بين الجزائر والاتحاد الأوروبي ما تعلق بالربط الكهربائي البيني.
وتؤكد مصادر “الشروق”، أن مشاريع الربط الكهربائي بين الجزائر والضفة الشمالية للمتوسط، ستحظى بأهمية بالغة خلال هذا المنتدى الحواري الطاقوي، من منطلق أن إنتاج البلاد من الكهرباء يسجل حاليا فائضا بأكثر من 8 آلاف ميغاواط يوميا، وهناك فرصة لتصديرها إلى أوروبا.
ووفق مصدرنا، فإن هذه الكميات مرشّحة للارتفاع مستقبلا خصوصا بدخول مشاريع الطاقة الشمسية حيز الخدمة، كما أن ضخ أوروبا لاستثمارات في هذا المجال سيوفر لها إمدادات طاقوية مضمونة لسنوات طويلة، شرط إتمام مشاريع للربط البيني بين الضفتين، لذلك، فالقارة العجوز مدعوة أيضا لضخ استثمارات في هذا المجال وأيضا في مشاريع الربط البيني.
ولم يستبعد السفير الإيطالي بالجزائر، جيوفاني بولييزي، في تصريحات سابقة، أن يكون الاتحاد الأوروبي مهتما بمشروع أنبوب “غالسي” في نسخته الجديدة، التي سبق لرئيس الجمهورية أن أعلن عنها بمناسبة زيارة رئيسة مجلس الوزراء الإيطالي، جورجيا ميلوني، إلى الجزائر شهر جانفي الماضي، والذي سينقل إضافة للغاز، الكهرباء والهيدروجين والأمونيا.
وأشار إلى أن “بروكسل يمكنها تمويل بعض المشاريع، إذا كانت ذات أهمية للعديد من الدول الأعضاء، وأكد أن المشروع في مرحلته الأولية ولا يمكننا أن نستبعد أن تكون هناك مصلحة للاتحاد الأوروبي”.
ولفت سفير روما إلى أن الاتفاق الموقّع بين “إيني” و”سوناطراك” في جانفي الماضي، ينص على إجراء دراسة مشتركة للتحقق من جدوى هذا المشروع، الذي لم تتحدّد بعد طرق تنفيذه.