-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أكد أنهم وقود الحراك الشعبي .. لحسن زغيدي:  

هذه هي قصة الرقم 19 مع مظاهرات الطلبة بين الأمس واليوم

صالح سعودي
  • 1679
  • 0
هذه هي قصة الرقم 19 مع مظاهرات الطلبة بين الأمس واليوم
ح.م

أعطى الدكتور لحسن زغيدي قراءة عميقة بخصوص الحراك الشعبي القائم، والمساهمة الفعالة للطلبة في هذا الجانب، بشكل شبيه لتحديات طلبة ثورة التحرير خلال إضرابهم الوطني يوم 19 ماي 1956، مؤكدا أن وطلبة 2019 يسيرون على نفس الخطى من أجل التغيير الايجابي والجذري، بشكل يعكس حسب الدكتور زغيدي ثقل ودور النخبة في ترقية الثورة إلى أعلى غاياتها الإنسانية.

تناول أمس، الدكتور محمد لحسن زغيدي، في محاضرة نظمت في متحف المجاهد، من طرف جمعية مشعل الشهيد وجريدة المجاهد، سياسة الاستعمار والإستراتيجية المنتهجة إزاء محاربة التعليم واللغة والدين، مشيرا إلى موقف الحركة الوطنية بعد 1919، والدور الذي لعبته في تكوين جيل جديد عارف بمسؤولياته وبمهامه، كما تناول الدور الذي قام به الطلبة الثانويين خلال مرحلة الأربعينيات في تنشيط الحركة الوطنية وتأطيرها، بحيث برز منهم خلال فترة ما بعد الحرب قيادات ساهمت في التحضير للثورة التحريرية في مختلف المجالات، كما أشار إلى إضراب 19 ماي 1956 الذي كان حسب قوله رسالة للثورة بأن الإطار الكفء أصبح موجودا وهو تحت تصرفها، ورسالة ثانية إلى فرنسا بأن التي كانت تقول بأن الثورة عزف عنها المثقفون ويخوضها الأميون والجهلة برهنوا لها بأنهم تحملوا مسؤولياتهم، وأنهم مستقبلا هم من يؤطرون هذه الثورة، ورسالة أخرى للعالم بأن الجزائر أصبحت بعد انضمام طلبتها لهذه الهبة المفاجئة من انقطاع عن الدراسية والتحاق بالجبال بان الثورة التي تلتحق بها النخبة أكيد أنها ثورة تحمل رسالة إنسانية تحررية، وبذلك نجح طلبة 19 ماي 56 حسب الدكتور زغيدي في هذه المهمة، وتركوا رسالة مفتوحة لأجيال الاستقلال من الطلبة، وهي حماية مكتسبات الثورة والدفاع عن مبادئها وحماية سيادتها والتجند الكلي من أجل الحفاظ على مكانتها وعدم ترك المجال للفاسدين بان يعبثوا بها، وهو ما قرأه طلبة 2019.

شعار “خاوة خاوة” يحمل في دلالاته العودة إلى مصطلحات الثورة

من جانب آخر، أكد الدكتور زغيدي أن رقم 19 هو الشاهد، فإذا كان جيل 1956 يحمل رقم الانتفاضة (19) فهو في 2019 يحمل رقم سنة الانتفاضة، وهو ما يؤكد قيام طلبة 2019 بالمشاركة في ثورة التغيير، وانفرادهم بيوم خاص بهم وهو الثلاثاء، حيث قال الدكتور لحسن زغيدي في هذا الجانب “إذا كان طلبة التحرير نزلوا بالآلاف إلى جبهات الثورة فطلبة التغيير نزلوا بالملايين من أجل إحداث الطفرة، بشكل يعكس وفاء طلاب اليوم لأسلافهم ويبرهن أنهم من سلالتهم، بدليل تلك الشعارات التي تؤكد على أن عدو 56 هو نفسه عدو 2019، أي عدو الأجداد لا يزال نفسه هو عدو الأحفاد، ولذلك كل الشعارات كانت ترفع من اجل أن فرنسا هي عدو الأمس وعدو اليوم وعدو الغد”، إضافة إلى رفع شعار “نحن أبناء باديس ولسنا أبناء باريس”، وكذلك الشعارات الرافعة لصور الشهداء من طالب عبد الرحمان إلى بن بولعيد وعبان رمضان وعميروش وكريم بلقاسم وزيغود يوسف وبن مهيدي ولطفي وشعباني وغيرهم، كل هؤلاء الذين كانوا قبل 1954 وبعده طلاب وقادة أحفادهم اليوم يرفعونهم ليقولوا نحن من هذه السلالة وهؤلاء هم آباؤنا. ولذلك يرى الدكتور زغيدي أن مستقبل التغيير الذي أصبحت تقوده النخبة اليوم، ممثلة في الطلبة، سينال نفس النجاح الذي حققه طلبة التحرير. ومن هنا يتبين حسب قوله أن لا خوف على الجزائر مستقبلا التي تحتضنها نخبتها المستقبلية. بقيادة طلابها الذين برهنوا أنهم أبناء شرعيين لهذا الوطن وفي مستوى مسؤولية حماية الوطن، ولعدو الأمس بشعارهم “خاوة خاوة”، وهذا الشعار يحمل حسب زغيدي في دلالاته العودة لمصطلحات الثورة، بان الثورة جعلت أخوة الوطن وأخوة الدين هي رمزية الوجود، فكان يسمى المجاهد بالأخ والمجاهدين بالخاوة، ولذلك رفعت اليوم “خاوة خاوة” لا فرق بين أبناء الجزائر من جزائر الغد لا جوحيوو وموحدة وهو ما تحويله، ناهيك عن طابعها السلمي ومرافقة الجيش الوطني الشعبي بلسان قائده بأن لا تراق قطرة دم واحدة في هذه الثورة، وفعلا ارتقت حسب الدكتور زغيدي عالميا إلى الثورة الجليلة والتي هي اليوم محل إبهار كل الإنسانية. ومن هنا تتجلى حسب قوله رابطة الوفاء والتمسك بالذاكرة، ومآثر ثورة نوفمبر الخالدة التي ترجمت اليوم بالثورة السلمية من أجل التغيير.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!