-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هزيمة للصهاينة في إيران.. انتصار غزة قادم

هزيمة للصهاينة في إيران.. انتصار غزة قادم

لا شك أنها هزيمة للصهاينة ولنتناياهو بالتحديد وضربة قاصمة لمصداقية الولايات المتحدة ورئيسها “ترامب” في إيران.

كانوا يتحدثون عن استسلام إيران التام، فإذا بهم يُعلنون من طرف واحد أنهم يقبلون بوقف إطلاق النار ومن دون مفاوضات.. بل يسارع الرئيس الأمريكي بإعلان ذلك على عجل قبل 24 ساعة من انعقاد الكونغرس لتوجيه الاتهام له بأنه خاض حربا غير قانونية ضد إيران بما لذلك من تداعيات عليه، وبدوره يُرغم حليفه الصهيوني بقبول الأمر ذاته فيَقبل ذلك مذموما مدحورا.
كانوا يتحدثون عن وقف تخصيب اليرانيوم بالنسبة لإيران كشرط لوقف العدوان، فإذا بهذا الشرط يتبخر، وإذا بإيران تعلن أن ما جرى تخصيبه إلى حد الآن محفوظ في أماكن آمنة، وما تضرَّر ليس سوى المنشآت البارزة على وجه الأرض ولا شيء أكثر من ذلك.
كانوا يتحدثون عن تجريد إيران من قوتها الصاروخية كشرط آخر لأي اتفاق جديد مع الولايات المتحدة وكمطلب غير قابل للتنازل من قبل الكيان، فإذا بالقوة الجوفضائية لفيلق حرس الثورة  تضرب تل أبيب بقوة أكبر ساعات بعد إعلان ترامب وقف إطلاق النار… وبدل أن تخسر إيران قوتها الصاروخية طوَّرتها أكثر في حرب حقيقية على الميدان وضبطت بدقة صواريخها بشكل أفضل ضد الأهداف المرصودة، وكشفت ثغرات طبقات منظومات الدفاع الصهيونية الأمريكية جميعا، من “حيتس” إلى “ثاد” إلى “مقلاع داوود” إلى “القبة الحديدية”، جميعها ظهرت عاجزة أمام الصواريخ الإيرانية الذكية القادرة على ضرب أهدافها بدقة متناهية.. حتى أن الحديث بات جاريا اليوم عن نفاد مخزون الصواريخ الاعتراضية الصهيونية لكثرة فشلها في اعتراض الصواريخ المهاجِمة.
كانوا يتحدثون عن إسقاط النظام في إيران نتيجة لضرباتهم واستخداما لعملائهم، فإذا بهم لا يفشلون فقط في إسقاط النظام بل يكشفون عن شبكات جواسيسهم وكافة الأساليب التخريبية التي يعملون بها لكي تصبح من الآن فصاعدا بلا فعالية إذا ما استُخدمت في أماكن أخرى للتأثير على الأنظمة المعارضة لسياستهم. وكان ثمن ذلك استشهاد قادة إيرانيين من الصف الأول وعلماء ذرة كبار بعد الضربة الأولى بما يحمل ذلك من دروس لباقي قيادات العالم المناهضة للصهيونية أينما وجدوا.
كانوا يريدون الظهور بمظهر القوة التي لا تُقهر والتي ينبغي أن تُخيف كل دول المنطقة، لإخضاعها أكثر، فإذا بهذه القوة تُظهِر محدوديتها وضعفها الداخلي القاتل، ويتبين للدول التي جرى تخويفها أنه يكفي أن تمتلك ردعا قويا وصمودا لأيام وقدرة على رد الاعتداء لتقف نِدًّا لها وتُلحق بها الهزيمة المؤكَّدة، وفي ذلك إعلانٌ عن كون زمن التفوُّق الكبير قد ولىّ.
كانوا يعتقدون بأن روسيا والصين وكوريا الشمالية وباكستان -وجميعها دول نووية- ستتخلى عن إيران، فإذا بهذه القوى الكبرى جميعا تُعبِّر عن موقفها المساند لها، لاسيما أن ردها على العدوان كان في نطاق الرد المشروع وبعد إعلام مجلس الأمن والالتزام بقواعد الاشتباك، عكس الصهاينة وعكس الأمريكان الذي لم يتوقفوا عن التصرف برعونة ضد القانون الدولي وضد حتى القوانين الداخلية التي تحكم قرارات السلم والحرب بالنسبة للأمريكيين.

ومع ذلك تبقى كل هذه الانتصارات منقوصة وغزة اليوم مُحَاصَرة والشهداء يرتقون فيها بالعشرات غالبية منهم وهم ينتظرون توزيع بعض الطعام… ومن دون شك سيزيد الكيان الصهيوني من عدوانيته ضدهم تعويضا له عن خسارته الاستراتيجية هذه. ومع ذلك، فإننا نقول إنه لن يصمد كثيرا في ظلمه بعد اليوم وقد أصبحت جبهته الداخلية في أضعف حال، واحتدم الصراع بين مكوِّنات المجتمع الصهيوني الداخلية بعد الانهزام أمام إيران، وما فتئت عوامل الضعف والانقسام والإحباط النفسي تتضاعف بين فئات وطبقات مجتمعه المختلفة، بعد أن أدركوا أن كل ما يعرفونه من تفكُّك لأواصر كيانهم إنما هو نتيجة رعونة قادتهم الحاليين وإصرارهم على عدم الاعتراف بالحق الفلسطيني المشروع وبأن معركة “طوفان الأقصى” إنما كانت من أجل استعادة الحقوق، لا ظلما ولا عدوانا على أحد.
هي ذي خلاصة الموقف اليوم، رغم ما فيها من حسرة وألم على إخوة لنا مازالوا يقاومون حتى بالجوع والعطش، فهي تحمل الكثير من الأمل أن هناك من يقف نِدًّا لأمريكا والصهاينة في المنطقة ويستطيع أن يقول “لا” وينتصر.. وفي ذلك دلالة واضحة، أنهم لن يصنعوا الشرق الأوسط مستقبلا كما يريدون.. غدا سَتتعزَّز الجبهة المناهضة للمشروع الأمريكي بقوى أخرى وبِدول أخرى، خاصة الخليجية منها التي فهمت اليوم أن أمريكا التي لم تستطع هزيمة إيران لن تستطيع الدّفاع عنهم… المعادلة ستتغير في المستقبل القريب وليس المتوسط أو البعيد، لِصالحنا وليس لِصالحهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!