-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وفاة زوجته كان المنعرج.. وناقش الدكتوراه برئاسة مرتاض

هكذا أبدع الشاعر عثمان لوصيف في صمت وودع الجميع في صمت

صالح سعودي
  • 2996
  • 2
هكذا أبدع الشاعر عثمان لوصيف في صمت وودع الجميع في صمت
ح.م

لا يزال المثقفون وطبقة الشعراء في الجزائر يفدون تباعا على مدينة طولقة لتقديم العزاء لعائلة الشاعر عثمان لوصيف الذي وافته المنية يوم الأربعاء المنصرم، إثر متاعب صحية أدخلته مستشفى بن ناصر ببسكرة، ليفارق الحياة عن عمر يناهز 67 سنة، ترك وراءه إثراء طيبا في الجانب الشعري والإبداعي، ناهيك عن مناقشته لأطروحة الدكتوراه شهر أكتوبر 2016 في الأدب العالمي برئاسة الناقد عبد الملك مرتاض.
مر الشاعر عثمان لوصيف بمتاعب صحية ونفسية على مدار السنوات الماضية، إلا أن ذلك لم يمنعه من الوفاء لمساره الإبداعي ومشواره الأكاديمي في صمت إلى غاية رحيله عن هذا العالم في صمت، وعلاوة على بروزه اللافت كشاعر نال تقدير الكثير من النقاد والدراسين، فإنه وفق يوم 16 أكتوبر 2016 من مناقشة أطروحة الدكتوراه بجامعة السانية بوهران، حول الأدب العالمي بعنوان: “التجربة الشعرية عند “ج. ن. ارتور رامبو”، أمام لجنة متشكلة من الدكاترة الطاهر بلحيا مشرفا وعبد المالك مرتاض رئيسا، وعبد النّاصر اسطنبول ومحمّد بلّـــــوحي ولخضر بـــركـــــة ومحمّد السّعيدي كأعضاء مناقشين، حيث منحت له شهادة الدّكتوراه بدرجة مشرف جدا مع إذن بالطبع.

وفاة زوجته كانت المنعرج في حياته

وكان وزير الثقافة الحالي عزالدين ميهوبي من الذين احتكوا به خلال فترة الدراسة الجامعية، وبالضبط في الحي الجامعي وفي قسم الأدب واللغة العربية بجامعة باتنة نهاية السبعينيات ومطلع الثمانينات، وفي هذا الجانب يقول عزالدين ميهوبي في بعض كتاباته عن عثمان لوصيف: “كان أوّل لقاء بيننا في العام 1979 بباتنة حين سمعت منه “لامية الفقراء” فبدا لي أنّه شاعر لا يسعى إلى مجد أو شهرة، لكنّه يسعى إلى أن يجد في الناس من يسمع شعره فيحبّه. يكتب باستمرار، وما يدخل جيب باليمنى ينفقه باليسرى في طبع ديوان جديد، حتّى بلغت خزانته الثلاثين مجموعة شعرية أو أكثر”.
وقال ميهوبي عن عثمان لوصيف بأنه كان منجذبا إلى زوجته بوفاء نادر، فيذكرها في قصائده، ويضع صورتها على أغلفة مجاميعه الشعرية، وحين وافاها الأجل، رحل عن المكان، لتكون ظلاّ له أينما حلّ وارتحل، كما أشار ميهوبي إلى قصة إصدار عثمان لوصيف لديوانه الأول “الكتاب بالنار” عام 1982.
وفي هذا يقول عزالدين ميهوبي: “صدر ديوانه الأول بتصريح لي :”عثمان لوصيف هو أمير الشعراء في الجزائر” فانزعج أشباه الشعراء، لأنّهم لم يدركوا ذلك إلاّ بعد ثلاثين عاما من مكابدات عثمان الأسمر الطيب، ولم يفهموا شيئا إلا بعد أن وجدوا أنفسهم أمام شاعر مكتمل الموهبة، يمنح الشعر كلّ حياته، ولا يستجدي أحدا في أن يُوجِدَ له منبرا لينتزع اعتراف الناس بقدرته، وهو الذي يحقّ له أن يصدر أحكامه على من يشتغلون في حقل.. القصيدة”.

صمود عصامي وبروز شعري منذ الصغر

ويجمع الذين عرفوا عثمان لوصيف على عديد المتاعب التي واجهته في حياته، إلا أنه ظل وفيا لصموده العصامي، فرغم انقطاعه عن الدراسة إلا أن ذلك لم يمنعه من العودة ومواصلة المسيرة، والأكثر من هذا فقد كبر شعره وهو لا يزال في مرحلة الليسانس، بدليل إصداره لديوان شعري حين كان طالبا في جامعة باتنة. ويعد الشاعر الراحل عثمان لوصيف من مواليد 5 فيفري 1951 بطولقة التابعة إداريا لولاية بسكرة، حيث تلقى تعليمه الابتدائي وحفظ القرآن في الكتاتيب، ثم التحق بالمعهد الإسلامي ببسكرة الذي تركه بعد 4 سنوات، ليواصل دراسته معتمدًا على نفسه، ما مكنه من الحصول على شهادة البكالوريا، ليلتحق بمعهد اللغة والأدب العربي بجامعة باتنة وتخرج عام 1984. وقد انخرط في سلك التعليم لسنوات طويلة، حيث عمل أستاذا للأدب العربي في الطور الثانوي، ثم أستاذا مشاركا بجامعة محمد بوضياف بالمسيلة.
وحسب الذين عرفوه فقد أحب الموسيقى والرسم منذ طفولته، وبدأ نظم الشعر في سن مبكرة، كما قرأ الأدب العربي قديمه وحديثه وكذا الآداب العالمية، ومن بين الدواوين الشعرية التي أصدرها نجد: الكتابة بالنار 1982، شبق الياسمين 1986، أعراس الملح 1988، في الوقت الذي حصل على الجائزة الوطنية الأولى في الشعر 1990 . وعلى ضوء هذا البروز فقد أنجزت حول تجربته الشعرية عديد الدراسات ومذكرات الليسانس والماجستير، كما كتب عنه بعض الأدباء والنقاد، مثل إبراهيم رماني في كتابه أوراق في النقد الأدبي 1985، وميلود خيزار في مجلة المجاهد 1988 وعزالدين ميهوبي في بعض مقالاته وإصداراته وغيرهم.

عبد العالي مزغيش يرثي مبدع الزيبان
عثمان لوصيف.. شاعر الشعب والوطن عاش زاهدا ومات نظيفا

ودعت الساحة الأدبية الشاعر الكبير عثمان لوصيف، ابن مدينة طولقة بولاية بسكرة، والذي وافته المنية عن عمر يناهز 67 سنة، قضى أواخرها في صراع مع المرض بمستشفى بشير بناصر، أين دخل في غيبوبة فاقت الشهر، ثم انطفأت شمعة هذا الشاعر الكبير صبيحة الأربعاء الماضي، تاركا وراءه 18 ديوانا من الشعر ورصيدا لا يقدر بثمن من العلاقات الطيبة والمكانة السامية والنشاط الشعري والفكري المميز الذي جعل من الفقيد قامة من القامات المميزة في المشهد الشعري الجزائري والعربي.
وعلى إثر هذا المصاب الجلل وهذه الفاجعة التي ألمت بالساحة الأدبية الجزائرية، فإن أصدقاء الفقيد وكل من عرفوه طوال حياته سارعوا إلى التعبير عن حزنهم الشديد لفقدان هذا الشاعر الكبير، معتبرين رحيله خسارة كبرى للشعر والشعراء الجزائريين والعرب قاطبة. فالشاعر والصحفي عبد العالي مزغيش قال عن الشاعر الراحل إنه “علمنا من حيث لا يدري أن الكاتب الحقيقي والشاعر المحترم هو من يظل سامقا ساميا أمام مغريات الحياة.. لقد كان رحمه الله شاعر الشعب والوطن وشاعر الحب والشجن، وكان في حياته عصيا على التكريم، حيث رفض كل التكريمات الرسمية واستسلم على مضض وبعد إلحاح شديد تكريمات بعض الجمعيات الأهلية التي قدرت وثمنت مسيرته الشعرية، كما ذكّر الشاعر مزغيش عبد العالي بأن عثمان لوصيف رحمه الله تعرض للإقصاء والتهميش، ولكنه عاش نظيفا ورحل نظيفا، وهو طوال حياته كان يمثل نموذجا للتحدي والاصرار، فرغم مرضه استطاع أن يناقش رسالة الدكتوراه في الأدب العربي لتضاف هذه الدكتوراه لدواوينه التي ستخلده إلى الأبد، ومن جهته نعى اتحاد الكتاب الجزائريين فرع ولاية بسكرة شاعر الجزائر الكبير عثمان لوصيف، معتبرا خبر رحيله كوقع الصاعقة على الاتحاد وكل من عرف هذا الشاعر، فالجميع كان يتمنى تحسن حالته الصحية، لكن قدّر الله وما شاء فعل..
كما أضاف بيان اتحاد الكتاب الجزائريين ببسكرة “لقد فقد الشعر الجزائري قامة شعرية وأدبية سامقة وأحد أهم رموزه من الذين أسهموا بما قدموه من ثراء فكري ومعرفي وشعري في ترقية الشعر وسموه. للتذكير فإن الشاعر الكبير عثمان لوصيف رحمة الله عليه هو من مواليد العام 1951 بمدينة طولقة غربي ولاية بسكرة، تلقى تعليمه الابتدائي بمسقط رأسه ثم حفظ القرآن في الكتاتيب والتحق بالمعهد الاسلامي ببسكرة ليتركه بعد أربع سنوات ويواصل تعليمه عصاميا.
وبعد حصوله على البكالوريا التحق بمعهد الآداب واللغة العربية بجامعة باتنة، أين تخرج بشهادة الليسانس سنة 1984 ليلتحق بعدها بسلك التعليم في الطور الثانوي، وقد كان رحمه الله محبا للرسم والموسيقى ليصبح في سن مبكرة شاعرا مقتدرا وفحلا من فحول الشعراء المحدثين، فأشعاره كانت تدرس وتدرّس، وللشاعر 18 ديوانا شعريا نذكر منها الكتابة بالنار (1982) شبق الياسمين (1986) أعراس الملح (1988) وغيرها من الدواوين التي ستبقى تذكرنا بشاعر رحل بجسده وسيبقى خالدا بأشعاره وسمعته الطيبة ومكانته المرموقة كأحد أبرز ما أنجبت الجزائر في الساحة الأدبية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • karim

    و الله لو تحدثنا عن هذه القامة الدهر كله لما وفيناه حقه نعم الأستاذ فلقد تتلمذنا على يديه سنوات الثمانينات بثانوية الرائد محمد العربي بعرير بطولقة فكان تعم الأستاذ و نعم المربي فهيهات بين الأمس و اليوم رحمك الله أستاذي الفاضل جعل لك فضلك علينا في ميزان حسناتك و أسكنك جنة الخلد مع الأنبياء و الصالحين أمين.

  • الجنوبي

    رحم الله شاعر طولقة والجزائر ...... وهل ستتذكره الغبريطة وزبائنها الذين يكذبون علينا صباح مساء بأننا سنعتمد على شعرائنا وادبائنا في الكتب المدرسية او لانه عربي تم قبره مباشرة بعد 1990 ولليوم ولم يتم ذكره يوم من طرف وزارة التربية ولا قنوات الجهوية والعنصرية .... هم يذكرون يوميا نفس الاشخاص ومن ولاية واحدة لتمرير لهجتهم الدارجة حتى تمرر لنا الغبريطة وزبانيتها هذه الدارجة او العربية المكسرة على انها لغة الجزائريين ... لا احد بامكانه تحديد لهجات الجزائريين وهي بعدد بلدياتها 1541 وعليه الوحيد الذي يمكنه توحيدنا هي اللغة العربية الفصحى وهنا اتكلم على الغالبية اما الاقلية فالتثمت امام الاغلبية ...