هكذا تعرّض بلومي ورحيم وآخرون لإصابات خطيرة مثل قندوسي

لا يزال اللاعب قندوسي محل تضامن واسع بعد الإصابة الخطيرة التي تعرض لها مؤخرا في الساق، إثر تدخل عنيف من طرف اللاعب فاركو ياسين الملاح، خلال مباراة فريقه نادي سيراميكا كليوباترا ضد نادي فاركو في الدوري المصري، ما جعل مختلف الأوساط الشعبية والرسمية تعبر عن عميق حزنها وأسفها بعد الذي حدث لقندوسي، متمنين له الشفاء العاجل والعودة سريعا إلى أجواء الميادين لمواصلة التألق وصنع التميز مع فريقه وكذلك بألوان المنتخب الوطني.
أعادت الإصابة الخطيرة التي تعرض لها اللاعب الدولي قندوسي إلى الواجهة إصابات مماثلة تعرض لها لاعبون بارزون سبق لهم أن خطفوا الأضواء في البطولة الوطنية وألوان المنتخب الوطني أو في دوريات أوروبية وعربية مختلفة، حيث لا تزال الجماهير الجزائرية تتذكر الإصابة الخطيرة التي تعرض لها النجم الكروي الساق لخضر بلومي في ليبيا على يد اللاعب أبو بكر باني، ما حرمت مايسترو “الخضر” في الثمانينيات من خوض تجربة احترافية عالية المستوى مع أندية أوروبية كبيرة أبانت عن خدمات كبيرة للظفر بخدماته، كما يتذكر الجمهور الجزائري ما تعرض له محبوب أنصار اتحاد الجزائر خلال التسعينيات عز الدين رحيم حين تلقى إصابة بالغة الخطيرة بعد تدخل خشن من المدافع لعزيزي خلال الداربي العاصمي بين الاتحاد والمولودية. وفي السياق ذاته عرف “كان 2019” تعاطفا واسعا من الجماهير مع المدافع عطال إثر الإصابة التي تلقاها على مستوى الذراع في مباراة كوت ديفوار. بعد هجمة سريعة قادها ابن نادي بارادو، إصابة أثارت الهلع وخلفت الكثير من التعاطف، خاصة وأن الكثير تخوف على مستقبل اللاعب الكروي. ودائما مع الإصابات فإن النجم السابق رابح ماجر تعرض ثمانينيات القرن الماضي إلى تمزق عضلي فوت عليه فرصة إبرام صفقة مع عض الفرق الكبرى الناشطة في البطولات الأوروبية، بعد تألقه اللافت مع نادي بورتو وإحرازه كأس أوروبا للأندية البطلة بألوان نادي بورتو البرتغالي على حساب بايرين ميونيخ بفضل هدفه الشهير. كما يتذكر الجمهور الجزائري ما حدث لعدة لاعبين بارزين تسببت الإصابات الخطيرة في إنهاء مشوارهم الكروي، على غرار بلباي وحرشاش ومغني وغيرهم من النجوم التي كان بمقدورها الذهاب بعيدا في مشوارها الاحترافي وكذلك بألوان المنتخب الوطني.
وتعد الإصابة التي تعرض لها الدولي السابق مراد مغني من الأحداث التي تأثر لها الجمهور الجزائري قبل أيام قليلة عن مونديال 2010، حتى أن الناخب الوطني السابق رابح سعدان لم يتمالك نفسه وذرف الدموع حزنا وأسفا على خسارة جوهرة فنية اختارت ألوان المنتخب الوطني وساهمت في بعض أفراحه، فيما كانت الإصابة الخطيرة التي تعرض لها النجم الجزائري السابق لخضر بلومي منتصف الثمانينيات، من الأحداث التي هزت الرأي العام الجزائري، وهو الذي كان قادرا على الذهاب بعيدا لولا حادثة ليبيا يوم 19 مارس 1985، حين تعرض لإصابة خطيرة في ملعب طرابلس، خلال المباراة التي جمعت بين اتحاد طرابلس وغالي معسكر، لحساب مقابلة العودة من منافسة كأس إفريقيا للأندية البطلة. وقد صنف المتتبعون ذلك الحدث بأنه أسوأ ذكرى في مشوار أسطورة الجزائر لخضر بلومي، خاصة وأن تلك الإصابة حرمته من اللعب لمدة 8 أشهر. كما كان النجم السابق رابح ماجر هو الآخر ضحية تأثير بعض الإصابات على مشواره الكروي، على غرار تلك التي تعرض لها مع فريق فالانس الاسباني، والمتمثلة في تمزق عضلي على مستوى الفخذ الأيسر، إصابة حالت دون توقيعه لعقد مغري مع نادي بايرن ميونيخ وآخر مع آنتير ميلانو الإيطالي، خصوصا وأن تلك العقود كانت بمثابة فرصة حقيقية للبروز أكثر في أقوى البطولات الأوروبية. ورغم الإصابة فقد حافظ على مكانته كلاعب أساسي في نادي بورتو البرتغالي، ما زاد في الشعبية التي يتمتع بها ماجر في الوسط الكروي البرتغالي، بعد مساهمته الفعالة في التتويج بلقب كأس أوروبا للأندية البطلة أمام نادي بايرن ميونيخ الألماني.
ومن بين الإصابات الخطيرة التي عرفتها البطولة الوطنية، هي تلك التي تعرض لها المدلل السابق لأنصار اتحاد الجزائر عز الدين رحيم، كان ذلك موسم 95-96، إثر تدخل خشن من المدافع السابق لمولودية الجزائر طارق لعزيزي، إصابة أرغمت رحيم على الابتعاد عن الميادين لمدة طويلة، وحرمته من فرصة مهمة للاحتراف في بلجيكا، وقضت على مشواره مع المنتخب الوطني، قبل أن يعود تدريجيا إلى الميادين، بألوان اتحاد الجزائر ثم شباب باتنة وشباب قسنطينة ووفاق سطيف وشبيبة بجاية وأهلي البرج وغيرها، حيث بقي محافظا على بصمته الفنية التي جعلته يخرج من أوسع الأبواب. يحدث هذا في الوقت الذي يحمل المدافع السابق عبد الرزاق حماني في ذراعه مسمارين من حديد وضعا له عقب تعرضه لإصابة خطيرة في فترة الثمانينيات مع شباب بلوزداد، فيما تلقى اللاعب السابق لوفاق سطيف رضا بن دريس إصابة أنهت مشواره الكروي في عز شبابه.
وبعيدا عن الإصابات الخطيرة التي أرغمت بعض اللاعبين عن الابتعاد مؤقتا عن أجواء الميادين، وآخرون أرغموا على الاعتزال، فإن الآمال معلقة على عودة سريعة للاعب قندوسي بعد الاستفادة من فترة 4 أشهر علاج، أملا في استعادة إمكاناته في أسرع وقت حتى يكون حاضرا مع المنتخب الوطني في النسخة المقبلة من “الكان” أو في نهائيات كأس العالم. وفي هذا الجانب، فقد نجا عدة لاعبين من المنتخب الوطني من إصابات ناجمة عن تدخلات خطيرة، مثلما حدث قبل سنوات لبن سبعيني في الدوري الفرنسي، وكذلك زميله وناس، إضافة إلى نجم “الخضر” رياض محرز حين كان ينشط في الدوري الانجليزي، ما جعل المدرب غوارديولا يتدخل محتجا على الحكم، وداعيا إلى حماية اللاعبين من التدخلات الخشنة، كما كان الهداف بونجاح ضحية اعتداءات خطيرة وكثيرة في الدوري القطري، من ذلك التدخل العشوائي للاعب فييرا، وهو ما يؤكد أن الإصابات هي العدو الحقيقي للاعبين فوق الميادين.. وخارج الميادين أيضا.