-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
إقبال كبير على العملية والشروق تستطلع الأجواء

هكذا تمكّن المواطنون من اقتناء الأضاحي المستوردة

بلقاسم حوام
  • 10283
  • 0
هكذا تمكّن المواطنون من اقتناء الأضاحي المستوردة
ح.م

تحوّلت عملية بيع الأضاحي المستوردة إلى أهم حدث يترقبه الجزائريون في كل منطقة، حيث يتم تتبّع أخبار موعد وصول الأضاحي وتاريخ تسويقها ومصدرها هل هي من رومانيا أو إسبانيا، وفي اليوم الموعود تتجهز المصالح الإدارية والأمنية لتأطير العملية وتمكين المواطنين من اقتناء الأضاحي في أحسن حال، وهو ما عايشته الشروق التي حضرت العملية في ثاني أكبر بلدية من ناحية الكثافة السكانية وطنيا وهي بلدية أولاد يعيش بالبليدة..
لم يعد شراء أضحية حلما صعب المنال عند شريحة من الجزائريين، بعد استيراد الأضاحي في أكبر عملية في تاريخ الجزائر والتي استهدفت استيراد مليون أضحية، أين باتت السفن المحمّلة بالأغنام الإسبانية والرومانية تتوافد على مختلف الموانئ ومن ثمة تحويلها إلى أقصى مناطق الوطن برا وبحرا وجوا، وهذا لتمكين أكبر فئة من المواطنين من الاستفادة من هذه العملية، التي عاشتها الشروق بأدق تفاصيلها ورافقت المواطنين في رحلة اقتناء أضحية مستوردة بسعر معقول بعيدا عن الأسعار الملتهبة للأضاحي المحلية..

تتبّع الأخبار دقيقة بدقيقة..
قبل وصول الأضاحي المستوردة من رومانيا إلى بلدية أولاد يعيش بولاية البليدة وبالتحديد بالمستودع الكبير بحي فتال، قبل 20 يوما، شرع السكان في تداول الأخبار والاستقصاء عن العملية لدرجة أن العديد من المواطنين كانوا كل يوم يقصدون المستودع للسؤال عن موعد وصول الأضاحي أين كانت العملية تتأجل كل يوم، حتى جاء اليوم الموعود وشاهد السكان وصول الشاحنات المحملة بالأضاحي المستوردة والشروع في إدخالها للمستودع، والإعلان أن عملية البيع ستكون في اليوم الموالي، على الساعة الثامنة صباحا بتاريخ 26 ماي الجاري، ومباشرة بعد انتشار الخبر وتطويق رجال الدرك للمكان والشروع في وضع سياج حديدي لتنظيم العملية، حتى شرع المواطنون في تشكيل الطابور وحجز أماكنهم ليكونوا من الأوائل الذين يستفيدون من العملية التي تشمل تسويق 500 رأس غنم قادم من رومانيا.

تنظيم محكّم للعملية ولا مجال للخطأ
ومع إقتراب موعد الشروع في بيع الأضاحي بدأ رجال الدرك يشددون الحماية والحراسة وتنظيم المواطنين، وكانت رئيسة دائرة أولاد يعيش تطوف على المنظمين وتحثهم على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لإنجاح العملية التي تجندت لها كل من مديرية الفلاحة لولاية البليدة ومديرية التجارة ورئيس بلدية أولاد يعيش بالنيابة وإطارات بالولاية والدائرة الذين اصطفوا في طاولة، لبداية استقبال المواطنين، وقبل أن تتم عملية البيع أصرت رئيسة الدائرة أن يتم مراقبة جميع الأضاحي من طرف البياطرة الذين كانوا يقومون بعملهم على أكمل وجه ويفحصون الأضاحي ويعزلون كل أضحية بها مرض أو عيب لتفادي تسويقها للمواطنين.

هكذا تتم عملية البيع..
ومع اكتمال عدد المؤطرين والمشرفين على العملية من مختلف المصالح، بدأت عملية تسويق الأضاحي، وفق تنظيم محكم مع إمكانية الدفع الإلكتروني، حيث كان رجال الدرك، ينظمون الصفوف ويرسلون المواطنين على شكل دفعات من خمسة أشخاص، لتفادي الاكتظاظ، وكان كل مواطن يظهر بطاقة هويته وبعدها يخير بين الدفع الإلكتروني أو في مركز البريد الذي كان قريبا من المكان ولا يبعد سوى أمتار قليلة وتم تجنيده لإنجاح العملية، وبعد تسديد المبلغ وإظهار الوصل، يتم مرافقة المستفيد إلى مكان بجوار المستودع الكبير الذي كانت بداخله الأضاحي، وكان القائمون على العملية يخرجون دفعات من 30 خروفا للخارج يختار منها المواطن ما يناسبه بكل حرية..
واهتدى القائمون على العملية إلى تنظيم طابور خاص بالنساء لتفادي الاختلاط مع الرجال، ورغم قلة عدد النسوة غير أنهن استفدن من العملية وأقدمن على اختيار الأضحية مصطحبات معهن الأطفال الذين أبدوا فرحة كبيرة وهم يلاعبون الأضاحي.

مواطنون يشيدون بالعملية
ورغم الإقبال الكبير على شراء الأضاحي المستوردة، غير أن العملية تمت بكل سلاسة وإحكام وكان المواطنون يتحصلون على الأضاحي بدون تفرقة ولا تمييز، وأبدى الكثير منهم فرحتهم لتمكّنهم هذا العام من إحياء شعيرة النحر، حيث أكد شاب في الأربعينات يعمل عون أمن، أنه لم يضح منذ أربع سنوات بسبب الغلاء الكبير للأضاحي، “والحمد لله، تمكّنت هذا العام من شراء أضحية بسعر معقول وسأتمكّن من التقرب إلى الله وإسعاد الأطفال الذين لم يناموا البارحة من شدة انتظارهم وشغفهم بالأضحية. ومن جهته، قال مواطن آخر يعمل تاجرا متنقلا، أنه كان ضمن أول الحاضرين في الطابور للاستفادة من العملية لقناعته، أنه من لم يتحصل على الخروف المستورد لن يحيي شعيرة العيد هذا العام بسبب الغلاء الكبير للأضاحي المحلية، وهو ما جعله يترقب منذ مدة قدوم الأضاحي المسوردة “والحمد لله، كنت اليوم من المستفيدين من العملية بفضل القرار الحكيم لرئيس الجمهورية، الذي قرر تمكين أكبر عدد من الجزائريين من فرحة العيد..”.

نصائح بيطرية وعزل الأضاحي المصابة
وشهدت هذه العملية إنزالا للبياطرة الذين كان عددهم يزيد عن خمسة بياطرة، شرعوا في الساعات الأولى من الصباح في تفقد جميع الأضاحي، للوقوف على وضعهم الصحي، حيث تم عزل بعض الأغنام المصابة والمنهكة من السفر، لتفادي تسويقها للمواطنين، وأكدت مسؤولة الفرقة البيطرية أن الأغنام المستوردة من رومانيا يجب التعامل معها بمرونة كبيرة في النظام الغذائي، بحكم أنها أغنام متعودة على أكل العشب الأخضر وتعيش في جو بارد طوال العام، وهذا ما يجب أخذه بعين الاعتبار وتفادي منحها حشيش جاف في المرة الأولى لأنها سترفض استهلاكه وهذا ما يعرضها للجوع والتعب، وانتقدت المتحدثة المواطنين الذين يمنحون لهذه الأغنام بعض الأغذية التي لم تتعود عليها، على غرار الخبز اليابس وهذا ما يعرضها للانتفاخ وربما للإصابة بأمراض خطيرة، ونصحت المتحدثة المواطنين بضرورة التقيد بالنصائح البيطرية للحفاظ على هذه الأضاحي التي كانت في بيئة مغايرة تماما للبيئة التي نعيشها ما يتطلب التعامل معها بمرونة وتفادي تعريضها للحرارة والشمس..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!