-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يعد أبرز مناسبة كروية حضرها.. هنأ القبائل وتضامن مع الشلفاوة

هكذا سلم بوضياف كأس الجمهورية للاعبي الشبيبة قبل 3 أيام من اغتياله

صالح سعودي
  • 2137
  • 1
هكذا سلم بوضياف كأس الجمهورية للاعبي الشبيبة قبل 3 أيام من اغتياله
ح.م

سجل الرئيس الراحل، محمد بوضياف، حضوره في مناسبات رياضية كروية قليلة، ولعل أهمها نهائي كأس الجمهورية، الذي جرى يوم 26 جوان 1992، بين شبيبة القبائل وجمعية الشلف، وذلك في ملعب أحمد زبانة بوهران، حيث عادت الكلمة لأبناء جرجرة، بهدف وحيد، وقعه اللاعب حكيم أمعوش في مرمى شرفي نور الدين، وبعد 3 أيام من ذلك اغتيل بوضياف خلال لقاء عقده مع أعضاء المجتمع المدني في دار الثقافة بمدينة عنابة، ما جعل تلك الصورة لا تزال راسخة في أذهان الجزائريين.

إذا كان الجزائريون يستعيدون مع نهاية شهر جوان من كل عام، ذكرى اغتيال الرئيس الراحل، في دار الثقافة بعنابة، وهو الاغتيال الذي لا يزال يطرح الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام، فإن علاقة الرئيس بوضياف مع الرياضة والمناسبات الكروية تبدو قليلة أو نادرة، وهذا قياسا برؤساء الجمهورية الذين تداولوا على الجزائر، على غرار بن بلة وبومدين والشاذلي والبقية، فعلاوة عن قصر مدة رئاسته للمجلس الأعلى للدولة، التي لم تدم سوى 5 أشهر، فإنه لم يحضر سوى مناسبات كروية قليلة، ولعل أشهرها نهائي 92 من منافسة كأس الجمهورية بملعب الشهيد زبانة بوهران، وهو النهائي الذي فازت به شبيبة القبائل على حساب جمعية الشلف، حيث تولى تسليم الكأس والميداليات، مثلما تعاطف مع لاعبي جمعية الشلف الذين تأثروا بالخسارة، لكن بعد 3 أيام من ذلك النهائي تم اغتياله في الرحلة التي قادته إلى مدينة عنابة.

أمعوش يحتفظ بذكرى الكأس وجحنيط طرد تحت أنظار بوضياف

لا يزال بعض اللاعبين الذين نشطوا ذلك النهائي يحتفظون ببعض ذكرياتهم مع الرئيس المغتال محمد بوضياف، سواء قبل وقبل وأثناء اللقاء، أم خلال تسلمهم الميداليات بعد إعلان صافرة النهاية من طرف الحكم مسعود كوسة، وفي هذا الجانب، يقول مسجل هدف نهائي 92 حكيم أمعوش في تصريحات إعلامية سابقة “تتويجي موسم 1991/1992 بكأس الجمهورية مع شبيبة القبائل حدث لن أنساه، خاصة وأننا استلمناه من يدي الرئيس الراحل محمد بوضياف، الذي اغتيل بعدها بأيام قليلة.. لن أنسى هذا الحدث حتى أغادر هذه الدنيا، كما سأظل احتفظ بصورة تسلمي الميدالية من يديه”، أما زميله في الشبيبة عبد الرزاق جحنيط فله ذكرى سيئة في هذا النهائي، وهذا على الرغم من تتويجه بالكأس، وهذا بسبب تلقيه البطاقة الحمراء مباشرة بعد دخوله بديلا في مكان زميله مفتاح، حيث صرح في وقت سابق للشروق قائلا: “كنت مرشحا للعب أساسيا، بعد أن ساهمت في الفوز المحقق في الدور نصف النهائي أمام نصر حسين داي، لكن ليلة اللقاء حدثت قرارات غير مفهومة في التشكيلة، ولم يتم إشراكي أساسيا، ما جعلني أستاء مما حدث، ولما دخلت بديلا في الشوط الثاني على وقع التعادل وحدة الضغط، وفي عز النرفزة تعرضت إلى استفزاز من أحد لاعبي جمعية الشلف الذي شتم أمي، لم أتمالك أعصابي فضربته، وكانت النتيجة تعرضي للطرد، شيء مؤسف ما حدث”، وأضاف جحنيط بالقول “أتأسف على كل ما بدر مني، خاصة أن ذلك حدث في مباراة هامة وتحت أنظار الرئيس بوضياف رحمه الله الذي يعد شخصية وطنية معروفة ومحترمة، ناهيك عن حضور الرسميين. أجدّد اعتذاري عما بدر مني”.

أمعوش حسم النهائي في الدقيقة التسعين

وبعيدا عن حادثة اغتيال الرئيس الراحل محمد بوضياف التي ستبقى في أذهان الجزائريين على مر السنين، فإن نهاي الكأس لعام 92 الذي يعد أول وآخر نسخة حضرها أحد قيادات الثورة التحريرية، كان من المباريات التي اتسمت بالندية والصعوبة، حيث لم يتم الحسم في النتيجة إلا بعد مضي 90 دقيقة كاملة، كان ذلك من طرف حكيم أمعوش الذي باغت حارس جمعية الشلف شرفي نور الدين في آخر أنفاس الوقت الرسمي إثر هجمة سريعة مصحوبة بخطأ في الدفاع، حدث ذلك في ملعب احمد زبانة بوهران، وسط حضور حوالي 35 ألف متفرج، حيث أدار النهائي المذكور مسعود كوسة بمساعدة قدوري ومجيبة. وقد لعبت شبيبة القبائل بالتشكيلة التالية: عمارة، كعروف، بن حملات، رحموني، حفاف، مفتاح (جحنيط)، عدان، أمعوش، صايب، آيت الطاهر، وتحت قيادة المدرب نور بن زكري، أما جمعية الشلف التي كان يدربها مصطفى مكسي فقد دخلت بالتشكيلة التالية: شرفي، ودان، بوهلة، عاشور، قوادرية، محمدي، حمراني، ناصف بن شرقي، بودرساية (بن صالح)، بن علي، طاليس.

ومعلوم أن الرئيس الراحل الذي اغتيل يوم 29 جوان 1992 بعنابة يعد من أبرز المخططين والمحضرين للثورة التحريرية، من مواليد 23 جوان 1919 بالمسيلة. في سنة 1942، اشتغل بمصالح تحصيل الضرائب بجيجل. انضم إلى صفوف حزب الشعب وبعدها أصبح عضوا في المنظمة الخاصة في 1950، وقد حوكم غيابيا إذ التحق بفرنسا في 1953، حيث أصبح عضوا في حركة انتصار الحريات الديمقراطية. وبعد عودته إلى الجزائر، ساهم في تنظيم ميلاد اللجنة الثورية للوحدة والعمل، وكان من بين أعضاء مجموعة ال22 المفجرة للثورة التحريرية. فيما اعتقل في حادثة اختطاف الطائرة في 22 أكتوبر 1956 من طرف السلطات الاستعمارية التي كانت تقله ورفقائه من المغرب إلى تونس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • وركلة

    الله يرحمه. كان يريد أن يكون رئيسا فعليا... الله غالب