هكذا صنع نجوم الأفلان أمجاد الكرة الجزائرية ومنحوها أغلى الألقاب
لا يزال خبر رحيل النجم الكروي السابق، رشيد مخلوفي، حديث الشارع الكروي في الجزائر وفرنسا، خاصة في ظل الفراغ الذي خلفه، بحكم أنه يعد أحد صانعي مجد الكرة الجزائرية، خلال الثورة وبعد الاستقلال، وهو الأمر الذي يعيد إلى الواجهة عدة أسماء كروية بارزة، تعد من خيرة إطارات فريق جبهة التحرير الوطني، التي أهدت الكرة الجزائرية تتويجات وإنجازات نوعية، مثل كرمالي ولعريبي وزوبا والبقية.
يسير نجوم فريق جبهة التحرير الوطني نحو الرحيل تباعا عن هذا العالم، وهذا بعد سنوات طويلة من التضحيات وتحقيق أفضل الإنجازات الفردية والجماعة، سواء على صعيد الأندية أم المنتخبات الوطنية، حيث فقدت الساحة الكروية أغلبيتهم في السنوات الأخيرة. آخرهم النجم الكروي رشيد مخلوفي وقبل ذلك سعيد عمارة والأخوان سوكان وكرمالي وبخلوفي ورواي ومختار لعريبي وبوبكر والقائمة طويلة.
وقد ساهم في صنع مجد فريق الأفلان لاعبون تألقوا مع فرق معروفة ناشطة في البطولة الفرنسية، كان ذلك خلال فترة الخمسينيات، وفي مقدمة ذلك الهداف رشيد مخلوفي الذي وافته المنية مؤخرا.. وهو الذي ترك بصمته بشكل لافت مع نادي سانت ايتيان وأندية أخرى. شأنه في ذلك شأن المدافع القوي زيتوني الذي ضحى هو الآخر بكأس العالم 1958 مفضلا نداء الوطن والتوجه مباشرة إلى تونس لتشكيل نواه فريق الأفلان، إضافة إلى مختار لعريبي وعبد الحميد كرمالي وسعيد عمارة وغيرهم، حيث تشكل تعداد فريق الأفلان من 32 لاعبا كانوا ينشطون مع مختلف الأندية الفرنسية، فيما كانت التشكيلة الأساسية تعتمد عادة على العناصر التالية: عبد الرحمان بوبكر ودحمان دفنون ومصطفى زيتوني ومحمد سوكان ومختار لعريبي وعمار رواي وعبد الحميد كرمالي ورشيد مخلوفي وسعيد براهيمي وعبد العزيز بن تيفور وعبد الحميد بوشوك.
ويجمع الكثير من المتابعين على أن مهمة عناصر فريق جبهة التحرير الوطني لم تقتصر على البروز في الفترة ما بين 1958 و1962، في إطار التعريف بمغزى وهدف وغايات الثورة التحريرية، بل واصلت التحدي بعد الاستقلال بعدما تحول أغلبهم إلى إطارات تقنية لها ثقلها في المنظومة الكروية، من خلال اتصالهم الدائم بالميدان الرياضي وإشرافهم على أندية ومنتخبات حققوا معها نتائج مميزة، بدليل إحراز مخلوفي ميداليتين ذهبيتين منتصف السبعينيات، الأولى في الألعاب المتوسطية عام 1975 أمام المنتخب الفرنسي، وأخرى في إطار الألعاب الإفريقية عام 1978. أما كرمالي، فقد كان وراء التتويج الوحيد للمنتخب الوطني بلقب كأس أمم إفريقيا عام 1990 على حساب منتخب نيجيريا، والكأس الأفرو آسيوية في العام الموالي أمام منتخب إيران، ناهيك عن تجاربه المهنية الناجحة مع الأندية محليا وخارج الوطن. كما تألق عبد الحميد زوبا ومختار عريبي اللذان تحصلا على كأس إفريقيا للأندية البطلة، الأول عام 1976 مع مولودية الجزائر والثاني مع وفاق سطيف عام 1988، ناهيك عن تميزهما في تونس وليبيا وعدة بطولات عربية. فيما وصل المرحوم رواي إلى الدور النهائي لذات المنافسة عام 1989 حين كان مدربا لمولودية وهران. أما محمد معوش الذي لا يزال على قيد الحياة، فقد ساهم بشكل فعال في تأهيل المنتخب الوطني لأول مرة إلى نهائيات كأس العالم 82، بمعية روغوف وسعدان. مثلما كان لسعيد عمارة تجربة مهمة مع المنتخب الوطني ومولودية سعيدة التي منح لها لقيا محليا. مثلما برز في التسيير على مستوى الفاف رابطة سعيدة. وهو ما يعكس الدور الكبير لهذه الوجوه الكروية التي قدمت تضحيات جساما لرفع راية الجزائر في عز الثورة وبعد الاستقلال. وهذا باعتراف تقنيين كبار يتقدمهم شيخ المدربين الجزائريين رابح سعدان.