-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وفاتها خلفت صدمة في الوسط الكروي والجمعوي بسعيدة

هكذا طلّقت زوجة سعيد عمارة رفاهية فرنسا حبا في الجزائر وثورة التحرير

صالح سعودي
  • 4514
  • 2
هكذا طلّقت زوجة سعيد عمارة رفاهية فرنسا حبا في الجزائر وثورة التحرير
ح م
سعيد عمارة

خلف خبر وفاة المجاهدة الحاجة يمينة، زوجة لاعب فريق جبهة التحرير سعيد عمارة، صدمة كبيرة في الوسط الكروي والجمعوي بولاية سعيدة، حيث أشاد الكثير بخصالها الحميدة، ووفائها للجزائر، بعد ما طلقت رفاهية فرنسا دون رجعة، رغم أن أصولها فرنسية، حيث عرفها الكثير بتضحياتها خلال الثورة التحريرية وبعد الاستقلال، ووقفتها البطولة مع زوجها بفرنسا قبل التحول إلى تونس استجابة لنداء جبهة التحرير الوطني.

وتعد المجاهدة والمناضلة الحاجة يمينة (فرنسية الأصل)، عينة من نساء وضعن الجزائر في المقام الأول رغم أصولهن غير الجزائرية، وكانت خير سند لزوجها سعيد عمارة الذي تألق بألوان فريق جبهة التحرير الوطني والمنتخب الوطني، ولاعبا محترفا في البطولة الفرنسية خلال فترة الاستعمار، حيث أنها من مواليد 1939 بستراسبورغ الفرنسية، يتيمة الوالدين، فضلت مشاركة زوجها في السراء والضراء، فعاشت معه أجمل مسيرة حب طوال 61 سنة، ومنحت أصدق الوفاء لزوجها وللجزائر أثناء الثورة التحريرية وبعد الاستقلال.

قصة السيدة عمارة رحمها الله، حملت في طياتها الكثير من المعاني الصادقة والوفاء والتضحية، طلقت كل شيء في فرنسا من أجل المشاركة والدفاع عن القضية الجزائرية إبان الثورة التحريرية، وهذا منذ أن التقت وتزوجت مع مايسترو فريق “الأفلان” سنة 1958 بستراسبورغ الفرنسية وهي لا يتجاوز عمرها 19 سنة، فأنجبت معه أربعة أولاد، اثنان منهما ولدا في فرنسا.

هذه قصة الهروب من فرنسا استجابة لنداء جبهة التحرير

وكانت المرحومة يمينة قد سردت ذكرياتها لـ”الشروق اليومي” بمعية زوجها سعيد عمارة، وكشفت بذلك عن وفائها للجزائر وتلبيتها لنداء الجبهة في عز الثورة التحريرية، رغم كل الصعوبات والأخطار، خاصة من جانب المخابرات الفرنسية “اليد الحمراء”، بدليل هروبها مع زوجها من فرنسا إلى الحدود السويسرية للانضمام إلى رفقاء بومزراق في فريق جبهة التحرير الوطني بتونس، كان ذلك في نهاية أكتوبر 1959، بعد اتصال من  معوش الذي كان رفقة زوجته، وتم وقتها تجهيز السفر من طرف سفير الجزائر بالصين الذي حضّر لهم جواز السفر العائلي، وتمت عملية الفرار على متن سيارة من نوع “دوفين” بنجاح، بعد صعوبات كبيرة قصد الإفلات من أجهزة الأمن الفرنسية ومخابراتها نحو الحدود السويسرية، واللحاق برفقاء جبهة التحرير الوطني بتونس، مشيدة بالدور الفعال الذي كانت تقوم به المخابرات السرية للجبهة التي حمتهم من المخابرات الفرنسية التي يطلق على تسميتها “اليد الحمراء”، خاصة وأنها فرنسية متزوجة بجزائري.

ساهمت في تأسيس اتحاد النساء الجزائريات ووالدها قتله الألمان

ساهمت الحاجة يمينة في تأسيس اتحاد النساء الجزائريات بتونس أثناء الثورة التحريرية سنة 1961، وهذا رفقة عدة نسوة بعضهن زوجات لاعبي فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم تحت إشراف مناضلات لهن اسما تاريخيا تحت لواء الآفلان، وقد قالت المرحومة في هذا الجانب: “من واجبي المساهمة دون جزاء أو شكور، ما قدمته كان عن قناعة بغية تأسيس الاتحاد النسوي الجزائري بتونس أثناء الثورة، حيث كانت الثورة في حاجة ماسة إليه، لخدمة هدف الاستقلال، ودور المرأة أثناء هذه الحقبة الاستعمارية، كان له الأثر الإيجابي في تحقيق النصر…”. ومن الجوانب التي تعكس وفاءها لعائلة زوجها، هو أن اسم يمينة الذي أطلقته على نفسها، هو اسم والدة سعيد عمارة، في الوقت الذي تستعيد ظروف وفاة والدها بكثير من الحزن، حيث قتل في ظروف مأساوية خلال الحرب العالمية الثانية، بعد أن انفجرت عليه قنبلة زرعت بمسكنه العائلي بستراسبورغ من طرف الألمان.

اعتنقت الإسلام عن قناعة ولست نادمة على تطليقها لفرنسا

أجمع الكثير ممن تحدثوا لـ”الشروق”، بأن  الفقيدة يمينة تعد في مرتبة الأم في سعيدة، كما أنها معروفة بأعمالها الإنسانية، والخدمات التي تقدمها للمساكين وذوي الحاجة، وحسب الكثير ممن يعرفها فإن السيدة الفرنسية الأصل وفية للجزائر ولعائلتها الكبيرة والصغيرة، لها مكانة خاصة في قلوبهم، والشيء الملفت للانتباه، اندماجها مع تقاليد المجتمع السعيدي، حيث كانت تتكلم العربية بالدارجة وتفهمها جيدا، وتكيفت مع تقاليد الوهابة، عرش عائلة عمارة الكبير بمنطقة سعيدة، وتتقن تحضير حريرة رمضان وحلويات العيد والكسكسي، ومختلف الأطباق الأخرى المشهورة بمنطقة سعيدة، كما تشارك العائلات السعيدية أفراحهم وأحزانهم، ما جعلها جزءا لا يتجزأ من سكان ولاية سعيدة والجزائر العميقة، ومن ضمن ما قالته لـ”الشروق”: “اعتنقت الإسلام في وقت مبكر من عمري عن قناعة ولم اندم أبدا بخصوص مشاركتي في القضية الجزائرية أثناء الثورة ضد المستعمر الفرنسي…”.

آخر نصيحة لها: على الجيل الحالي أن يحترم القدامى 

ومن ضمن ما قالته الحاجة يمينة لـ”الشروق” قبل حوالي عام عن وفاتها هو ان الوضع الكروي تغير، معتبرة بأن المال أفسد الكرة، ودعت الجيل الحالي إلى احترام القدامى، حيث قالت  في هذا الجانب “على الجميع التجند لخدمة الكرة الجزائرية واستقرار البلاد والعباد، وهذا مهم في الظرف الحالي”، داعية إلى عقد صلح جماعي بين جميع الناشطين، ومناقشة عالم الاحتراف لإعادة الاعتبار للكرة الجزائرية، وهذا لا يتطلب في نظرها سوى حسن النية، لأن الكرة حسب قولها هي للمتعة ونشر المحبة.

سعيد عمارة: يمينة طلّقت الرفاهية وهربت معي استجابة لنداء الجبهة

أشاد اللاعب السابق لفريق جبهة التحرير الوطني سعيد عمارة بخصال زوجته وتضحياتها من اجل الجزائر والثورة التحريرية، حيث قال في هذا الجانب: “زوجتي رحمها الله اختارت اسم يمينة، وهو الاسم التي كانت تحمله أمي رحمها الله، لقد رافقتني أيام المحن بداية من يوم فرارنا بصعوبة من فرنسا للالتحاق بفريق جبهة التحرير الوطني في تونس، بالإضافة إلى مشاركتها في الثورة التحريرية وفي تربية الأولاد. أدينا سويا مناسك الحج بفضل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وكانت منذ زواجنا تصوم وتتصدق إلى آخر يوم من عمرها. كانت رحمها الله خلال فترة الثورة تخبئ العلم الوطني خلف لوحة تشكيلية، وعندما يزف لها خبر عن عمليات المجاهدين وفوز فريق الجبهة تخرج العلم وتعبر عن شعور فرحتها بالفوز… لقد لقنت أبناءها وقت الثورة درسا في كيفية تحية العلم الوطني الجزائري…”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • abbasi

    allah yarhamha voilà la vérité de la guerre d'Algérie Elle resteras dans l'histoire pas comme les responsables les voleurs ils parlents comme c'est grâce à eux on a l'indépendance monsieur said amara un grand artiste de l'équipe nationale à son Époque aya zetchi ydak fi .......10...10.....belloumi

  • karim de toulouse

    سعيد عمارة صاحب مقولة "POUR ETRE ALGÉRIEN IL FAUT ETRE ALGÉROIS" عندما كان رئيس الفاف FAF وكشف الجهوية في الجزائر بين الجزائر العاصمة و الولايات الاخرى