-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
جزائريون وثقوا أجمل الصور وأرسلوها للعالم

هكذا كانت الرسائل النفسية لاحتفالية ثورة نوفمبر

ق.م
  • 371
  • 0
هكذا كانت الرسائل النفسية لاحتفالية ثورة نوفمبر

شعر الجزائريون من خلال الاحتفالات العسكرية بسبعينية ثورة التحرير المجيدة، بكثير من الفخر والاعتزاز، وترك ذلك وقعا رائعا في نفوسهم، حتى أن الأطفال تشكلت لديهم صورة جميلة ورائعة عن مستقبل بلادهم. وكانت شوارع المدن الكبرى وخاصة العاصمة، فرصة لالتقاط أجمل الصور والفيديوهات التي أرسلت إلى أبعد نقاط العالم.

وسجل بعض المؤثرين والشخصيات، انطباعهم بأجمل الكلمات، حيث كانت نظافة المدن، والأعلام المرفرفة فوق بناياتها، وعلى مستوى طرقاتها، بمثابة ترسيخ لسلوكيات جميلة، نحو التنمية البشرية والبيئية المستدامة.

مختص في علم النفس: هناك تعاطي نفسي ايجابي مع الاستعراض العسكري

وتمنى الكثير من الجزائريين، أن تبقى العاصمة نظيفة وجميلة، فقد كانت واجهة مشرفة لضفة البحر الأبيض المتوسط شمال إفريقيا، إذ ترى المختصة في علم الاجتماع ثريا التيجاني، أن احتفالية الثورة النوفمبرية في الذكرى السبعين، كانت حلقة من حلقات التطور الملحوظ للجزائر الجديدة.

وقالت الباحثة في علم الاجتماع، ثريا التيجاني، في تصريح لـ”الشروق”، إن مدينة الجزائر أصبحت هذه الأيام رقعة خضراء، وأن طرقاتها النظيفة، رفعت مستوى الوعي والشعور بالاتجاه نحو التميز، والقيادة القارية، موضحة أن المساحات الخضراء، تلعب دورا مهما في زيادة قدرة الذكاء والاستجابة النفسية الحركية في التنبه المعرفي لدى الإنسان.

وأكدت التيجاني، أن الاحتفالية بسبعينية الثورة دامت يوما واحدا، لكن تركت وراءها رسائل اجتماعية، وبصمات التهيئة والتحضير، إذ أن ذلك حسبها، يساهم في تشكيل دوا مهم لبناء عمليات المعرفة والعواطف والسلوكيات.

وترى أن الصورة التي كانت عليها عاصمة الجزائر، كمكان جميل فتح الرغبة الواسعة أن تبقى هذه الوضعية طوال الأيام، ورسخ سلوكية التخطيط الخضري والعمارة والرفاهية الشخصية.

ومن جانبه، أكد المختص في التنمية البشرية وعلم النفس التربوي، عبد الحليم مادي، لحظات الاحتفال بسبعينية الثورة، التي كانت في أتم الروعة، تترك صورة في الأذهان لأفق ملؤه التفاؤل والحماس والاطمئنان، قائلا إن أكثر الأشياء عمقا هذه الأيام تتعلق بجمالية الأماكن ونظافتها، وهو الرابط العاطفي الذي يشكله الجزائريون، لمثل هذه الاحتفالات، ولما هو متعلق بتاريخ بلادهم، وبأماكن معينة، وبالجزائر العاصمة.

جمال العاصمة في احتفالية الثورة.. دلالات متعددة وسلوكيات ايجابية

وأوضح مادي، أن هناك مواطنا، واحتفالا ومكانا، ومن خلالها تتحد الذكريات، لتشكل الروابط العميقة، مشيرا إلى أن هناك عائلات كانت تعيش لحظات الاحتفال بالثورة والاستعراضات العسكرية عبر التلفزيون، ومنصات التواصل الاجتماعي، لكن ذلك ساهم في تفاعل عاطفي وبهجة تركت وقعها في بعض النفوس.

وفي سياق ذلك، قال الدكتور مسعود بن حليمة، أستاذ علم النفس، أن المكان وجماليته واحتفالاته، تشكل السعادة عند السكان، وأن العاصمة كان لها تميز خاص، إذ استطاع الكثير من الجزائريين توثيق لحظات في أماكن جميلة زينتها خضرة الأشجار والمساحات المعشوشبة، ونظافة الطرقات، ونشرت صورها عبر منصات التواصل الاجتماعي، وكانت مرفقة بعبارات مؤثرة، الأمر الذي شد الانتباه إلى أهمية المحيط ونظافته وضرورة التركيز على التنمية المستدامة، والحفاظ على البيئة، وجمالية الشوارع والطرقات.

وأشار بن حليمة، إلى أن هناك تعاطيا ايجابيا شعبيا مع احتفالية الثورة التحريرية، والتحضيرات الجيدة التي كانت قبلها، وهو أمر يساهم في تكريس المواطنة، ويبعث في النفوس تحديات جديدة، تنعكس مع الوقت في تعامل المواطنين مع بعضهم البعض، وعلى طبيعة العلاقات المهنية، وأداء المسؤولية الفردية، وتصل إلى تقوية الشعور بالانتماء إلى الجزائر سواء عند المقيمين في بلدهم أو عند المغتربين.

وأكد مسعود بن حليمة، أستاذ علم النفس بجامعة الجزائر، أن جمالية العاصمة يوم الاحتفال بسبعينية ثورة نوفمبر 1954، تركت واقعا ذهنيا، تجاه هذه المدينة، التي من الضرورة أن تكون واجهة إفريقيا للبحر الأبيض المتوسط، فقد كانت هناك انطباعات ايجابية، نتيجة مجموعة من العوامل التي تفاعلت فيما بينها ورسمت مناظر جميلة لا تنسى.

وأوضح بن حليمة، أن الفرد في المجتمع، يتأثر بظواهر عدة، بينها جمالية المدينة، وتميز العاصمة، ونظافتها، وبريقها، وكأنها منبع القوة والفخر أمام عواصم الدول الأخرى، كما تميزها أيام الاحتفالات الوطنية يساهم في خلق سلوك المواطن والمسؤول الإيجابي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!