هكذا كسبت إيمان خليف تضامن الجماهير في الوطن والخارج
دخلت الملاكمة الجزائرية، إيمان خليف، التاريخ من الباب الواسع؛ بعد تتويجها المستحق بالميدالية الذهبية في أولمبياد باريس؛ إثر فوزها المبهر في المنازلة النهائية على الملاكمة الصينية يانغ ليو بإجماع الحكام؛ وهو الفوز الذي جاء تتمة لانتصارات نوعية في الأدوار السابقة؛ مثلما كان ردا ميدانيا قويا على كل أشكال الظلم و”الحقرة” والإساءة التي تعرضت لها البطلة إيمان خليف من عدة أطراف لم تهضم تألق هذه الأخيرة.
كانت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف في مستوى تطلعات الجميع من جديد؛ حيث أكدت انتصاراتها السابقة بفوز تاريخي خلال نهائي وزن أقل من 66 كلغ؛ بعدما أزاحت بطلة العالم الصينية يانغ ليو، التي ذهبت ضحية البطلة الجزائرية، على غرار الملاكمات الأخريات اللاتي واجهن إيمان في الأدوار السابقة. فكان الذهب الأولمبي من نصيب ابنة تيارت عن جدارة واستحقاق؛ وهي التي واجهت منافساتها بتميز فوق حلبات الملاكمة؛ مثلما ردت بمنطق الميدان عن كل الأطراف التي سعت إلى تشويه سمعتها.. وفي مقدمة ذلك، عصابة الاتحاد الدولي للملاكمة غير المعترف به. ما جعل إيمان خليف تدلي بتصريحات قوية لها دلالات عميقة حين قالت: “هناك من يكرهونني ولا أعرف السبب.. لكن أرسلت إليهم رسالة ميدانية تتمثل في تتويجي بالميدالية الذهبية”.
والواضح، أن البطلة الأولمبية إيمان خليف من اسمها نصيب.. فهي تؤمن بالعمل وتأمل في النجاح.. وهو الذي تحقق بعد سنوات من الاجتهاد والتضحيات.. كما أن من لقبها خليف خير خلف لخير سلف. بدليل أنها أهدت الجزائر الذهب الأولمبي، وسارت على خطى أبطال سابقين مثل مرسلي وبولمرقة وسلطاني ورحولي ومخلوفي والبقية؛ وبعثت بذلك رسالة أمل وتفاؤل للشباب الجزائري، تؤكد فيها أن النجاح قابل للتجسيد، حين يتم الحرص على الجد والاجتهاد وضبط أهداف يتم تحقيقها على مراحل بلغة المنطق والبرهنة فوق الميدان. كما عرفت إيمان خليف بفضل وعيها وقوة شخصيتها وثقتها في نفسها كيف ترد على جميع الذي شككوا فيها وفي جنسها وفي إمكاناتها. فكان النجاح حليفها.. نجاح خلف الكثير من الإحباط والصدمة لدى أعداء النجاح.. مثلما كسبت تضامنا واسعا وسط الجماهير في الوطن والخارج؛ بدليل الأجواء المميزة التي عرفتها المدرجات وهي تهتف باسم إيمان والجزائر، ناهيك عن المساندة الواسعة التي حظيت بها من طرف الرسميين والوسط الرياضي ورواد مواقع التواصل الاجتماعي.
وكشفت الميدالية الذهبية التي نالتها إيمان خليف في أولمبياد باريس عن جوانب هامة تعكس إمكانات وإرادة البطلة إيمان خليف، التي جمعت بين التألق والتفوق والوعي الوطني وحسن التواصل التي تعكسها تصريحاتها الموزونة وثقافتها المحترمة. فكانت بذلك سفيرة مميزة للرياضة الجزائرية في الألعاب الأولمبية.. من خلال تحقيق عدة مكاسب نوعية رفعت رأس الجزائر عاليا.. ما جعل النشيد الوطني يزلزل بقوة في العاصمة الفرنسية باريس.