-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ناقش مذكرة الماستر في جامعة الجزائر 3 واختار "الشروق" نموذجا

هكذا كسب رابح شافعي رهان الجامعة بعدما توقف لسنوات في عتبة المتوسط

صالح سعودي
  • 559
  • 0
هكذا كسب رابح شافعي رهان الجامعة بعدما توقف لسنوات في عتبة المتوسط
ح.م

نجح الطالب رابح شافعي من باتنة في رفع التحدي طلبا للعلم، وتجاوز بذلك العقبات التي صادفها في مرحلتي الطفولة والشباب، حيث توجت تضحياته بمناقشته مذكرة الماستر بتميز في جامعة الجزائر 3، حين اختار موضوع المعالجة الإعلامية لواقع الصحة في الجزائر (جريدة الشروق أنموذجا).

وأكد رابح شافعي أن تجربته مع النجاح أرادها أن تكون بمثابة بعث الأمل في نفوس الآخرين حتى لا ييأسوا، وهو الذي انقطع عن الدراسة لمدة 14 سنة، بعدما توقف مساره عند عتبة مرحلة المتوسط.

يعترف رابح شافعي (36 سنة) في حديثه لـ”الشروق” أنه واجه متاعب كبيرة خلال مسيرته الدراسية التي كانت قد توقفت عند عتبة الطور المتوسط، وعمره لا يتجاوز حينها 16 سنة، قبل أن يتخطى الصعاب بروح الصمود والتحدي، وقال رابح شافعي في هذا الجانب: “من كان يَتخيل أن ذلك الشاب الذي قهرته الظروف عام 1999، وتوقف عن الدراسة في سن 16 دون أن يتحصل على شهادة التعليم المتوسط، سيعود إلى مقاعد الدراسة بعد 14 سنة من الانقطاع، ويتحصل على شهادة البكالوريا دورة جوان 2013″، واصفا توقفه عن الدراسة في ذلك العام بالحدث المؤلم، خاصة وأنت تشاهد زملاءك يعودون إلى مقاعد الدراسة إلا أنت، مضيفا بالقول: “لقد كانت خيبة كبيرة بالنسبة لي، وأنا أعيش تلك اللحظات الصعبة في حياتي”، ليستعيد الأمل مجددا، بعدما علِم بإمكانية مواصلة الدراسة عن طريق المركز الوطني للتعليم والتكوين عن البعد، حيث سجل عام 2004 في المركز الجهوي لولاية بسكرة، لتبدأ رحلة كفاح جديدة مع الدراسة عن طريق نظام المراسلة. ورغم صعوبة المهمة إلا أنه نجح في الوصول إلى السنة الثالثة ثانوي، وجرب حظه لأول مرة في امتحان شهادة البكالوريا سنة 2011، ليعيد المحاولة في بكالوريا 2012 دون جدوى، فقرر تجريب حظه مجددا في بكالوريا جوان 2013 التي حقق فيها حلما كان يراه بعيدا ومستحيلا، فكان نجاحه فرصة للعودة إلى الدراسة النظامية من بوابة الجامعة، بعد 14 سنة من الانقطاع .

وقد سجل رابح شافعي في كلية العلوم الإنسانية، واختار في السنة الثانية دراسة تخصص “صحافة مكتوبة”، في وقت كان ميله سابقا نحو التاريخ والأحداث السياسة، وهي جوانب وجدها مجتمعة حسب قوله في مجال الإعلام، لينال شهادة الليسانس عام 2016 من جامعة باتنة 1. بعد ذلك ولج مرحلة الماستر، فنجح في السنة الأولى، لكن طموحات رابح شافعي جعلته يقرر حسب قوله التحول نحو جامعة الجزائر 3 في تجربة جديدة احتك من خلالها بأساتذة لهم تجربة مهمة في مجال الإعلام، لينهي المسيرة بنجاح، بعدما تحصل مع نهاية هذا الموسم على شهادة الماستر في تخصص الصحافة المطبوعة والإلكترونية، وذلك بعد مناقشة مذكرة التخرج التي كان موضوعها “المعالجة الإعلامية لواقع الصحة في الجزائر.. جريدة الشروق اليومي نموذجا”، حيث أكد بأن اختياره لهذا الموضوع كان لسبب شخصي، وذلك بعد وفاة والدته، إثر تعرضها حسب قوله لإهمال طبي في المستشفى.

وخلص الطالب رابح شافعي (من مواليد 16 أفريل 1983) إلى القول بأن تجربة كفاحه مع الدراسة يريدها أن تكون رسالة لكل من فشل في تحقيق طموحه أو تعثر في الطريق، حيث قال في هذا الجانب: “لا تيأس مع الحياة، ثق بنفسك وبقدراتك ولا تخالط الأشخاص السلبيين ولا تستمع إليهم، اصنع طريقا لنفسك ولا تتوقف مهما كانت العثرات، واعلم أن في أعلى قمة اليأس توجد دائما نقطة أمل تستطيع أن تجعلها الأمل في حياتك”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!