هل كان موعد حفل زفاف نجل نتنياهو خدعة حرب؟

شغل موعد حفل زفاف أفنير نجل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأوساط الإعلامية والسياسية، بعد الإعلان عن إقامته يوم الإثنين 16 جوان الجاري، ثم تأجليه بسبب الهجوم المتبادل بين الكيان الصهيوني وإيران.
وأعلن نتنياهو رسميا، يوم السبت، تأجيل حفل زفاف نجله الأصغر إلى موعد آخر لم يتم تحديده بعد، بينما قالت بعض التقارير العبرية إنه يُعتقد أن الموعد كان أحد وسائل الخداع والتغطية على توقيت الحرب ضد إيران.
وأضافت الصحف العبرية أنه كان مستبعدا تماما توجيه ضربة لإيران لعدة أسباب منها توقيت الزفاف وجلسة المفاوضات الأمريكية-الإيرانية في سلطنة عمان، وأيضًا انشغال الساحة السياسية في تل أبيب باقتراح قانون حل الكنيست.
وقالت القناة الـ12 العبرية: “تم تأجيل حفل زفاف أفنير نتنياهو، وشريكه أميت يارديني، إلى تاريخ مجهول، وأُخطر الضيوف والموردون بذلك رسميًا بعد استمرار الحملة ضد إيران وحظر التجمعات”.
وأضافت: “كان من المفترض أن يكون الزفاف يوم الإثنين القادم، بحضور العائلة والأصدقاء، وحتى اللحظة الأخيرة، لم يكن من المؤكد ما إذا كان الحفل سيمضي قدمًا كما هو مخطط له، بسبب قرار إسرائيل شن حرب ضد إيران والخوف من الرد، الذي جاء بالفعل”.
وتابعت: “أُعلن عن وضع خاص على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وحظرت قيادة الجبهة الداخلية التجمعات – مما أدى، في جملة أمور، إلى إلغاء العروض والفعاليات العامة وإلغاء الفصول الدراسية في نظام التعليم في جميع أنحاء البلاد”.
ومن جهته، قال موقع “واللا”: “هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها تأجيل حفل زفاف الزوجين؛ ففي الأصل، كان من المفترض أن يُقام في نوفمبر 2024، ولكن حتى ذلك الحين تم تأجيله بسبب الوضع الأمني وتهديد الطائرات بدون طيار”.
وأضاف: “كانت العائلتان تأملان في أن يتحسن الوضع بحلول التاريخ الجديد، لكن العكس حدث، وقبل يومين من تاريخ الحدث، اضطُرتا إلى تأجيله مرة أخرى”.
وتابع: “وفقًا لأشخاص مقربين من رئيس الوزراء، وعلى الرغم من أنه نجل رئيس الوزراء، إلا أن الزوجين لم يكونا يعلمان أن هجومًا على إيران على وشك التنفيذ، ولم يتخيلا أنهما سيضطران إلى تأجيل الحدث مرة أخرى”.
وأوضح: “في الأسابيع الأخيرة، كان حفل الزفاف محور العاصفة، مع قدر كبير من الانتقادات لإقامة الحدث بينما كانت البلاد في حالة حرب”، لافتا إلى أنه “تم التخطيط لمظاهرات لهذا الحدث، وكان من المفترض أن يتم إغلاق المجال الجوي فوق مزرعة رونيت، حيث كان من المفترض أن يُقام حفل الزفاف”.
وقال موقع “واللا”: “الآن، سيتعين على الزوجين إيجاد موعد بديل مرة أخرى، على أمل أن تنتهي الحرب بحلول ذلك الوقت، على جميع الجبهات”.
وأشارت صحيفة “إسرائيل هيوم” إلى أنه من المحتمل أن يكون الإبقاء على توقيت حفل الزفاف رغم قرار الحرب، الذي اتخذه نتنياهو نفسه، هو جزء من عملية الخداع للإيرانيين.
ونقلت عن شخص مقرب من الزوجين: “أفنير وأميت في حالة صدمة. هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها تأجيل حفل زفافهما. بالطبع، لم يكونا على علم، ولم يعرفا أنه سيكون هناك هجوم على إيران. لم تكن لديهما أي فكرة عن تأجيل حفل زفافهما هذه المرة أيضًا. استمرا كالمعتاد في كل الاستعدادات. عندما بدأ الهجوم، أدركا أن هناك فرصة جيدة لعدم إقامة حفل الزفاف”.
وأضافت الصحيفة: “تمت دعوة 1000 ضيف لحضور حفل الزفاف، وكان من المفترض أن يخضعوا لفحص أمني عند مدخل القاعة”.
واستدركت: “في هذه المرحلة، من غير الواضح متى سيُقام حفل الزفاف، وما إذا كان سيُقام بالفعل في مزرعة رونيت أو ما إذا كان الموقع سيتغير أيضًا”.
وبحر الأسبوع الماضي تحدثت وسائل إعلام عبرية عن استعدادات نتنياهو لحفل زفاف نجله، المقرر إقامته يوم الاثنين المقبل، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وبحسب ما أفاد موقع “واينت” فإن سلطات الاحتلال قررت إغلاق المجال الجوي فوق حفل زفاف أفنير الابن الأصغر لنتنياهو.
وتم إرسال إشعار للطيارين، مفاده أن المجال الجوي سيغلق يوم الزفاف لمدة 10 ساعات، ضمن دائرة نصف قطرها 1.5 كيلومتر حول مزرعة رونيت وسط تل أبيب، باستثناء مروحيات الشرطة، ويشمل الحظر أيضا تحليق الطائرات المسيرة.
وكانت تقارير أشارت إلى أن مسؤولي الأمن قدموا طلبا لإغلاق المجال الجوي في المنطقة أثناء الحفل، بين الساعة 4 عصرا و2 صباحا، وتمت الموافقة عليه.
ويعد هذا القرار غير معتاد، إذ تقع مزرعة رونيت في منطقة مجاورة لمطار هرتسليا.
ورفضت هيئة المطارات التعليق على الأمر، فيما أعادت بعض التقارير التذكير بتأجيل حفل زفاف يائير، بسبب مخاوف نتنياهو من استهدافه.
والعام الماضي أصابت طائرة مسيرة تابعة لـ”حزب الله” اللبناني نافذة غرفة في منزل نتنياهو الخاص في قيسارية شمال تل أبيب، مما تسبب في أضرار، بينما لم يكن أحد بالمنزل في ذلك الوقت.
وفي أفريل، تظاهر مئات المتظاهرين المناهضين للحكومة خارج حفل خطوبة أفنير نتنياهو الذي أقيم في منزل العروس أميت يارديني، وحضرته أسرة رئيس الوزراء.
يذكر أن حفل زفاف الابن الأصغر لنتنياهو، كان من المفترض أن يكون يوم 26 سبتمبر الماضي، بمزرعة رونيت بمنطقة الشارون بجانب عاصمة الاحتلال تل أبيب، قبل أن يتم تأجيله لنوفمبر ثم إلى جوان 2025، لدواعي أمنية.