-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بين الركض ورفع الأيدي والسجود والتحية العسكرية

هكذا يفرح بونجاح وبلايلي ومحرز وفيغولي تفاعلا مع روعة الأهداف

صالح سعودي
  • 1405
  • 0
هكذا يفرح بونجاح وبلايلي ومحرز وفيغولي تفاعلا مع روعة الأهداف
ح.م

أخذ تفاعل وفرح اللاعبين الجزائريين بالأهداف الحاسمة والجميلة التي يسجلونها طرقا مختلفة، وهذا بين الجري والسجود ورفع الأيدي إلى السماء، وصولا إلى التحية العسكرية التي لجأ إليها بغداد بونجاح وزميله في المنتخب الوطني بلايلي خلال نهائيات “كان 2019″، تزامنا مع التألق المميز في الملاعب المصرية، وبذلك ساروا خطى الجيل البارز خلال فترة الثمانينيات في التألق، بقيادة بلومي وماجر وعصاد وغيرهم، مثلما لجؤوا إلى أساليب مختلفة في التعبير عن فرحتهم بالانتصارات والأهداف المسجلة.

إذا كانت دورة “كان 2019″ بمصر قد ترك فيها المنتخب الوطني بصمة مميزة، من خلال الأداء المقدم والانتصارات المحققة والأهداف المسجلة وصولا إلى التتويج المستحق بأول لقب قاري خارج الوطن، فإن العناصر الوطنية تركت أيضا آثرا ايجابية في طريقة تفاعلها مع الأهداف المسجلة، وفي مقدمة ذلك الثنائي بغداد بونجاح ويوسف بلايلي، من خلال اللجوء إلى التحية العسكرية التي صنعت الحدث في الملاعب المصرية، وهي الطريقة التي تفاعل معها الجمهور الجزائر وأصبحت تقليدا لدى البعض، فيما بقيس الجناح الطائر رياض محرز وفيا لطريقة فرجته مع الهداف الحاسمة التي سجلها، والتي تجمع بين السجود ورفع اليدين إلى السماء، وهي نفس الأساليب التي يلجأ إليها فيغولي والبقية، فيما طلب المدرب جمال بلماضي من لاعبيه السجود جماعيا بعد التتويج باللقب القاري، وهذا شكرا لله وتعبيرا عن الفرحة بالمشوار النوعي الذي كانت خلاصته العودة إلى ارض الوطن بـ”الكحلوشة”.

وفي هذا الجانب، لم يتردد بعض اللاعبين في اللجوء إلى السجود بعد كل هدف يسجلونه، ما جعل البعض يتساءل هل هذا السلوك هو معتقد ديني أم مجرد “بريستيج” وشكل من أشكال التعبير عن الفرحة، وهو ما وقف عليه الكثير في مباريات المنتخب الوطني، سواء في النسخة الماضية من “الكان” في مختلف المناسبات والمباريات السابقة.

وفي السياق ذاته، تساءل بعض المتابعين عن الاختلاف الحاصل في مظاهر الفرحة بتسجيل الأهداف لدى اللاعبين مقارنة بالسابق، حيث أكد أحد محدثينا أنه لم يسبق للاعبين سابقين مثل بلومي وماجر ومرزقان وفرقاني ومناد وياحي وبويش أن سجدوا بعد كل هدف، في الوقت الذي يحدث هذا مع منتخب أغلب عناصره من المغتربين وتعلمت قوانين الكرة في أوروبا، حيث يسجل ركلة جزاء فيسجد ويسجد معه الجميع، فيما أرجع آخرون السبب إلى عوامل “سوسيو- ثقافية”، معتبرين أن زملاء بلومي وماجر لم يكونوا في فترة “الصحوة الإسلامية”، لكنهم كانوا مسيسين، بحجة أن تلك الفترة عرفت رفع شعارات قومية أو تحررية، معتبرين أن اللاعب يتأثر بما يدور حوله، مثل أبو تريكة وطريقة تضامنه مع غزة، وكانوتي الذي تضامن مع فلسطين.

وذهب البعض إلى القول بأن لاعبي المنتخب الوطني كانت عندهم في وقت سابق طرق مختلفة للفرح في حال التسجيل أو عند نهاية المباراة بفوز، معتبرين أن السجود في الملاعب هو مجرد تعبير عن فرح ولا علاقة له بالدين، مستدلين بمباراة في كرة السلة تنتهي بـ50 سلة يسجد اللاعبون في كل سلة أو مباراة كرة يد تنتهي بثلاثين هدفا، فكيف يمكن للاعبين أن يسجلوا وراء كل رمية أو سلة في هذه الحالة.

ومعلوم أن طرق التعبير عن الفرحة بتسجيل الأهداف تختلف من لاعب إلى آخر، فاللاعب روجي ميلا مثلا كان يتوجه إلى نقطة الركنية للتعبير عن فرحته بالتسجيل، فيما كان بلومي يرفع قبضة اليد اليمنى فوق الكتف، وماجر كان يجري مسافة معتبرة، ثم يرتمي على ركبتيه رافعا يديه بالقبضتين كدلالة على القوة، وكان يفضل عصاد رفع قبضتيه مقابل وجهه كدليل على القوة والصمود، فيما يفضل عدد هام اللاعبين في المدة الأخيرة خيار السجود فرديا وجماعيا، ما يجعل الظاهرة حسب البعض في حاجة إلى دراسة ليس من باب “يجوز أو لا يجوز”، ولكن من حيث هي سلوك دخل مجال الكرة في زمن معين، على غرار كل الأمور الدخيلة التي حملتها تيارات معينة فصارت تعبيرا مجسدا في حركة يؤديها اللاعب وتتعدى إلى المناصر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!