-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هلعٌ هناك وطمأنينة هنا!

هلعٌ هناك وطمأنينة هنا!
ح.م

لا شيء يبعث على الارتياح في أوروبا، من حيث الأجواء الوبائية التي سجلت رقما مخيفا في فرنسا، بأكثر من ثلاثين الف حالة إصابة بفيروس كورونا في يوم واحد، وقاربت عشرين ألفا في إنجلترا وعشرة آلاف في ألمانيا، بينما صار الوضع أشبه بالحروب المدمرة في الهند والولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل والمكسيك، حيث بلغت الفاجعة مداها. وإذا كانت منظمة الصحة العالمية قد حسبتها بطريقة رياضية وعلمية وأنذرت بأن رقم ألف ميت أو يزيد في اليوم في فرنسا، سيعود حسب الأرقام التصاعدية للإصابة، قريبا، فإنَّ هذه الدول باشرت عمليات غلق وطوارئ، واتخذت إجراءات أكثر صرامة ومنعت التجمعات بالقوة، بل إن الألمان وزعوا أفرادا من الجيش في العديد من المناطق الموبوءة، خوفا من أن تفترش بلدانها الجثث وتغرق في الدماء، كما كان حالها في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي مع الحرب العالمية الثانية.

 ولا شيء يوحي بأن الفرج الصحي قريب، فلا دواء ولا مصل ولا حتى خطط صحية قدَّمت بلدا إلى الواجهة كمثال للتفوق على الوباء بأقل الأضرار، وحتى البلدان التي ضُرب بها المثل مع بداية الوباء مثل الأردن وسلوفينيا عادت لتكتوي بناره ولم تجد لنفسها مخرجا.

كل الأخبار الواردة من أوروبا ومن غالبية القوى الكبرى، من روسيا إلى أمريكا، تبعث على الحيطة وإلزام عامة الناس مزيدا من الحذر، فإذا كان فتح المجال الجوي ما قبل انتشار الجائحة في الجزائر هو الذي سجَّل أول الحالات المميتة في البليدة والعاصمة وقسنطينة ووهران، إذ كانت جميعا عابرة ومستورَدة، فإن الفتح الذي يطالب به البعض هو لدغٌ ثان من نفس الجحر، كما أن الحديث الدائر حاليا لدى بعض الفئات بأن الجزائريين قد بلغوا درجة مناعة القطيع ولن تكون بينهم موجة ثانية من الوباء، هو إلقاءٌ بالنفس إلى التهلكة مع سبق الإصرار والترصد.

لا أحد بإمكانه أن يعطي موعدا ولو تقريبيا لنهاية فيروس كورونا، ولا طريقة تطور وتشكل هذا المجهول الذي حيّر العالم، وأكد بأن الإنسان مهما بلغ من قوة، لم يؤت من العلم إلا قليلا، ولا أحد بإمكانه حصر الخسائر الفادحة التي ستتكبدها البشرية في كل المجالات، لأجل ذلك انتقلت كل الدول إلى سياسة الدفاع من خلال الوقاية مع وضع خطط طارئة حتى تكون خسائر الموجة الأولى أو ما تلاها من موجات أقل وجعا، خاصة على الشعوب الضعيفة التي لم تبنِ اقتصادها ولم تتحرَّر من تبعية الغذاء والدواء والصناعة.

في العادة يحاول بعض التابعين هنا للغرب، فتح مطارياتهم كلما تهاطل المطرُ هناك، وهم يأخذون من الغرب ما يضرّ أكثر مما ينفع، حتى ولو كان ذلك مرضا ووباءً، وسيكون من العبث بالأرواح، الاستجابة للذين يطالبون بمعاودة فتح الخطوط الجوية والبحرية بين الجزائر وفرنسا على وجه الخصوص، لأن تفادي الفاجعة، أولى من إتِّباع أهواء بعض الناس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • محمد

    السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو لماذا أصبح المواطنون شبانا وشيوخا لا يتبعون النصائح التي تتقدم بها الجهات الساهرة على صحتنا.الخروج إلى الشارع يظهر بجلاء أن القليل من السكان يحمون أنفسهم من تفشي الوباء بل البعض ينفي تواجد هذا الفيروس أو يعتبر أن جسمه قادر على التغلب على المرض.الحقيقة أن لا أحد فينا أصبح لكلامه شأن عند غيره من المواطنين.فكلنا يستصغر كلمة الآخرين.لقد تعودنا على الطعن في أصحاب العلم لقوة جهلنا بالمبادئ الأولية في التعامل الاجتماعي حتى أوامر الحكام لا تغني نفعا لأننا شهدنا انحرافهم وفسادهم فمن يثق في كلامهم وإن نصحوا.أما أئمتنا فلا أحد يسمع إليهم ما عدا الاقتداء بهم في صلاة شكلية.