-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هل أصبحت مقولة “ما عنديش الزهر” لتبرير الفشل ودعوة إلى الكسل

صالح عزوز
  • 775
  • 0
هل أصبحت مقولة “ما عنديش الزهر” لتبرير الفشل ودعوة إلى الكسل
بريشة: فاتح بارة

يشتكي الكثير من الناس، من سوء الحظ في الحياة عامة، سواء في العمل أم الدراسة وغيرها، بل حتى في الأشياء البسيطة، حتى أصبح عند بعضهم حالة مرضية، لا يكاد يتقدم إلى شيء ما خوفا من الإخفاق. لذا، نسمع في الحياة اليومية مصطلح “ما عنديش الزهر” و”معندوش الزهر” و”زهري معوج”، وهي بعض المصطلحات التي تدل على أن هذا الشخص، لا يمكن له، أن يتحصل على عمل أو ينجح في شيء ما، فنجد أن الكثير منهم استسلم في آخر المطاف للأمر الواقع، كما يدعي.

لكن بالنظر إلى معطيات الكثير من الأشخاص، فقد أصبحت هذه الكلمة عندهم تبريرا للهروب إلى الأمام، إن صح التعبير، ولاستعطاف الناس. وأكثر من هذا، تحولت إلى حجة للكسل وعدم العمل، فلا يمكن بكل حال من الأحوال أن تكون كل الأبواب موصدة في وجه شخص ما، كما أن عدم النجاح أو التوفيق في أمور عديدة، لا يمكن رميه دائما على عاتق الحظ أو “الزهر”، كما يقال. فلو كان الأمر كذلك، فسنجد أكثر الناس من الكسالى، فضلوا الاستسلام بعد العديد من المحاولات، بدل المحاولة أكثر من أجل تحقيق أهدافهم.

لهذا، نجد الكثير من الناس، يعتقدون أن من يدعي عدم التوفيق في الحياة يعود للحظ، فهو في الأصل تبرير جبان، وهي الذريعة التي أعجبت الكثير من الشباب خاصة، فاتخذوها وسيلة للتكاسل في هذه الحياة والتماطل في تحقيق الأهداف، والخوف من المستقبل وكذا القرارات في الحياة، لذا، يصبح الشخص مع مرور الوقت غير مسؤول يخاف من مجر المحاولة، ويعيش في معزل عن حقيقة الواقع بأشياء واهية، تضاف بذلك، إلى الكثير من الأعذار التي أصبح العديد من الشباب، يرونها السبب الحقيقي بالنسبة إليهم، في ما هم عليه، من بطالة وعدم التوفيق. والغريب، أنهم يجادلون الناس بها، من أجل تبرير واقعهم المزري، ويقدمون الأدلة والبراهين من مجرد محاولات، قاموا بها في الماضي، وهي في الأصل، مجرد محاولات لتبرير العجز والكسل والهروب من الواقع.

هو سبب، يضاف إلى الكثير من الأسباب، التي جعلها الكثير من الناس حجة لهم لتبرير الفشل والكسل والاتكال على الغير، بدل الاتكال على النفس، وأصبح التوفيق في الحياة يوكل إلى “الزهر”، بدل الاجتهاد والسعي وتكرار المحاولة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!