-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هل أنت بار بوالديك؟

صالح عزوز
  • 719
  • 0
هل أنت بار بوالديك؟

يعتبر بر الوالدين من أجّل العبادات، نزلت فيه الكثير من الآيات، وخصت له الكثير من الأحاديث النبوية، وحرص علماء الدين على تقديمه، في دروسهم، كل على طريقته، بين من يذكر أجره عند الله، في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ومن ينقل عقوبة العقوق في الدنيا والآخرة، ويعتبر من بين العبادات، التي تقرب العبد من خالقه، وهذا ما يدفع بالكثير منا إلى طرح التساؤل عن البر مع الوالدين، هل هو كذلك، أم إنه لم يحقق البر على أكمل وجه مع والديه.

يرى البعض، بأنه بالنظر إلى بر الوالدين، في عصور السلف، وما نقل عنهم من سلوكات مع آبائهم وأمهاتهم، فنحن لم نحقق الشيء القليل في البر بوالدينا، مقارنة بهم، بل نعتبر عاقين لهم، حتى ولو أظهرنا البر لهم، لأن الكثير من سلوكاتنا معهم، في وقت السلف، تعتبر عقوقا بيّنا وظاهرا للعيان، وهي من الأمور الخطيرة، التي يقع فيها الكثير منا دون علم.

لو سألنا الكثير من الناس عن بر الوالدين، لأجاب الكل، بأنهم يبرّون والديهم في كل الأوقات، بل يعتبرون أنفسهم من أبّر الأولاد لآبائهم في هذا العصر، لأن الكثير منهم يعتقد أن البر هو عدم ضربهما أو شتمها، وهو أمر يعتبره البعض خطأ، لأن العقوق أقل درجة من هذا كله ومما يعتقده الأفراد في زماننا، فعند السلف الصالح، حينما تصبح الوالدة أو الوالد يحدث ابنه وهو يخشى من أن ينزعج منه، فهذا يعتبر عقوقا، وهو أمر واقع فيه أغلبنا، وحينما لا يجالس الابن أبويه فهو عقوق، وما أكثر هذا في زماننا، فقد تجد من لم يجلس إلى والديه شهورا عديدة، ثم يأتي يحدث الناس عن البر والعقوق. في المقابل، كان بعض السلف الصالح يخشى أنه لو أكل أكلا مع والديه سوف يقع في العقوق، فربما وقعت أعينهم على شيء من الأكل وسبقهما هو إليه، فهذا عقوق لهما، حتى ولو كان من غير قصد. أما اليوم، وللأسف، فتجد فينا، من يدخل إلى زوجته متخفيا من والديه، وهو يحمل لها مختلف الأكلات.

إن البر، ليس أن تنشر صورتك مع والدتك أو والدك على منصات التواصل الاجتماعي، وليس أن تظهر البر لهما بعد الوفاة بالدعاء لهما، وقد كنت لا تجلس إليهم ساعة واحدة، ولا تعرف حتى همومهما أو ما يريدانه، البر أن

تحرص على صحبتهما الدائمة والدعاء لهما وهما على قيد الحياة، وأن تعتني بهما حين المرض، وألا تقول لهما أف، ولا تتطاول عليهما بحديثك، وربما هذا كله، وسوف تجد برك لهما أعرج، إن صح التعبير.

مقالات ذات صلة
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!