-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هل انتهى زمن المهمات القذرة؟

هل انتهى زمن المهمات القذرة؟
ح.م
أحمد أويحيى

قالوا عن أحمد أويحيى بأنه صاحب المهمات القذرة، الرجل الذي يتحوّل مثل “الحرباء” ويعمّر من دون أن يمسسه سوء، بدليل أنه بدأ العمل في دواليب السلطة من عهد هواري بومدين وكاد يدخل العهدة الخامسة مع الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. وقيل عن الجنرال توفيق بأنه شخصية بدرجة ما كان يُعبد في الزمن الغابر، ممنوع رسم صورته أو نطق اسمه فما بالك الاقتراب منه، بدليل أن الرجل عندما حُوّل إلى المحاكمة لم تجد الصحف سوى صورة قديمة لرجل حكم البلاد وما عرفه العباد. وقيل عن ربراب بأنه لو أراد أن يبيع ماء البحر ورمل الصحراء، لفعل، ووجد من يعلّب سلعته ومن يبيعها وأيضا من يشتريها طوعا وكرها، بعد أن حمل اسمه عددا من “الأرباب”. وقيل عن البقية ما يشبه الأساطير، أحدهم مثل بساط الريح الذي ينقل قرابة مليوني طالب وطالبة إلى حيث كليات وزير التعليم العالي الذي لا يعترف بجائزة نوبل، وآخر من فُحش ثروته لم يتمكن من عدّها ولو برقم تقريبي، وشقيق رئيس تحوّل أمام أنظار العالم إلى الرئيس الحاكم بأمر الله.

وسقطت كل هذه الحيتان التي ظن الناس بأنها “خالدة” تماما كما سقط في الأزمان الغابرة فرعون وهامان وقارون والنمرود، في انتظار أن تظهر بوادر الأمل التي مازالت مخفية في الضباب، أو ربما لم تبرق بعد.

انتقال التحقيقات من الحيتان الكبيرة في “مقصورة” الحكم إلى الأسماك الصغيرة التي شرّبت الناس من كل الكؤوس في الجزائر العميقة، هو مرحلة هامة وضرورية، لأن الناس لمسوا فعلا بعض الحق في بعض الولايات، ويتمنون أن تكون المحاسبة والزج بالفاسدين في السجون، مرافقة لمشروع أمة تنموي ينسينا بسرعة سنوات الفساد.

لقد ابتلانا الله برؤساء حكومة بعضهم كان يستكثر على المواطن البسيط علبة “ياؤورت” وآخر يقذفه بالنكت وهو في الحقيقة يضحك عليه، وحان الوقت لمنح الثقة لرجل لا يستكثر على شعبه الذهب والألماس، ويمنحه السعادة بدل ضحك البلهاء، وابتلانا برئيس أمضى نصف عهداته في الكلام ولا شيء غير الكلام، والنصف الآخر في الصمت، وحان الوقت لمنح الثقة لقائد لا يعرف غير العمل، وابتلانا برجال مال يستوردون الزيت والسيارات ويُسمّون أنفسهم ويصدقهم الناس على أنهم رجال أعمال، وحان الوقت لمنح الفرصة لرجال أعمال حقيقيين يبارك لهم الناس ما يجمعوه من أموال.

اتفقنا جميعا على أن بعضا من الذين صنعوا مآسي البلاد المعنوية قبل المادية، هم هؤلاء الذين ادعوا “الألوهية” ومارسوا كل المهمات القذرة، في مجالات العسكر والسياسة والمال قبل أن ينتهوا في غياهب السجون، وستكون خيبتنا كبيرة جدا لو غادر فعلا هؤلاء، وما انطلقنا !

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!