هل تعود النزاهة إلى المباريات في آخر أنفاس الموسم؟

يعيش الشارع الكروي الجزائري على وقع حمى ضغط نهاية الموسم، في ظل ترقب هوية الأندية التي تحقق طموحاتها، سواء في تحقيق الصعود أم نيل اللقب أم تفادي شبح السقوط، وهو الأمر الذي يزيد من حدة التخوف من حدوث ممارسات سلبية خفية وأخرى مكشوفة، في الوقت الذي يأمل البعض في عودة النزاهة خلال المباريات الأخيرة من الموسم الكروي الحالي، خاصة بعد الإجراءات العديد التي اتخذتها الجهات الوصية، آخرها الضرب بيد من حديد في قضية لقاء شبيبة تيارت ضد نادي الخميس.
يأمل الكثير من المتتبعين في إنهاء الموسم الكروي الحالي في ظروف مقبولة، ما يتطلب الكثير من الحزم والتجند من طرف مختلف الجهات الفاعلة للحد من الممارسات السلبية التي باتت تسيء إلى سمعة الكرة الجزائرية في مختلف الأصناف والمستويات، بعدما تحولات بطولاتنا في سوق كبيرة تباع فيها المباريات وتشترى لمن يدفع أكثر، ما يجعل تحقيق الأهداف المسكرة يمر على بورصة موازية فرضت نفسها خلال السنوات الأخيرة، ما زاد الأمر تعفنا خاصة في ظل سياسة الصمت التي خلفت موجة من التراكمات السلبية التي زادت في استفحال الوضع، بدليل انتشار ظاهرة العنف والممارسات غير الأخلاقية، مثل تناول الممنوعات والكلام البذيء وترتيب المباريات في مشهد لا يعكس الأهداف السامية لكرة القدم المبنية على النزاهة وحسن التعامل والتحلي بالروح الرياضية، في الوقت الذي يتفاءل البعض خيرا بعد تحرك الجهات الوصية، وفي مقدمة ذلك الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ومختلف الهيئات التي تسعى إلى إضفاء الهدوء ووضع الجميع في الصورة بغية الحد من ظاهرة العنف وكذلك آفة ترتيب المباريات التي كثيرا ما تفرض منها في الجولات الأخيرة.
ويذهب البعض إلى القول بأن القرارات الحازمة التي اتخذتها رابطة الهواة من شأنها أن تشكل رسالة مهمة لجميع الأطراف التي تصطاد في المياه العكرة، وهذا بعدما ضربت بيد من حديد في لقاء شبيبة تيارت ضد نادي الخميس، حيث أمرت بخسارة كلا الفريقين لنقاط المباراة، وخصم 3 نقاط من رصيد شبيبة تيارت، ناهيك عن معاقبة رئيسي الفريقين ونائبيهما لمدة سنتين، وكذلك توقيف قائدي الفريقين وحارس مرمى شبيبة تيارت بنفس المدة، إضافة إلى إيداع شكوى لدى الجهات القضائية المختصة. وهي خطوة مهمة تصب في خانة محاربة ظاهرة ترتيب المباريات ومختلف الآفات والممارسات غير الأخلاقية التي تنخر كرتنا، مع الحرص على تطهيرها مجددا بتطبيق القانون والتعامل بحزم مع مختلف أطراف التي حولت الكرة الجزائرية إلى مستنقع تمارس فيه كطل الممنوعات.
وعلى ضوء العقوبات المتخذة ضد شبيبة تيارت ونادي الخميس، فإن عدي الأطراف تتوقع إمكانية استعادة التوازن بغية إضفاء نوع من النزاهة في المقبلة، خاصة وأن ذلك يتزامن مع آخر أنفاس الموسم الكروي، والكلام ينطبق على مباريات القسم الأول، وسط صراع كبير على تفادي شبح السقوط، وتنافس مماثل على لعب ورقة اللقب واحتلال مراتب مؤهلة لتمثيل الجزائر قاريا. والكلام ينطبق على بطولة القسم الثاني (مجموعة وسط شرق على الخصوص)، في ظل التنافس الحاد بين الرائد الحالي مستقبل الرويسات واتحاد الحراش، وهو الأمر الذي يجعل الأنظار مشدودة في الجولات المقبلة إلى ملعب شلغوم العيد، حيث يستقبل الهلال المحلي اتحاد الحراش، وكذلك ملعب الخروب، حيث يوجه أصحاب الأرض مستقبل الرويسات، وسط مطالب بضرورة التحلي بالنزاهة، وهذا تحت أنظار جميع الجهات، وفي مقدمة ذلك المكتب الفدرالي وممثلو الرابطة الوطنية ولجنة مكافحة الفساد، مثلما سيكون لزاما التحلي بنفس الحزم على مستوى بقية الفئات والمستويات بغية استعادة أخلاقيات ممارسات كرة القدم على وقع النزاهة والتنافس الشريف.