هل تقتدي “الفاف” بِاتحاد الكرة السويدي بِخصوص هذا القرار؟

اختار اتحاد الكرة السويدي ملعب “ستروبيري أرينا” بِالعاصمة استكهولم، مسرحا لِمواجهة الجزائر ودّيا في العاشر من جوان المقبل.
وعكس ذلك في الـ 19 من نوفمبر 2022، لمّا ارتأى السويديون برمجة المباراة التحضيرية أمام “الخضر” بِملعب “إيليدا ستاديون” بِمدينة مالمو، الذي يتّسع لِنحو 24 ألف متفرّج.
ودُشّن ملعب “ستروبيري أرينا” في أكتوبر 2012، وهو منشاة رياضية فخمة، بِسقف قابل للسّحب، وتتّسع لِنحو 50 ألف متفرّج.
ومنذ افتتاحه، فضّل مسؤولو اتحاد الكرة السويدي برمجة معظم مقابلات منتخب بلادهم بِملعب “ستروبيري أرينا”.
وكانت مواجهة السويد لِإنجلترا ودّيا في نوفمبر 2012، المباراة الدولية الأولى التي انْتُظمت بِهذا الملعب. وحينها فاز السويديون بِنتيجة (4-2)، مع تألّق المهاجم زلاتان إبراهيموفيتش الذي سجّل الرّباعية لِوحده، وإمضاء الهدف الأخيرة بِأسلوب فريد من نوعه وبِضربة مقصّية خرافية في مرمى الحارس جون هارت (الفيديو).
وفضلا عن المنافسات الكروية، يُخصص اتحاد الكرة السويدي والسلطات المحلية ملعب “ستروبيري أرينا” للنشاطات الفنية (الحفلات الغنائية/ نجوم عالميين أو فرق غنائية)، جلبا للدعم المالي الذي يُغطّي نفقات تسيير وصيانة الملاعب.
وعلى ذكر نفقات الملاعب، فإن تسمية “ستروبيري أرينا” أُطلقت على هذا الميدان في عام 2024 لِأغراض تجارية خالصة (السبونسور)، بعدما كان يُسمّى بـ “فريندز أرينا”. وهو أمر يُحبذّ لو تُفكر فيه وزارة وليد صادي، لأن تسيير المنشآت الرياضية وصيانتها يتطلّب أغلفة مالية ضخمة، ليست مؤقّتة بل تُرصد دوريا، والاغتراف من المال العام يستنزف الخزينة، إذا علمنا أن مديري المنشآت الرياضية يعتبرون مناصبهم تشريفا (لِسواد العيون وعُلُوِّ الكعب) وليس تكليفا.
وبِعبارة أخرى، “خصخصة” الملاعب، دون الإضرار بِالطابع الاجتماعي الذي تقوم عليه الدولة الجزائرية. ثم أن المتفرّج الذي تستهويه حياة الرّفاهية ويعشق الترف و”يحب التيكي والماتريال” عكس الزّاهد القنوع (لا يجعل من الدّنيا أكبر همّه)، عليه أن ينفض جيبه قليلا فلا يوجد فيها عقارب! مثله مثل المسؤول عن إدارة المنشأة الرياضية.