-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هل حان أوان تفكك التحالف بين الاسلاميين و”الديمقراط”؟

حسان زهار
  • 1432
  • 10
هل حان أوان تفكك التحالف بين الاسلاميين و”الديمقراط”؟
ح.م

لأننا حذرناهم ولم يرتدعوا، وقلنا لهم مرارا وتكررا أن الذئاب أبدا لن تتحول إلى حملان وديعة، ها قد بدأت فصول الخديعة الكبرى تنجلي، ويظهر ما كان خافيا عن الغافلين والمغفلين.

ولأننا قلنا وأعدنا، أن التحالف الظرفي الذي جمع الاسلاميين بـ “الديمقراطيين”، خلال الحراك، هو تحالف غير طبيعي، يخالف سنن الطبيعة علاوة على أبجديات السياسة، وأن الذين وقفوا بالأمس مع توقيف المسار الانتخابي، وأيدوا قمع الاسلاميين ودعوا إليه، أبدا لا يمكنهم أن يخرجوا من جلدهم، فإن هذا التحالف الغريب يبدو، بعد انتفاء أسباب وجوده الطارئة، أنه بدأ يتهاوى.

لقد بدأ التيار (غير الديمقراطي) المعلب بيافطة “الديمقراطيين” داخل ما يسمى بأحزاب البديل الديمقراطي، يعلن ذلك صراحة دون خجل، إنه يتحدث في السر والعلن، عن ضرورة قطع الطريق على الإسلاميين وإقصائهم من العمل السياسي، بل ومنعهم بكل الوسائل من أن يستولوا على الحراك، أو توجيهه لخدمة مصالحهم.. لأن رهان الديموقراط اليوم، بعد أن فقدوا الرئاسة، هو فقط توظيف الحراك لصالحهم، في معركة التموقع الجديدة، ولا علاقة للشعارات المزيفة التي يرفعونها بمعركة الحريات والديمقراطية والانتصار لخيارات الشعب.

ما قاله رئيس حزب مجهري في لقاء البديل الديمقراطي الأخير، كان واضحا ولا يحتاج إلى تأويل، فلقد أعاد صاحبهم خطاب التسعينات الاستئصالي بحذافيره، وجلس الجميع يستمعون بخشوع، لأنه في النهاية يعبر عن مكنوناتهم الحقيقية جميعا.

الخطاب كان بلغة فرنسا، وتحت “راية تامزغا”، بينما المحتوى كان الاستئصال ولا شيء غير الاستئصال، بذات المفهوم السياسي وربما حتى العسكري، الذي جسده في بداية التسعينات خطاب سعيد سعدي لزعيم جبهة الانقاذ حينها عباسي مدني، لن نترككم تمرون إلى الحكم.

الفرق اليوم، أن الجماعة التي احتكرت لنفسها دائما الحديث باسم الديمقراطية، لأن غيرهم في تصوراتهم العميقة، هم مجرد همج يريدون تطبيق شرع الله، تعلن رفضها المطلق سيطرة الاسلاميين على الحراك، كما رفضت بالأمس سيطرة نفس الاسلاميين على الحكم.. ففي نقطة معينة من تصادم المصالح تظهر حقيقة هؤلاء الديمقراط، التي لا تختلف عن تصورات البعض، في كونهم وحدهم عباد وربما ملائكة وغيرهم ذبان!

ولذلك، فالذي كنا نحذر منه طويلا، يقع الآن على مرآى ومسمع السذج من الاسلاميين، الذين صدقوا الشعارات العلنية (خاوة خاوة)، وقد عميت أبصارهم عن رؤية (العداوة) التي تسكن منذ زمن بعيد قلوب المتنورين.. واعتقدوا أن سكوتهم عن راياتهم، قد يجعل لهم مكانا بينهم، وقد كان ذلك محض هراء.

التحالف التكتيكي الذي تحدث عنه بعض أشباه الاسلاميين مع الماك، يقابله عداء استراتيجي يكنه البربريست للإسلاميين جميعا بلا استثناء، وهو عداء وجودي، سرعان ما يظهر برأسه الاستئصالية البغيضة.. والحال أن كل طرف كان يريد أن يخدم بالطرف الآخر، الديمقراطيون الذين يتصدرون الحراك ويقودونه عمليا، استخدموا القاعدة الشعبية للاسلاميين لإظهار القوة العددية، لربح المكاسب والمناصب، بينما حاول الاسلاميون الاختباء وراء الديمقراطيين، حتى لا يتم شيطنتهم واتهامهم بالارهاب ومواجهتهم بالعنف، لكن بعد ما مرت الانتخابات الرئاسية التي تحالفوا لإسقاطها، ثم حصل آخرون على المناصب، وخرج الاسلاميون بخفي حنين، واقتربت معركة الدستور التي تتعارض فيها المنطلقات الهوياتية، بدأ يحدث الصدام.

في النهاية، كشفت فعاليات ما يسمى بالبديل الديمقراطي، أن الاسلاميين استُعملوا ولم يستعملوا غيرهم، وأن أكبر غلطة استراتيجية وقعوا فيها، أنهم احتضنوا الاستئصاليين الذين كانوا يمقتونهم ويعادونهم بالأمس، وأنهم آمنوا بديمقراطية الهاشمي الشريف وسعيد سعدي وخالد نزار، بينما عادوا الوطنيين الشرفاء، فما كانوا ولن يكونوا غدا، لا في العير ولا في النفير، لأن نفس استراتيجية الغباء التي كانت بالأمس، تتكرر مع هذا التيار الضخم، الذي يملك جسم فيل، لكن بعقل نملة.

لقد والله خسر الاسلاميون مجددا معركة أخرى، حينما اعتقدوا أن التحالف ميدانيا، مع قوى البديل الديمقراطي كان من أجل الديمقراطية، والواقع أنه كان تحالفا مع القوى البديلة عن الشعب، المعادية لثوابته وعلى رأسها الدين الاسلامي الذي يدعون الدفاع عنه، وصدق الله العظيم إذ يقول (ولَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئء إِلَّا بِأَهْلِهِه، فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّة الْأَوَّلِينَ، فَلَن تَجِدَ لِسُنَّة اللَّهِ تَبْدِيلًا، وَلَن تَجِدَ لِسُنَّة اللَّهِ تَحْوِيلًا).

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • ياسين

    "الأغبياء لن يتعلموا من دروس التاريخ ...بل يكررون نفس الأخطاء بصيغة أخرى؟؟؟ "

  • عبدو

    الديمقراطيه لم تكن تؤمن بقيمها حتى في اكثر الدول ديمقراطيه هي سبب في استمراريه السلطه بيد فئه معينه لا تؤمن بقيمها ! و خير مثال امريكا و قيمها بنشر الديمقراطيه بالمجازر كما حصل في فيتنام و لعل مثال العراق وصمه عار على جبين كل الديمقراطيات الغربيه في الجانب الاخر الاسلاميين وهم بطبيعه الحال ليسوا بافضل حالا من الديمقراطيين فلقد غلبت عليهم الميكافيليه حتى غطت على قيم الاسلام فاصبح لسان حالهم الحكم و السلطه اسمى امانينا و هم مستعدون للتحالف مع الشيطان من أجل ذلك باختصار الله يهني سعيد بسعيده اي الله يهني الديمقراطيين بالاسلاميين و يبقى الخيار الوطني البعيد عن كل هؤلاء وهو الطرف الذي نراهن عليه

  • ammar

    العرب وأحفادهم سمحوا للصهاينـــة لزيارة مكـــة ومقدسات العرب وأحفادهم ..هذا الأسبوع
    وأنت مازلت تتحدث عن تحالف احفاد العرب من السنة مع الديموقراطيين ..
    لايوجد فرق بين عرب قطر والبحرين والإمارات... وأحفادهم بشمال إفريقيا
    أتحداأجفادالعرب أن يقاطعو منافسة تحدي القراءه العربي بالإمارات وأتحداهم أن يقاطعو مونديالهم عند عرب قطرو...
    ياكاتب المقال عليك بتسمية الأموربأسمائها وتعويض كلمة الإسلاميين بالعرب السنة
    وانظر لما يعيشه كل العرب ومشتقاتهم من إنبطاح وحروب وتطبيع و...

  • جزائري حر

    نعطيك شةيا تاع لفهامة نهار الجمعة الجاي سوف ترى زخم الحراك وصعود قوته سقوط حر نحو الأعلى وربما هدا الثلاثاء

  • جزائري حر

    أخرط على روحك والله ما علابالك واش راك تقول . المهم تقول يعني تكتب تملأ العمود اللي هو مخصص لك. هدا أنت . مجرد خراط يخرط ويسب الأخرين اللي تظاهرو في برلين.

  • seddik

    hal intahat masrahiyat al badisiya wa annoufambria baada sooud al nnisf al motabakki min al al isaba ya tabbal achorouk

  • azer hoab

    أحسنت قولا،

  • alilao

    أعجب من قوم همهم الوحيد في الدنيا التصنيف والتفكيك واثارة النعرات بين الناس. في كل الدول تحلم الشعوب بمناسبات توحدها وبمبادرات تجمع شملها وبقادة يتجاوزون بفكرهم وبرامجهم الخلافات ويركزون على ما يجمع لا على ما يفرق ألا في بلادنا . لماذا نستعجل الفرقة والخلافلات ونعجب من طول عمر الوفاق وصمود الوحدة بين الناس؟ اليس من قيمنا التكاتف والتعاون؟ ألا نتلوا آيات الإعتصام بحبل الله على كل منبر؟ أم أن اتفاق الشعب يقلقنا ووحدته واجتماعه على مطالب يؤييدها كل مواطن مهما كانت توجهاته ترعبنا وتجعلنا نفقد الصواب ونسيى المبادىء الى هذا الحد؟ وهده الذي في بطنه التبن يخشى من نار وحدة الشعب.

  • نمام

    اولا ما الديمقرطية التي يريدها الديمقراط وا يناضلون من اجلها هل هي تعددية تجمع الفرقاء لبيراليين اسلاميين معتدلين و قوميين وشيوعيين ام تكون على المقاس يهيمن في فصيل ومجموعة من الاحزاب غير ممثلة في الشارع وهل يبقى هؤلاء بالقاء اللوم على الاسلاميين ونظام الحكم القائم لتعتنته ام الضرورة تتطلب الوقوف و التحليل ورصد معوقات الانتقال الديمقراطي في المجتمع و السياسة والثقافة بعيدا عن النظام وحكمه الذي ا ثبت اليوم و جوده طالبا للحوار و لا سياسةبدون حوار وندرك با ن اي تحول قد يهدد اسنراتجية الامن لا الداخلي و حسب و انما الاقليمي ونؤمن بالاستفرار الذي يعني مسايرة الزمن قادة شاخوا في مناصبهم حكما ومعارضة

  • عمور

    الاسلاميون أُكلوا يوم أُكل الثور الابيض (fis)
    وما وقعوا فيه بعد ذلك انهم حاولو المشي مع الديموقراطيين(اقولها تجاوزا لانه لاوجود لديمقراطيين عندنا) حاول الاسلاميون ذلك كما حاول الغراب تقليد مشية الحمامة فسقط ..فلاهم حفظوا على مبادئهم الاسلامية التي انطلقوا منها ولاهم احسنوا ديمقراطيا لانهم لايؤمنون بالدمقراطية ..وسقطت الشورى قراطية في الماء