هل ستدفع العقود الجديدة اللاعبين المحليين بالهجرة إلى الدوريات المجاورة

أسدل الستار عن الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم، وترسم تتويج فريق مولودية الجزائر عن جدارة واستحقاق بطلا للمرة الثانية على التوالي والتاسعة في تاريخه، بعد المشوار المميز الذي قدمه أشبال المدرب خالد بن يحي طيلة الموسم الكروي، رغم الندية والمنافسة الشرسة التي واجهها في الشطر الثاني من البطولة، بعد العودة القوية لكل من شبيبة القبائل وشباب بلوزداد في المنافسة على اللقب، قبل أن تحسم المراتب الثلاث لكل من العميد، والشبيبة والشباب.
والمميز في البطولة هذا الموسم، هو التنافسية والمستوى المقبول جدا من الأندية الجزائرية، رغم النتائج المتذبذبة، إلا أن المردود ارتقى إلى المطلوب في العديد من اللقاءات، طيلة الموسم، بعدما تغيرت بعض الذهنيات في الصائفة الماضية، بضرورة جلب لاعبين جيدين بعدما تصدرت أندية الصف الأول المشهد الصيفي بالصفقات المدوية، على غرار عودة إسلام سليماني لشباب بلوزداد، وأندي ديلور إلى مولودية الجزائر بالإضافة رياض بودبوز أين انعكست إيجابا على المستوى العام رغم تذبذب مستوى أداء الأسماء الكبيرة والتي كان ينتظر منها الكثير، إلا أنها سمحت للأسماء الشابة بالبروز، في صورة اخريب مع شبيبة القبائل، أو بوكرشاوي مع شباب بلوزداد.
وعكس المواسم الماضية، انطلقت فترة التحويلات مبكرا لدى الأندية الجزائرية، في صورة شبيبة القبائل التي شرعت في مفاوضات مع عدة لاعبين، أبرزهم خاديم لاعب نادي الهلال السوداني، بالإضافة إلى يونس واسع لاعب أولمبيك أقبو، بالإضافة إلى أسماء أخرى في صورة زكرياء دراوي لاعب المولودية، وبعض الأسماء الأخرى التي منحها المدرب الألماني جوزيف زينباور لإدارة الفريق، من أجل تدعيم التشكيلة تحسبا لرابطة الأبطال الإفريقية، وتحقيق اللقب الموسم المقبل، بالإضافة إلى اتحاد الجزائر الذي بدأ في تصحيح الأخطاء وشرع في مفاوضات مع اللاعبين قصد حمل قميص ألوان سوسطارة.
اتصالات الأندية بالأسماء التي برزت هذا الموسم، قد يصل إلى طريق مسدود، ليس لرغبة اللاعبين، بل في العقود الجديدة التي أقرتها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، أين خلقت حالة من الترقب لدى اللاعبينّ، في كيفية التعامل مع الوضعية، وهو ما جعل المؤشرات توحي بركود الميركاتو في الفترة المقبلة، خاصة لدى اللاعبين المرتبطين بعقود مع أنديتهم، والذين يرفضون التفريط في الصيغة القديمة والمغامرة في إمضاء عقود جديدة، في انتظار رؤية مدى فاعليتها الموسم المقبل، مع الأسماء التي ستمضي عقودا جديدة هذا الموسم.
وبين حالة الترقب وما ستسفر عنه تلك العقود مع اللاعبين، أصبح الخروج من البطولة الوطنية هدف العديد من الأسماء في الوقت الراهن، والتي تريد الاستفادة من الجانب المالي، حيث كشف مصدر مقرب “لجريدة الشروق” أن أندية تونسية تريد الاستثمار في حالة التخوف لدى اللاعبين وجلب أكبر عدد ممكن بعد نجاح كل التجارب السابقة، منذ نهاية تسعينيات القرن الماضية، وصولا لبلايلي وتوغاي، وهو ما تريد استغلاله بعض الأندية في صورة الصفاقسي التونسي الذي وضع قائمة بخمس لاعبين جزائريين لانتدابهم بالإضافة على الترجي التونسي والإفريقي، ولم تقتصر الاهتمامات في تونس فقط، بل أضاف نفس المصدر، أن عدد اللاعبين المتواجدين فوق طاولة أندية ليبية بلغ أكثر من 50 لاعبا، بعد نجاح تجارب كل من معاذ حداد، منصوري وبلقاسمي وهو رقم كبير، وما يرجح كفة الدوري الليبي، هو الجانب المالي الذي سيلعب دورا كبيرا في قرارات اللاعبين، حيث من المنتظر أن يشهد الميركاتو الحالي هجرة جماعية للاعبين الجزائريين.
الدوريات الخليجية هي الأخرى ستكون وجهة بعض الأسماء في صورة دوري “روشين” السعودي، الذي تريد أحد أنديته الظفر وبشدة الظفر بخدمات حارس إتحاد الجزائر اسامة بن بوط، بالإضافة إلى الاهتمام بوسط ميدان المولودية بن خماسة وأكرم بوراس، بالإضافة إلى ثنائي شباب بلوزداد، خاسف وبن غيث، في انتظار العروض الرسمية والتي ستحدد بنسبة كبيرة مثير هؤلاء اللاعبين في البطولة الوطنية بين البقاء أو مغادرة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم.
والملاحظ في الأسماء المتداولة، هو قيمتها وجودتها في الجزائر، وخروج معظمهم سيضع مستوى البطولة على المحك، بالإضافة إلى اختزال حلم الأندية في التتويج القاري، خاصة بعد المستوى الكبير للمولودية في رابطة الأبطال، والذي أعاد الأمل في رؤية فريق جزائري يعانق الكأس الإفريقية، حيث لم تنقص المولودية إلى تفاصيل صغيرة بين جودة بعض المناصب للوصول إلى نصف نهائي أو حتى التتويج، غير أن رحيل الأسماء المميزة، وسقوط رغبة بعض اللاعبين في العودة إلى أرض الوطن في صورة بن دبكة، بسبب ما قيل عن العقود الجديدة، قد يدفع بهروب بعض الأسماء التي كانت مرشحة للالتحاق بالبطولة الوطنية، وهو ما سيضع الأندية المشاركة قاريا أمام حتمية المشاركة من أجل المشاركة، مقارنة بأندية أخرى والتي أدركت أن البطولات عمودها الفقري هو الأسماء المميزة، والتي لن تمضي في الفرق بتلك صيغة العقود، ليبقى الجميع يترقب ما ستسفر عنه الأيام الأولى من الميركاتو والتي ستظهر مدى قدرة الأندية خاصة الكبيرة في الظفر بعقود مع لاعبين مميزين أم أن الكل سيقع رهينة هذا القرار.