-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هل نعرف ما يجري؟!

هل نعرف ما يجري؟!
ح.م

هل هناك مَن يعلم حقيقة ما يحدث في المجتمع، حتى نتحدث عن كواليس السياسة؟ يبدو لي أن التبدلات العميقة التي حصلت في العشرين سنة الماضية في الجزائر تحتاج مِنّا عناية خاصة إذا أردنا أن نعرف إلى أين نحن سائرون. الجانب السياسي هو الجزء البارز للعيان فقط، ما نراه في العلن هو ما طَفح إلى السطح فقط. أما عُمق المشكلات فيبدو أننا كثيرا ما ننساه أو نغضُّ الطرف بشأنه رغم كونه قد يُنذِر بمخاطر كبيرة..

هل نعلم حجم تأثير تكنولوجيا وسائل الإعلام والاتصال على مجتمعنا؟ أي نوع من الشباب تصنع؟ وأي نوع من النساء والرجال؟ ما الذي أحدثته الإنترنت والهواتف الذكية من تبدل على مستوى القيم ونمط التفكير وأخلاق المجتمع؟ ما الذي زرعته من أسلوب حياة جديد؟ إلى أي وجهة سيأخذنا هذا التحوُّل؟ أي نوع من المجتمعات سنكون بعد عشرين أو ثلاثين سنة من الآن؟

يبدو لي أنها الأسئلة الأكثر إلحاحا اليوم من أن نعرف المستقبل السياسي لهذا أو ذاك، ذلك أن أيا كان، لن يستطيع القفز فوق الحقائق الجديدة التي أفرزها مجتمعُ ما بعد العشرية السوداء، إذ قلَّت فيه الضوابط الأسرية والمجتمعية وتقهقر دور المدرسة في تربية الناشئة، وتقلص دور الجامعة في مناقشة الأفكار، وحلَّت الوسائط المتعددة وشبكات التواصل الاجتماعي محل الجميع، تُوجِّه وتُعيد صناعة عقول ونفسيات الناس بالطريقة التي تريد، حتى بتنا لا نعرف في كثير من الأحيان أبناءنا وأحيانا حتى أنفسنا!

ماذا يُفيد صراع السياسيين حول المناصب السياسية، إذا لم يكن همهم الأول والأخير هو حالة المجتمع ومصيره؟ لماذا لا نسمع نقاشات في هذا المستوى ووجهات نظر؟ أم إن السياسة اليوم أصبحت تبادلَ مسؤوليات ومناصب عليا وبروتوكولات ومنافع غير محدودة، ولا يهم بعدها، مَن يصنع المجتمع ومَن يقوم بتوجيهه وإعادة تشكيله بالطريقة التي يُريد، قيما وفكرا وممارسة؟ أليس في هذا تهرب من المسؤولية وسعي إلى حُكم مجتمع يصنعه ويتحكم فيه الآخرون؟

إننا بالفعل نعيش مشكلة من هذا النوع، وهي من أكبر المشكلات التي ينبغي أن نجعل منها جوهر فكرنا السياسي المستقبلي إذا كان لدينا هذا النوع من الفكر.. أما إِبقاؤنا على الوضع كما هو، من خلال سياسة الهروب إلى الأمام، أو التقليل من شأن مَن بيدهم الآن القدرة على التأثير في عمق المجتمع، عبر التكنولوجيات الجديدة، مُدَّعين أن كل شيء على ما يُرام، فذلك هو الخطأ بعينه الذي سيمنعنا من التحكُّم في مستقبلنا وإعطائه المحتوى الملائم للمرحلة التاريخية التي يعيش، وقبل هذا وذاك تمكينه من الأمل اللازم في أن يكون هو نفسه وأن يبني بلده كما يحلم ويُريد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • ابن الشهيد

    العالم اصبح قرية بفضل التكنلوجيا ومن لم يساير هدا المعلم الحضاري يعيش بين الحفر على نغمة شاعرنا .النبتة الطيبة في الأرض الطيبة تأتي بثمار طيبة ،الأستعمار الفرنسي زرع في الأرض الطيبة نبتة خبيثة فلا تنتج الا ثمار خبيثة ولهدا من الواجب قلع هده النبتة من جدورها ،وهي الرجوع الى الأصل والهوية الوطنية يوم نعرف هويتنا سنعرف الوجهة التي نتوجه اليها ،اما بهدا النمط من التحكم في مجتمع متنوع الأعراق انها قنبلة زمنية ؟

  • ahmed

    اوحتى مغنو الراب والهيب هوب الذين اصبحو دعاة مثل : looner bad boys الذي غير اسمه الى Muhadith Amir Junaid فالعولمة بجوانبها المادية كالاختراعات في وسائل الاتصال اللتي ذكرتها والمحتوى الثقافي سواءا mainsream كالسنما والاعلام او تقافات هامشية كثقافة الراب والهب هوب جائت من امريكا وتعولمت في اوروبا ثم جائت الينا. مع كل قوة الصين الاقتصادية فان محتواها صفر. لذلك تجد الشباب يخاطر بحياته من اجل الوصول هناك. للتناقض الثقافي الذي يشعره.

  • ahmed

    الحمد لله الذي لم يتركنا نهبا للشياطين , والا كون راهم كلاونا. في كل مكان وكل زمان ربي يدير حاجة من رحمتو تدل عليه وتزيل الضلام. قد يكون نبيا او رسولا , او كتابا سماويا , او حدثا ما , او حتى اكتشافا علميا , او مفكرا , ليس بالظرورة ان يكون مسلما , يرزقه الله قول الحق. كما حدث مع انشتاين ضد موجة الالحاد. مع انه ليس مسلما وحاول اليهود استعماله. اذن فيا سيدي الشعور بالمشكل اول مراحل حله. استمر في البحث حتى يفتح الله عليك. والله اعلم ملامح فهم ما يجري سياتي من مسلمي امريكا. من المثقفين الذين اعتنقو الاسلام ك hamza yusuf اوحتى مغنو الراب والهيب هوب الذين اصبحو دعاة مثل : looner bad boys يتبع

  • م ب

    ياأستاذ :أنني من المتعودين على قراءة عمودك.ودائما أجد فيه بصيصا الامل؛ ونفحات حب الوطن.فلغتك في المماسة الكتابية أرتح لها ؛ وأجد فيها نوعامن التقارب من حيث الافكار ؛وطرحها.( ولو أنت دكتور ؛ وانا معلم) هنك روابط تجمعنا ؛ والقاسم المشترك بيننا هو الوطن .هي الجزائر بأبعادها الاربع. بمساحتها. بسكانها. بالتنوع فيها رغم خرجات بعض الشواذ؛ والمغردي خارج السرب .تبقى الجزائر هي ملاذنا الاول؛ والاخير.وكما جاهد في سبيل تحريرها.آباؤنا وقدموا أنفسهم رخيسة بغية نعيش فيها أحرارا
    لكن خلف من بعدهم خلف عن طريق التزييف؛ والتزوير.تلكؤ للمبادئ النوفمبرية. نبقى نحن نردد.خدوا المناصب؛خذوا المكاسب. خلوا لنا الطن

  • م/ب

    أتركونا نكمل حلم اليقظة الذي عشناه؛ ولتبقى صورة الجزائر البيضاء رغم الخدش الاسود الذي يعتري بياضها من الجهة الخلفية فيجل من الصورة مشوشة لدى المتأمل فيها نحن دأبنا علىحبنا للوطن؛ وطبقناه على أرض الواعقع عن طريق أفعلنا؛ وأواقوالنا ؛ واعملنا اليومية . لانزكي أنفسنا،ولانمن. غرس الآباء فينا هذا الحب رغم أننا كنا لانعرف له معنا فأفق حدود معرفتنا لاتتعدى الدوار (لادسيدي عبدالمؤمن)وأتذكر أن أول أهزوجة كنا نتعلم بها النطق. ليس كأطفال اليوم. أول نطق عندهم هو السب والشتم؛ وكره الوطن ؛ والكلامات التي يستحي العاقل من سماعها هي يا النو( المطر) صبي.صبي بن بللة ستره ربي. أو بن نلله واصحابوفي الجنة ينصابو.

  • م/ أولاد براهيم.

    بربكم لا تضيقوا علينا مساحة الامل.مدوها مد البصر. نحن فيئة نعيش على هذه المساحة ؛ ورغم ضيقها نراها كافية نتلذذ؛ ونتنعم في كنفها كل مساء؛وصباح ؛ وعند كل يوم جديد بل كل لحظة ؛ وعقب كل صلاة. أتركونا نعيش في الامل ما بقينا على قيد الحياة . لان الامل وحده يزرع فينا نبظ الحياة ولولا فسحة لاستحال العيش.. ساعدوننا ؛ قدموا لنا يد العون. ردوا علينا قليلا مما أعطيناكم لما كنا في غز الشباب؛ ووقت العطاء ..احترموا مشاعرنا نحن الآباء؛ والاجداد. حبنا للوطن؛حبنا للثورة ؛ ورموزها( رغم التزوير؛ والتزييف)؛ وامام أعيننا؛ ونحن شهود. لايوصف؛ ولا يصدق ؛ ولو خيرنا لقنا الجزائر وحدها على هذا الكون الفسيح المترامي ..

  • م/ أولاد براهيم.

    يا أستاذ ؛ وقبل أن أخرج من بيتي الى المسجد لتأدية صلاة الجمعة أ رجوكم الآ تذهبوا بنا بعيدا . أبقوا بنا على مسافةمد البصر لان هذه هي مساحة الامل فينا حاصة نحن كبار السن نحن نتغذى ؛ ونعيش على هدهدة أحلامنا الماضية ماضي الاجدادالقدامى وصولا الى الثورة التحريرية ؛ ومحطتها الاستقلال.ثم الانطلاقة الجديدة الى غاية ثمانينات القرن الماضي ؛ والقفز الى العشرية السوداء ؛ووصولا الىعهد العهدات. من فضلكم أتركونا نعيش على بصيص الامل .أتركوا لنا الجزائر بيضاء حتى ولو كان في البياض خدوش سوداء . ارفقوا بنا نحن نتألم في صمت ..أنيننا آهاتنالاتسمع حتى نحافظ على بريق الوطن.ونحافظ على انضباطنا كما كنا في عملنا ..

  • ابن الجبل

    تقول : " أن السياسة اليوم تبادل مناصب ومسؤوليات عليا وبروتوكلات ومنافع غير محدودة ، ولا يهم بعدها من يصنع المجتمع، ومن يقوم بتوجيهه ...." . تلك هي الطامة الكبرى اليوم . الكل يجري وراء مصالحه الشخصية ، لا يهمه الجزائر ولا الشعب الجزائري ... أكثر من نصف قرن على الاستقلال والجزائر لم تتقدم خطوة واحدة نحو الأمام !. لاحظ كوريا ، الصين ، البرتغال ، أندونسيا ... ماذا أنجزوا خلال هذه المدة ، وماذا أنجزنا نحن ، لترى الفشل الذريع الذي أصابنا ، والعقم الفكري والابداعي الذي شل عقولنا ...؟!.