-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هل يتجدّد العدوان على غزة؟

هل يتجدّد العدوان على غزة؟

لن يستطيع الكيان الصهيوني اليوم العودة مجدّدا إلى الحرب في قطاع غزة، وإذا عاد، فإنه سيكون من وضع اليائس الذي لا يمكنه أبدا تحقيق الانتصار المزعوم.. لذلك، تجده يسارع لاستخدام التجويع سلاحه المتبقي…

لقد تبدّلت الحقائق التي كانت قبل 42 يوما في صالح العدو إلى العكس تماما! ولن يكون مصير “نتن  ياهو” أفضل من مصير “زيلنسكي” في آخر المطاف، وإن شنّ طيرانه هجمات مدمّرة على القطاع انتقاما من الهزيمة الحالية أو القادمة…

تقول الحقائق الميدانية أن قيادة مجرم الحرب هذا قبل الإعلان عن بدء المرحلة الأولى من الصفقة كانت تملك من الأوراق الرابحة أكثر مما لديها الآن، ففي تلك الفترة:

– كان الجيش الصهيوني داخل القطاع ويحتل محور نتساريم بالكامل ويفصل الشمال عن الجنوب.

–  كان سكان شمال القطاع في أغلبهم مهجّرين جنوبا.

– كانت المعابر مغلقة وكان هناك منع تام لوصول الغذاء وأبسط متطلبات الحياة.

– الطيران الحربي يقصف يوميا ما بقي من مبان ويدمّرها على من فيها.

– القوى المعارضة لوقف الحرب داخل الكيان أكثر تماسكا (بن غفير مع سموتريتش).

– القادة العسكريون أكثر تضامنا بين بعضهم من اليوم (الشاباك، الأركان، الموساد).

– الكنيست أقل تفكّكا.

-عائلات الأسرى أقل توترا.

– هناك تعتيم واضح على الهجرة العكسية.

– “حزب الله” مازال لم يعد تنظيم نفسه.

– سوريا أضعف من أي وقت مضى.

– العلاقات تصادمية بين روسيا والولايات المتحدة.

– زيلنسكي حليف نتن ياهو ما زال حليفا لأمريكا.

أما الآن، فإن الوضع تبدّل: جيش الاحتلال غادر مواقعه المحصّنة داخل القطاع، والمعابر فتحت لمدة 42 يوما مما مكّن من دخول بعض الأغذية والتخفيف على جزء من المرضى، والمقاومة نجحت إعلاميا في تقديم نفسها للرأي العام داخل الكيان بأنها متماسكة موحّدة وملتزمة بتعهداتها وثابتة على مواقفها، والأسرى المفرج عنهم من قبلها أكدوا حسن معاملة المقاومة لهم والقيم الإنسانية العالية التي يتحلى بها أفرادها، حتى أن أحدهم قبّل رأس أحد المقاومين اعترافا له بذلك، كما بيّنت عمليات التبادل قدرة المقاومة على الاحتفاظ بقواتها وبإبقاء أسراها في أماكن آمنة مما يدل على فشل استخباراتي ذريع للعدو الصهيوني طوال هذه المدة..

وعلى الصعيد الدولي، حدث تقارب كبير بين الولايات المتحدة وروسيا ليس فقط بشأن أوكرانيا إنما بشأن الكثير من المسائل الدولية بما في ذلك الشرق الأوسط، أما على الصعيد العربي، فإن “حزب الله” أبرز من خلال جنازة الشهيد حسن نصر الله، أنه لم يفقد حاضنته الشعبية ولا فقد قدراته على العودة مجدّدا للقتال، ذات الأمر بالنسبة لإيران التي باتت تعلن أنها لن تقبل التفاوض مع الولايات المتحدة تحت الضغط، واليمن الذي لم يتردّد في الإعلان: إذا عدتم عدنا! وأخيرا، العرب الذين تشجّعوا هذه المرة وقالوا لا (صغيرة) لتهجير الفلسطينيين! ولعل الحالة المزرية التي عاد بها “زيلينسكي” من لقاء ترامب، أوحت لهم بمصير من يثق في أمريكا كل الثقة، وأكدت لهم أن “ترامب” يمكنه أن يفعلها مع أيّ منهم في المستقبل…

فهل يستأنف المجرمون حرب الإبادة على غزة؟

حسابيا، لا يمكنهم ذلك، ولكنهم قد يفعلوها يأسا وانتقاما، دون أي إمكانية لتحقيق أهدافهم، بل سيحكمون على كيانهم بالتفكّك بأسرع مما هو متوقَّع، من خلال الهجرة العكسية للكفاءات المسؤولة عن التطوّر الاقتصادي والعسكري، ومن خلال الإنهاك المستمر للقدرات العسكرية وبخاصة البشرية منها… وفي كل الحالات، فإنهم لن يستطيعوا الاستمرار في العدوان، إن أعلنوه، أكثر مما استمروا في المرحلة السابقة وسيضطرون للاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني اضطرارا، وسيتأكّد للعالم أجمع أن “طوفان الأقصى” كان، بالفعل، بداية حرب تحرير لفلسطين بعد أن كادت موجة التطبيع والاستسلام تقضي على ما بقي من أمل في تحقيق ذلك…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!